مخاوف في روما من ان تحل تركيا محلها
الصباح الجديد- متابعة
تتحرك ايطاليا اليوم صوب ستثمار ما يجري من احداث على الساحة الليبية، استعادة دورها كلاعب رئيس على هذه الساحة، والذي استمر منذ الاستعمار الايطالي لليبيا اثناء الحرب العالمية الثانية، وحتى ما بعد مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي.
يأتي هذا التحرك جراء مخاوف في روما من ان تحل تركيا التي تساند حكومة الوفاق اليوم، محلها في ليبيا التي تعدها العاصمة الايطالية اولوية وليست خيارا.
وفي اطار هذا التحرك، وصل لويجي دي مايو طرابلس امس الأربعاء، في “زيارة خاطفة” للتشاور وتبادل وجهات النظر بين البلدين، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للسراج.
وبعد لقاء دي مايو رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج صدر بيان اكد أهمية العودة إلى المسار السياسي ورفض التدخلات الخارجية، والعودة لإنتاج النفط الذي يمثل ثروة لليبيين.
وأوضح البيان أن الجانبين الليبي والإيطالي “أكدا خلال المحادثات على أهمية العودة للمسار السياسي ورفض التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي”.
من جانبه أكد دي مايو، رفض بلاده التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي، مشددا على أهمية العودة للمسار السياسي.
بيان مكتب السراج أوضح أن المحادثات مع دي مايو “تناولت أيضا مستجدات الأوضاع في ليبيا وعددا من ملفات التعاون المشترك”.
وأشار إلى أن السراج “قدم شكره لإيطاليا على مساهمتها في عمليات الكشف عن الألغام التي قامت المليشيات المعتدية بزرعها في المناطق السكنية التي طردت منها” جنوبي طرابلس.
وأفاد البيان بأن الاجتماع تناول كذلك “موضوع إغلاق المواقع النفطية، والضرورة القصوى لعودة إنتاج النفط الذي يمثل ثروة الليبيين جميعا ومصدر دخلهم”.
كما “تطرق الاجتماع إلى عملية إيريني الأوروبية لتطبيق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، حيث جدد السراج التأكيد على ضرورة أن تكون العملية شاملة متكاملة برا وجوا وبحرا”، وفق المصدر ذاته.
وأضاف البيان أن “الاجتماع بحث كذلك ملف الهجرة غير الشرعية، وتطوير التنسيق المشترك للتصدي لهذه الظاهرة، كما تطرق للجهود المبذولة لمواجهة جائحة كورونا، وأهمية استمرار التعاون بين ليبيا وإيطاليا في مواجهة الوباء”.
وفي السياق، اكدت مارتا داسو، مديرة الشؤون الأوروبية بمعهد أسبن، في يوم الزيارة نفسه، أن ليبيا أولوية لروما وليست خيارا، حيث لإيطاليا مصالح كثيرة هناك، معتبرة أن حكومة الوفاق انصرفت عن روما وشرعت الأبواب لتركيا.
واعتبرت هذه السياسية المخضرمة، أن فيروس كورونا أثر على ملفات السياسة الخارجية الإيطالية، كالأزمة الليبية وغيرها.
وتساءلت داسو، وهي سياسية إيطالية شغلت منصب نائب وزير الخارجية في حكومة ماريو مونتي في الفترة من 2011 إلى 2014: “من يريد الانشغال بالسياسة الخارجية في ظل أزمة كورونا مع العواقب الاقتصادية والاجتماعية وأيضا الجيوسياسية؟”.
وذكرت داسو أن السياسة الخارجية والدفاعية مرشحة لأن تصبح ضحية ثانيه للفيروس، وأزمة ليبيا هي مثال على ذلك، وفقا لما نقلته عنها وكالة “نوفا” الإيطالية.
وأضافت داسو: “فيما لم تستمع إيطاليا لنداء المساعدة الذي أطلقه رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، قررت حكومة الوفاق أن إيطاليا حليف غير موثوق به وسمحت بمساعدة تركيا العسكرية”.
وأشارت داسو إلى أن النتيجة هي سيطرة تركيا وقطر على العاصمة الليبية طرابلس، فيما تظل برقة تحت تأثير روسيا ومصر، ما أسفر عن تقسيم ليبيا بين قوى إقليمية بعضها لديه أطماع استعمارية جديدة.
وشددت السياسية الإيطالية على أن إيطاليا لديها مصالح قوية في ليبيا مثل المصالح الاقتصادية التي تديرها شركة إيني، فضلا عن الاهتمام بالسيطرة على تدفقات المهاجرين وهي قضية معرضة للانفجار بسبب أزمة فيروس كورونا، مضيفة أن ليبيا ليست إرثا إلزاميا ولا اختيارا ولكنها أولوية لسياسة إيطاليا الخارجية.