بعد غياب تسعة اسابيع بسبب الاجراءات الاحترازية
الصباح الجديد-متابعة:
بعد الاخبار عن مقتل فلسطيني اعزل بالقرب من المسجد الاقصى من الجيش الاسرائيلي بعد ظنهم بانه مسلح، وعاصفة الغضب التي اجتاحت الفلسطينيين، اعيد فتح ابواب المسجد امام المصلين يوم امس الاحد بعد اغلاق استمر شهرين بسبب فيروس كورونا، وبدت الخطوة بالنسبة للبعض سبيلا لامتصاص الغضب.
وعبر مئات المسلمين فجر الأحد باب حُطة الخشبي الأخضر الكبير أحد أبواب الحرم القدسي ليؤدوا الصلاة فيه للمرة الأولى منذ إغلاقه. وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس أعلن في آذار/مارس الماضي تعليق حضور المصلين للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة لفترة موقتة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وكان في استقبال المصلين مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الذي هنأهم على صبرهم عبر مكبرات الصوت. وأعلن فتح جميع المصليات المسقوفة في الحرم القدسي بما فيها مسجدي قبة الصخرة والمصلى القبلي (الأقصى) أبوابها أيضا للمصلين صباح الأحد.
وحث مدير المسجد المصلين مرارا على التقيد بتعليمات التباعد الاجتماعي المعلنة.
وبحسب الكسواني، تم تعزيز عدد الحراس والسدنة بستين عنصرا إضافيا لتوجيه المصلين وضمان التزامهم بتعليمات التباعد.
وأهاب الكسواني “بأهلنا وشعبنا الحفاظ على التباعد ووضع الكمامات لأن الفيروس ما زال موجود وحتى لا يستغل الطرف الآخر الأمر ويتدخل بشؤون المسجد”.
وقال مدير المسجد إن مجلس الأوقاف قرر التعايش مع الفيروس لكن “على شعبنا الالتزام بالتعليمات”.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة، أكثر من 17 ألفا و284 وفاة.
وفي الجانب الفلسطيني أحصيت 447 إصابة مؤكدة وثلاث وفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة لعدد سكان يبلغ نحو خمسة ملايين نسمة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار السبت على فلسطيني ثلاثيني أعزل من ذوي الاحتياجات الخاصة، اشتبهت بأنه مسلح وأردته قتيلا في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
واصطف المصلون الذين غطت الكمامات الصحية وجوههم على السجاد الذي وضعت عليه أشرطة لاصقة سمراء وأخرى بيضاء لتحديد المسافات بينهم، في الوقت الذين كان فيه المتطوعون يفرغون المعقمات الصحية على أيدي المصلين.
وكانت الطرق المؤدية إلى الحرم القدسي مبللة بعد عمليات تعقيم وتنظيف قام بها موظفو الأوقاف الإسلامية قبيل إعادة فتحه.
ووزع الحراس الذين تواجدوا خارج الأبواب قبيل فتحها الكمامات الواقية على المصلين الذين لا يمتلكونها، كما قاموا بقياس درجات الحرارة للمصلين بعد فتح الأبواب.
ويقع المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل بعد حرب 1967، وهو في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن. ويقول اليهود إنه موقع جبل الهيكل أكثر الأماكن الدينية قدسية لديهم.
ومنذ انتشار الفيروس، دعا المؤذنون إلى الصلاة، لكن في البيوت حتى خلال شهر رمضان الذي انتهى الأسبوع الماضي.
وأعيد فتح المساجد بعد تخفيف القيود المفروضة على السكان في ظل تراجع ملحوظ في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس.
ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخوله في أي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك إلا في أوقات محددة وبدون الصلاة فيه.
وصباح الأحد، وثقت مراسلة فرانس برس دخول نحو مئة مستوطن إلى باحات المسجد والتجول فيه وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وكان من بين المستوطنين، اليميني المتشدد يهودا غليك ووزير الزراعة السابق أوري أرييل.
وتزامن دخولهم مع اعتقال عناصر الشرطة الإسرائيلية الذي انتشروا في الباحات، أربعة أشخاص بينهم صحافية أطلق سراحها بعد مدة قصيرة مع قرار بالإبعاد لمدة أسبوع عن المسجد.
خارج الحرم القدسي، وفي البلدة القديمة نفذت الشرطة الإسرائيلية عددا من الاعتقالات.
وطال الاعتقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في المدينة المحتلة ناصر قوس الذي افرج عنه لاحقا مع قرار بالإبعاد عن المسجد لمدة أسبوع.