الموارد المائية تؤمن خزينا استراتيجيا للاستهلاك البشري والزراعة يدوم لاكثر من عامين

وصل الى اكثر من 59 مليار م 3 خلال العام الماضي

بغداد _ الصباح الجديد :

تميزت الفترة مابين نهاية عام 2018 وبداية عام 2019 بموسم شديد الامطار تكونت على اثره سيول جبارة تدفقت في انهار العراق كافة (عدا نهر الفرات) لم يحصل مثيل لها منذ عام 1988.
وقد استنفرت الوزارة كل طاقاتها ومن شمالي العراق حتى جنوبيه واستطاعت الوزارة من السيطرة على هذه السيول وابعاد ضررها عن جميع مدن وقرى العراق ولم يخسر العراق اي من مواطنيه او ممتلكاتهم بل بالعكس تم توجيه معظم هذه المياه الى خزانات العراق (السدود والبحيرات) وتوجيه القسم الاخر الذي لايمكن خزنه الى الاهوار حيث تم اعادة الحياة لمعظم الاهوار.
وتجاوزت نسب الاغمار 80% للبعض ووصل 100% للبعض الاخر من الاهوار وغمرت مناطق جديدة اخرى في الاهوار حتى وصلت المساحات المغمورة في الاهوار 5700كم2 وهذه اعلى نسبة تصلها الاهوار منذ زمن بعيد ووصل خزين العراق من المياه في السدود 59مليار م3 .
ولتقييم هذا الانجاز يكفي مقارنة مانزل على العراق من امطار من غيوم هي نفسها انزلت امطارها على الجارة ايران وهناك تسببت في غرق العديد من المحافظات الايرانية وخسرالعديد من الناس هناك مساكنهم وممتلكاتهم .
وقد فتحت ايران السداد التي تفصل جانبي هور الحويزة بين العراق وايران وتدفقت نتيجة ذلك كميات هائلة من المياه الى داخل الاهوار العراقية الذي ادى الى تهديد حقولنا النفطية وخاصة حقل مجنون الى الغرق وقد تسارعت ملاكات الوزارة وتدخلت لاستيعاب هذه الكميات غير الاعتيادية من خلال تقوية وتعلية السداد لحقول مجنون وغيرها واستيعاب المياه كلها وتصريف الجزء الاخر الى شط العرب .
وتم كذلك توجيه المياه في نهر الفرات عند الملتقى عكس جريانه الطبيعي ليصب في الاهوار لتغذيتها بمياه عذبة وهذه هي المرة الاولى في التاريخ تجري المياه في المنطقة الجنوبية لنهر الفرات من الجنوب الى الشمال. كان للوزارة في درئها للفيضان وتحويله الى خزين استراتيجي الاثار المهمة على شتى الاصعدة كتأمين خزين مياه استراتيجي للاستهلاك البشري اولا ثم الاستعمالات الاخرى خاصة الزراعة ويدوم لاكثر من عامين ووصل الى اكثر من 59مليار م3 وتحقق انتاج زراعي غير مسبوق وصل الى 4,8 ملايين طن من الحنطة واكثر من مليون طن من الشعير وهذه ارقام قياسية لم تتحقق في تاريخ العراق تبعها زراعة الشلب في الصيف ووصلت الخطة الزراعية الى 670 الف دونم مقارنة بالخطة الزراعية للسنة التي قبلها والتي لم تتجاوز 5 الاف دونم ولم تصل زراعة العراق للشلب في السنوات الماضية وفي احسن احوالها الى النصف من ماتم تحقيقه هذا العام.
كما تم اعادة الحياة لنسبة كبيرة من الاهوار التي جفت نتيجة ندرة المياه للسنوات السابقة واقامت دول المنبع العديد من السدود مما حجز نسبة كبيرة من حصة مياه العراق من خلال هذه الانهار. وقد اتخذت الوزارة العديد من الاجراءات في موسم الفيضان لهذه السنة منها ادخال (8) سدود للخدمة وهي كل من (سد دربنخان، الموصل، الرمادي، الورار، الفلوجة، ناظم ابوصخير، ناظم شط البصرة) بعد تأهيلها واسهمت بشكل كبير في زيادة الطاقة الخزنية والمحافظة على مدينة بغداد والمحافظات الجنوبية من اضرار الفيضانات ، وتخفيض مناسيب الخزن في السدود والخزانات الرئيسة لمنظومة الري في العراق لاستيعاب كميات المياه الواردة والاستفادة من هذه المياه لزراعة الشلب في الموسم الصيفي، واستكمال تأهيل سد دربندخان لأستغلاله بكامل طاقته الخزنية. وقد تم ايضا توسعة قناة الثرثار الفيضانية لزيادة استيعاب المياه المحولة الى منخفض الثرثار ورفع الترسبات المتراكمة حيث انه من المؤمل رفع كمية ( 2.6 مليون م3 ) خلال هذه السنة علما ان العمل مستمر بجهد التشكيلات وطاقاتها المتاحة من الآليات الحكومية ولم يتم تأجير أية آلية او عمل شركة قطاع خاص في العمل وبكلف واطئة جدا ، اضافة الى استطلاع وتقوية السداد الخاصة بنهر دجلة وأتخاذ الاجراءات السريعة لمعالجة المناطق الضعيفة من محافظة نينوى الى سدة العمارة وخاصة مناطق الاختناق في محافظة نينوى (نهر الخوصر) وصلاح الدين (جزرة قضاء العلم) وسداد نهر دجلة في محافظة بغداد وسداد الشماشير ضمن محافظتي واسط وميسان بطول (35) كم لحماية المدن من السيول القادمة من الحدود الشرقية وتوسيع مجرى نهر دجلة بعد ناظم القلعة في محافظة ميسان. وجرى تقوية سداد نهر الفرات ورفع وازالة الجزرات الوسطية لضمان تمرير الموجات الفيضانية التي من المتوقع ورودها في الموسم الحالي ورفع الترسبات وتوسيع مقطع النهر مؤخر سدة الرمادي ومقدم سدة الفلوجة وتأهيل سدة الرمادي وناظم الورار وبوابات سدة الفلوجة واستطلاع السداد وخاصة في محافظة ذي قار واستنفار الجهد الآلي للوزارة لأعادة تأهيل سداد الاهوار في محافظتي ذي قار وميسان وتقوية سداد الاهوار وأهمها السداد المحاذية لقضاء القرنة (الساتر/أ) وبطول (35 كم.ط ) والسدة الحدودية مع الجمهورية الاسلامية ايران وبطول (20كم.ط)/مرحلة اولى وسداد حماية المنشأت النفطية خاصة ضمن حقل مجنون وتوسيع وتطهير الانهر المغذية للاهوار وخاصة مجرى نهر الخمس في ميسان والقديم (4،3،2،1) وتقوية سداد سداد نهر العز والسويب والعريض.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة