ترامب يحاول استغلالها انتخابيا
الصباح الجديد-متابعة:
في ظل اجواء الانتخابات الرئاسية والمنافسة الشديدة ما بين رئيس الولايات المتحدة الاميركية دونالد ترامب وجو بايدن المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية يبدو ان المنافسة بدأت تاخذ منحى اخر، الاصطياد بالماء العكر، خاصة بعد اتهام بايدن بالاعتداء الجنسي على تارا ريد، العضوة السابقة في طاقم العمل الخاص به، منذ حوالي 30 سنة ونفى بادين هذه المزاعم بنحو قاطع.
وقال بايدن، في لقاء متلفز أُجري معه الجمعة: “أقولها بشكل قاطع، إن ذلك لم يحدث أبدا”.
كما طالب بإجراء بحث في أرشيف مجلس الشيوخ عن أي شكوى تقدمت بها ريد في ذلك الوقت.
لكن ريد تقدمت ببلاغ للشرطة يتضمن تلك المزاعم الشهر الماضي.
وقالت ريد في بلاغها إنها تعرضت للاعتداء الجنسي من دون ذكر اسم بايدن، مؤكدة أنها تقدمت بالبلاغ “لأسباب تتعلق بسلامتها فقط”، إذ انتهت المدة التي يمكنها خلالها رفع الدعوى بخصوص ما تعرضت له.
ويخوض جو بايدن الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي واجه هو أيضا اتهامات بممارسة سلوك جنسي غير لائق ضد 25 إمرأة.
وعملت ريد معاونة في فريق العمل الخاص بجو بايدن لمدة عام من 1992 وحتى عام 1993 عندما كان المرشح الرئاسي عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ديلوير.
وقالت العضوة السابقة في فريق عمل بايدن أن سجل جو بايدن الذي يمتد لحوالي 36 سنة كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي تحتوي على أدلة على أنها تقدمت لرؤسائه بشكوى ضده.
وتحتفظ جامعة ديلوير بسجل عمل بايدن، لكن الجامعة أكدت أنها لن تسمح بنشر أي منها إلا بعد تقاعد المرشح الرئاسي من العمل السياسي بعامين.
ولا يوجد شهود على الواقعة التي تدعيها تارا ريد، لكن هناك ثلاثة أشخاص يدعمون روايتها.
وقال شقيق تارا، وجارتها، وزميلة سابقة لها إن العضوة السابقة في فريق عمل بايدن روت لهم الواقعة التي تزعم أنها حدثت منذ 30 سنة.
وقالت ليندا لاكازا، جارة تارا، لموقع بيزنس إنسايدر: “حدث ذلك بالفعل، وأعلم ما حدث لأني أتذكر جيدا أنها روته لي”.
وتأتي مزاعم ريد لتنضم عضوة جديدة إلى فريق من النساء اللاتي وجهن اتهامات لبايدن على مدار العام الماضي بأنه تعامل معهن بطريقة تخلو من اللياقة. برغم ذلك، لم تصنف أي منهن ما تزعم أنه حدث بأنه “اعتداء جنسي”.
وفي أثناء حديثه مع ميكا بريزيزينسكي على قناة إم إس إن بي سي، نفى بايدن نفيا قاطعا الجمعة الإقدام على أي سلوك جنسي غير لائق ضد تارا ريد.
وضغطت بريزيزينسكي على المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية مستشهدة بتصريحات أدلى بها في وقت سابق أشار خلالها إلى أنه ينبغي تصديق المرأة عندما تروي قصصا عن العنف الجنسي.
وفي 2018، عندما واجه رئيس المحكمة العليا في الولايات المتحدة بريت كافانو اتهامات بالاعتداء الجنسي من قبل كريستين بايزلي فورد، أعلن بايدن مع عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي دعمهم لمزاعم فورد، مظهرين قدرا كبيرا من الإصرار على سماع شهادتها الرسمية.
وقال بايدن في ذلك الوقت: “بالنسبة لامرأة تقدمت لتحتل دائرة الضوء وتحظى باهتمام الجميع في البلاد، لابد أن نفترض من الوهلة الأولى أن جوهر ما تقول حقيقي سواء كانت تتذكر كل ما حدث أم لا، وسواء تعافت مما تعرضت له أو ساءت حالتها أكثر بمرور الوقت”.
وقالت بريزيزينسكي لبايدن: “هل ينبغي تصديق النساء ما لم يكن الأمر يتعلق بك؟”
ورد بايدن بأنه يجب الاستماع إلى النساء، مع النظر إلى الأمور في سياقها والبحث في الظروف والحقائق المتوافرة”.
ورفض بايدن التكهن بدوافع تارا ريد ، مؤكدا أن لها الحق في الظهور “وقول ما تريد”، لكن أكد على حقه هو أيضا في أن يقول “انظروا إلى الحقائق”.
وقال نائب الرئيس الأميركي السابق إن سجله في جامعة ديلواير لا يحتوي على وثائق تتعلق بريد. وبرغم تكرار السؤال من بريزيزينسكي عن إمكانية وجود دليل على مزاعم ريد في هذه السجلات، أصر بايدن أن سجلاته الموجودة في الجامعة في 1800 صندوق لا تحتوي على أية ملفات للعمالة يمكن استغلالها كمادة لإثارة الجدل السياسي حول حملته الانتخابية.
قد تضفي هذه المزاعم قدرا من التعقيد على عملية ترشيح نائب لبايدن، خاصة من بين القيادات النسائية في الحزب الديمقراطي
ويستغل الجمهوريون مزاعم ريد في إظهار الديمقراطيين في صورة المتملقين الذين يدافعون عن المرأة فقط عندما يتعلق الأمر بمخالفات منسوبة للمحافظين، وفقا لوكالة أنباء أسوشيستد برس.
وسخرت حملة ترامب من اللقاء المتلفز الذي ظهر فيه بايدن. وقال متحدث باسم حملة ترامب: “أظهر المرشح الديمقراطي ثانية أنه يعتقد أن التعامل معه ينبغي أن يكون وفقا لمعيار يختلف عن المعيار الذي وضعه هو للتعامل مع الآخرين”.
لكن في ضوء المزاعم التي ترددت لفترة طويلة حول اعتداءات جنسية نُسبت للرئيس ترامب، من الصعب أن ينجح الجمهوريون في استغلال المزاعم المشابهة التي تحيط ببايدن في الوقت الحالي في تحقيق مكاسب سياسية على حسابه.
وحيث يحاول الديمقراطيون الظهور في صورة حزب النقاء الأخلاقي والمساواة بين الأنواع والأعراق المختلفة، من المؤكد أن المزاعم المثارة حول بايدن جعلت السياسيين في الحزب الديمقراطي خاضعين لمعايير مختلفة أثناء تقييمهم.
وتعد المرأة مكونا مهما من مكونات المجتمع الانتخابي، كما تعطي النساء عددا أكبر من الأصوات للديمقراطيين مقارنة بالأصوات النسائية التي تذهب للجمهوريين.