سياسيون ورجال دين ونشطاء: نحتاج إلى رؤية سياسية لعراق موحد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
قال السياسي المستقل غالب الشابندر، ان العراقيين الان احوج ما يكون، إلى رؤية سياسية لبناء عراق موحد وتحقيق الشراكة بين المكونات، مبيناً أن العراق اصبح نقطة التلاقي الدامي بين القوى الدولية.
واضاف الشابندر خلال مشاركته في ملتقى النجف المقام في اربيل برعاية مركز رووداو للدراسات، بمشاركة شخصيات سياسية ورجال دين ونشطاء مجتمع مدني تحت شعار آفاق العلاقات بين الكرد والشيعة، إن الازمات التي تواجهها البلاد لا تحلها المرجعية الدينية او السياسييون ولا اية دولة أجنبية، وان حلها يكمن في بناء مشروع سياسي حقيقي، من قبل المفكرين السياسيين والاقتصاديين والمفكرين الاجتماعيين من ذوي الخبرة السياسية سواء من الشيعة اوالكرد.
واكد أن الأحزاب والسياسييون لا تستطيع حل القضية والمشكلات لا في كردستان ولا في العراق، لان العراق اليوم هو نقطة التلاقي الدامي بين أميركا وروسيا من خلال أدوات، والكرد والشيعة هم أدوات الحرق أو البناء في ذات الوقت.
ودعا الشابندر «السياسيين والمفكرين الشيعة والسنة والكرد الى وضع رؤية لعراق موحد وتحقيق الشراكة بين المكونات، التي ينبغي ان تحترم بعضها والتفاهم فيما بينها على بناء رؤيية سياسية موحدة لانقاذ العراق من المحنة والتحديات التي يواجهها.
وكان ملتقى النجف انطلق امس الاول الاحد في اربيل بمشاركة 80 شخصية سياسية واكاديمية وباحثين ونشطاء مجتمع مدني.
وقال الباحث في مركز رووداو، زريان روجهلاتي، إن الملتقى جزء من مشروع مركز دراسات رووداو للحوار العراقي والحوار بين المكونات والمجموعات المختلفة، الذي يعتبر الحوار بين الكرد والشيعة ذا أهمية كبرى.
وأشار الى ان نوعية وطبيعة العلاقات بين الكرد والشيعة يمكن أن يؤثر على مستقبل العراق ويؤسس لبعض الأحداث في الشرق الأوسط.
وبين ان الملتقى يتضمن جلسات حوارية لمناقشة الأوضاع الراهنة، وتأثير المظاهرات على العلاقة بين الكرد والشيعة وعملية بناء الدولة الجديدة في العراق ودور العوامل الداخلية والخارجية السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية وكيفية بناء وتنمية علاقات الكرد مع الشيعة.
بدوره وبينما اشاد وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان بشتيوان صادق، بالعلاقة التأريخية بين الكرد والشيعة، بين أن الوضع الأمني في العراق يتطلب تكريس الجهود لتعزيز السلام والتسامح على جميع المستويات، كما انه يسترعي تدخل عاجل لوضع ستراتيجية لبناء السلام في المجتمعات المتأثرة بالصراع والعنف.
وتابع صادق، أن العراق تعرض إلى حملة خراب ودمار في السنوات الأخيرة بسبب الحروب الطائفية والمذهبية وحرب داعش الإرهابي، مستدركاً بالقول: «لكن حتى بعد الهزيمة العسكرية لداعش، يواجه العراق أزمات قاسية، فلقد ورث مجتمعنا العنف نتيجة العيش طويلاً في بيئة عنيفة».
من جهته أكد غيث التميمي أحد مؤسسي حزب المواطنة، أن «صوت المواطنة هو الوحيد الذي يحمي العراق»، مشيراً إلى أن توصيف التظاهرات بالشيعية ظلم.
وقال التميمي، إن»المشكلة منهجية في العلاقات الشيعية الكردية، لان الكرد مكون قومي حاضن لعدد من الأديان والمذاهب من ضمنهم الشيعة، كما أن النجف هي فاتيكان للشيعة والشيعة فيهم الكرد فأصل المنهجية غير متوافقة».
وأضاف التميمي، ان «أصل المشكلة التي تمر بها البلاد، حصلت بعد كتابة الدستور، وإصرار الكرد من التحالف مع قوى عقائدية شيعية جعل للمعادلة السياسية، أن تاخذ شكلاً مغلوطاً وهذه المعادلة انقلبت على الكرد والشيعة ايضاً».
وأوضح أن «الطبقة السياسية الشيعية تمثل الشيعة سياسياً لكنها لا تمثل النجف، والنجف منذ 2005 إلى الآن بابها مغلق أمامهم، لكن الكرد مصرون على أن هؤلاء يمثلون الشيعة، وهذا أضر بكردستان، لذلك فان المتظاهرين يشعرون أن الكرد شركاء الساسة في هذا الخراب».
وعدّ التميمي، توصيف التظاهرات بالشيعية إساءة كبيرة لدماء الشهداء، فهناك سنة ومسيحون استشهدوا اضافة الى اليزديين والصابئة والكرد.
وفصل التميمي الساسة الذين يمثلون الشيعة سياسياً من الجماهير قائلاً، إن «الطبقة السياسية الحالية مخملية معزولة عن الواقع الشيعي»، لذلك لم يستطع أحد من الساسة النزول إلى الشارع للقاء المتظاهرين، لأنهم يعبرون هذه الساحة لاتمثلهم.
بدوره اكد عضو برلمان كردستان السابق، عبدالسلام برواري ان العراق لا يمكن أن يكون موحداً إلا بالديكتاتورية أو الفدرالية.
واشار الى ان المهم الان، هو البحث عن أسباب هذه التظاهرات وحللها، مشيراً الى ان الاسباب التي دفعت بالناس الى الخروج والتظاهر، فشل الطبقة السياسية في تحقيق أبسط الحقوق والخدمات.
من جهته، أكد أمين عام مركز الحوار السيد صالح الحكيم، أن التيارات السياسية التي حكمت العراق بعد الحقبة الدكتاتورية السوداء لم تستطع أن تحقق دولة المواطنة، مبيناً أن العلماء في النجف الأشرف يرحبون بالحوار بين الكرد والشيعة.
وتابع: «اليوم لا يوجد عراق واحد فهو بلد مقسم سني شيعي كردي، وإذا نشدنا الإصلاح وتبنيناه، فالشيعة والكرد هم الأقرب لما يجمعهم من مشتركات تاريخية، ولو تعاونوا على هديها فسوف يتبعهم أهلنا من أبناء المذاهب السنية»، لافتاً الى ان الحاجز الذي يمنع هذا المنهج هو أحزاب الإسلام السياسي الشيعية التي هي لا تعبر عن الخط الشيعي العام.