- 1 –
يخطأ من يعتقد ان العزلة عن الناس والتفرغ للعبادة هو أمثل الأوضاع التي ترقى به الى مصاف القرب من الرب واعتلاء ارفع الدرجات عنده. - 2 –
انه في هذه الحالة قد عطّل دوره في كلّ ما ينتظره من اسهام ايجابي في النفع الاجتماعي العام، وبالتالي فهو لم يستهدف الا استزاده المثوبات لذاته ، بعيداً عن المشاركة في مجمل الفعاليات المهمة لبناء المجتمع الصالح وازدهاره وخير أبنائه . - 3 –
ان خير الناس في المنظور الاسلامي هو أنفعهم للناس
ومن هنا كان الناهضون بأعباء الخدمة الاجتماعية العامة في الطليعة
وكانت أعمالهم من أثقل الاعمال ميزانا لا في الآخرة وحدها بل في الدنيا والاخرة. - 4 –
روي عن الامام السجاد علي بن الحسين زين العابدين (ع) انه قال :
{ اني لاستحي من ربي أن أرى اخاً من اخواني فاسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدينار والدرهم ،
فاذا كان يوم القيامة قيل لي :
لو كانت الجنةُ لكَ لكنتَ بها أبخل وأبخل وابخل }
حياة الامام زين العابدي للقرشي ص 337
الدعاء للاخوان بالجنان يكشف عن تجاوز اطار الذات ولكنه لا يكشف عن روح وثّابِة سريعة الى اغاثة اللهفان واعانة المكروب وانعاش الفقير ومساعدة المحتاجين الى المساعدة …
وباختصار شديد :
انّ الدعاء اللساني لا يكلفك شيئا ..!!
انها بضع كلمات تسأل الله تعالى فيها لاخيك التوفيق والخير
وأين هذا من البذل والعطاء وانفاق الأموال بُغيةَ انقاذ اخيك من معاناته ؟
وهل يتم إشباع حاجاته بتلك الكلمات؟
ان الامام السجاد (ع) يدفع بنا الى تحري أحوال أخوتِنا وتقديم ما يلزم لهم وفقا للامكانات المتاحة – لازاحة ما تراكم عليهم من الكرب والهموم وبهذا التراحم والتكافل والتعاون تَهبُّ نسائمُ الخير على المجتمعِ بِأَسْرِهِ ويقترب من مرافئ السلامة.
حسين الصدر