دائرة التوعية والإعلام البيئي بالتعاون مع منظمة «اليونسيف « تنفذ حملة توعوية لتبديل الأكياس النايلون بالورقية

«نعم .. للأكياس الورقية لا .. للنايلون»

بغداد – زينب الحسني :

لأول مرة في العراق وزارة الصحة والبيئة – دائرة التوعية والإعلام البيئي بالتعاون مع منظمة «اليونسيف «تنفذ حملة توعوية لإستبدال الأكياس الورقية بدلاً من النايلون التي يمكن ان تسبب امراضاً خطيرة على الجهاز الهضمي عند وضع الأطعمة الساخنة فيها مثل الصمون والخبز وسيتم توزيع كميات كبيرة ( مجانية ) على الافران والمخابز .
وقال مدير عام دائرة التوعية والاعلام في وزارة الصحة والبيئة العراقية آمير علي الحسون في حديث لـ « الصباح الجديد « ، ان الحملة أنطلقت في منتصف تموزتحمل شعار « نعم للاكياس الورقية ..لا للاكياس النايلون» وهذه الحملة تنفذها دائرة التوعية والاعلام في وزارة الصحة والبيئة بالتعاون مع منظمة «اليونسيف» الغاية منها هي توعية المواطنين واصحاب الافران بشآن استبدال ثقافة استعمال الاكياس الورقية بدلاً من النايلون .واضاف : نعتقد ان اكياس النايلون حين يتم وضع الاطعمة الساخنة فيها او ( الصمون أوالخبز الساخن ) تسبب امراضاً ومشكلات صحية في الجهاز الهضمي ،وايضاً النايلون ليس صديقا للبيئة بكونه ملوثاً رئيسياً للتربة والمياه ولايتحلل خلال أكثر من مئة عام في حين الاكياس الورقية هي صديقة للبيئة وممكن ان تتحلل في ساعات او ايام قليلة ،وتعد صديقة للتربة في حال تحللها ، وبالتالي هذه الثقافة تم العمل بها في دول المنطقة والدول العربية والعالمية منذ فترات طويلة .
وتابع الحسون : نحن في العراق كان لابد لنا ان ننفذ هذه الحملة والشروع في تغيير سلوك استعمال الاكياس الورقية بدلاً من النايلون ، والحمد الله مضينا ووجدنا ان هناك تجاوباً كبيراً من قبل اصحاب الافران من المواطنين خاصة ومن الرأي العام من النخب المثقفة والنخب الصحية والنخب الاجتماعية والتدريسيين ومنظمات المجتمع المدني وحصلنا على مؤازة كبيرة من قبل كل القطاعات المجتمعية في هذه الحملة .
وزاد : ان الحملة تقسم الى عدة مراحل كل اسبوع مرحلة انتهت المرحلة الاولى في الاسبوع الماضي وباشرنا هذا الاسبوع في منطقة مدينة الصدر ومن ثم الايام المتتالية ستكون في مناطق بغداد في جانبيها الكرخ والرصافة ،وتشمل الحملة اغلب احياء بغداد وعدداً كبيراً من الافران توزع لهم اكياس ورقية مجانية تكفي لتوزيع الصمون او الخبز لمدة شهر كامل ونعتقد شهر كامل يزود بها اصحاب الفرن بشكل مجاني تكفي لتكون هناك قاعدة بتغير السلوك ويعتمد على نظام جديد هو ترك اكياس النايلون وايضاً هي فرصة للمواطن ان يتعامل بايجابية مع الافران التي تتعامل مع الاكياس الورقية ولابد ان يكون غير راضٍ وسلبياً مع الافران التي تخالف هذه الحملة .
واستكمل الحسون حديثه قائلاً : بعد ان تنتهي الاربع مراحل سننتقل الى محافظات الوسط والمناطق الغربية والمناطق الشمالية والجنوبية وكل المحافظات العراقية ستكون مستهدفة في هذه الحملة حتى تستطيع ان تنفذ وزارة الصحة والبيئة التعليمات المناسبة تكون قد فرضت على تلك الافران استعمال الاكياس الورقية . وبين ان وزارة الصحة والبيئة عن طريق دائرة الاعلام والتوعية هي التي تنفذ هذه الحملة بشراكة وتعاون مع بيئة بغداد وهي الجهة القطاعية المشرفة على الافران في محافظة بغداد وعندما تكون جولتنا في المحافظات ايضا سيتم التنسيق مع مديريات البيئة في المحافظات واشار الى ان الدائرة تقوم بتوزيع ( بروشورات ،الدعايات) بالمناطق المحيطة بالفرن ، فضلاً عن تنقل اذاعتين صوتية للتوعية بذلك ،وايضاً هناك التعاون مع القنوات الفضائية خصوصاً قناة العراقية التي تعاونت بنحو كبير معنا .

خطوة صحية مرحب بها
ورحب عدد من المثقفين بهذه الخطوة اذ قال الدكتور ستار عواد : خطوة استبدال الاكياس النايلون بالورقية خطوة جيدة باتجاه اهتمام الحكومة بالصحة العامة، وهناك قضايا واخطاء كثيرة ادت الى التلوث والامراض نتمنى ان تستمر متابعة الصحة للمطاعم والباعة المتجولين، اذ انعدمت الرقابة من متابعتهم فضلاً عن انتشار مجازر المواشي في الطرقات، الدولة تستطيع فعل كل مايهم صحة المواطن اذا كان هناك ثمة حرص من المسؤولين عن القطاعات الصحية .
اما الدكتور احمد الرديني فقال : تطبيق استعمال الاكياس الورقية بدل اكياس البلاستيك خطوة جيدة وتحتاج إلى استمرارية وليست مجرد فترة مؤقتة هذا من جانب والجانب الآخر بعض الدول بدأت بتطبيق نظام الضريبة للاكياس البلاستيكية من أجل التقليل من إستعمالها اعتقد في بلدنا نحتاج إلى شوط طويل من أجل تطبيقه ، اما من الناحية الصحية فالبلاستيك مواد تصنع من مواد أولية أساسها النفط ولهذا عند حرقه يترك دخاناً لمحروقات النفط الكاربونية والتي تعد عاملاً ملوثاً للبيئة وخطراً على صحة الإنسان اما في حالة عدم حرقه فيبقى بشكل قطع صغيرة غير قابلة للتحلل وتشكل عامل خطر على صحة الكائنات الحية ومنها الإنسان ويدخل في تركيب مواد أخرى منها ديوكسين والرصاص وغيرها والتي تعد عامل خطر على صحة الإنسان وتؤدي إلى اضطرابات عديدة منها التأثير على الغدد الصماء والهرمونات ومنها هرمونات الذكورة والأنوثة وتؤدي إلى زيادة الإصابة بالاورام السرطانية كسرطان الرحم والثدي وغيرهما كما تؤدي إلى مشكلات جنينية وزيادة معدلات الإجهاض إضافة إلى أنها عامل مساعد التلوث التربة في كونها حاضن النمو البكتريا والجراثيم وتعفن ما موجود بداخل الاكياس عند طمرها ولهذا لا بد علينا من تشجيع استعمال المنتجات الورقية أو إيجاد بدائل أخرى لاكياس البلاستيك.
في حين الدكتور احمد الصادق قال : من المهم ان تمارس وزارة الصحة مهامها في قطاع التوعية والارشاد انطلاقاً من مبدأ ان «الوقاية خير من العلاج» و ان الوقوف على مسببات الامراض والحد منها يختصر الكثير امام المواطن والمؤسسة الصحية على حد سواء ومن هنا ينبغي التحرك وبجدية كبيرة لدعم حملات التوعية من جهة والالتزام بتلك الارشادات وتطبيقها على مستوى الافراد.. خاصة وان العراق يتعرض اليوم لآفة مدمرة تتمثل بالتلوث البيئي الناتج عن سوء ادارة الملف البيئي وتراكم آثار الحروب وتجريف الاراضي .. نحن اليوم نحتاج الى وقفة كبيرة للحد من مسببات السرطان والمواد الملوثة والاستعمال الخاطئ لبعض المواد الكيمياوية مثل البلاستك وبعض انواع المعادن.

مخاطر المخالفات البلاستيكية
الدراسات أثبتت أن البلاستيك – النايلون- يسبب مرض السرطان حتى في جرعات منخفضة جداً. و الضرر لا يتوقف على مرض السرطان٫ فقد أثبت أن البلاستيك يسبب العيوب الخلقية والتغيرات الجينية والتهاب الشعب الهوائية المزمن والقرحة والأمراض الجلدية والصمم وفشل الرؤية وعسر الهضم واختلال الكبد وضعف المناعة و بداية مبكرة للبلوغ والبدانة والسكري وفرط النشاط لدى الأطفال والعديد من المشكلات الأخرى التي نواجهها اليوم بسبب استعمال البلاستيك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة