أدى إلى مقتل 87 شخصا وإصابة 168 آخرين
متابعة ــ الصباح الجديد :
أعلنت لجنة التحقيق السودانية في فض اعتصام الخرطوم امس الاول السبت أن وحدات شبه عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع متورطة في الحادث الدامي الذي وقع في الثالث من حزيران، دون أن تتلقى أوامر بذلك. في المقابل، شكك قادة الاحتجاجات في نتائج اللجنة فيما خرجت مظاهرات للتنديد بما تمخض عنه التحقيق في عدة مدن سودانية.
وأوضح إلى أن العملية أدت إلى مقتل 87 شخصا وإصابة 168 آخرين، مضيفا أن 17 ممن قتلوا كانوا في ساحة الاعتصام وأن 48 من الجرحى أصيبوا بأعيرة نارية.
لكن قادة الاحتجاجات شككوا في النتائج التي توصل إليها التحقيق، وجددوا مطالبتهم بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لا تضم ممثلين للأجهزة الأمنية. وكانت لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من حركة الاحتجاج قالت إن 127 شخصا قتلوا في الثالث من حزيران خلال عملية فض الاعتصام.
وفي مؤتمر صحفي امس الاول السبت أعقب تصريحات رئيس لجنة التحقيق، أعلن إسماعيل التاج الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين الذي أطلق الاحتجاجات رفض التقرير معتبرا أنه شكل «صدمة» للشارع السوداني. وقال إن «تقرير النائب العام لم يكن ما ينتظره الشارع السوداني ونحن رفضناه منذ البداية لعدم وضوح الأعضاء ولوجود شبهة المشاركة في مجزرة 3 حزيران»، في إشارة إلى مشاركة ممثلين للجهات الأمنية في التحقيق.
وتابع «نحن رفضنا تشكيل لجنة التحقيق من أساسه وطالبنا بلجنة مستقلة وبالتالي نرفض النتائج التي توصلت إليها». كما رفض أعداد الضحايا التي أعلنها سعيد، مشددا على تمسكه بالأعداد التي أعلنتها لجنة الأطباء المقربة من حركة الاحتجاج.
وفي حي حاج يوسف في شرق الخرطوم، أطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات المتظاهرين الذين خرجوا السبت احتجاجا على نتائج التحقيق، بحسب ما أفاد شهود. وفي حي بوري، أشعل محتجون الإطارات ووضعوا الحجارة في وسط الطرق ورددوا هتافات مناهضة للمجلس العسكري.
ولاحقا امتدت الاحتجاجات إلى أم درمان في غرب الخرطوم وبحري في شمال العاصمة وعدة أحياء في وسط وجنوب الخرطوم.
وقال فتح الرحمن سعيد إن الأوامر صدرت بتطهير منطقة كولومبيا التي «تشهد ممارسات غير قانونية» والقريبة من موقع الاعتصام، لكن جنرالا في هذه القوات «خالف التوجيهات» وأمر بفض تجمع المحتجين في عملية أوقعت عشرات القتلى. وذكر سعيد في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي أن الجنرال «خالف التوجيهات وقام بقيادة قوة معسكر الصالحة (لقوات الدعم السريع) إلى داخل منطقة الاعتصام واصدر توجيهاته بإنزال القوة من العربات وقام بجلد المعتصمين». السلطات اضطرت إلى «تنظيف» منطقة كولومبيا وبعض الجنود فتحوا النار بصورة عشوائية
من جهة أخرى، أشار سعيد إلى أنه «استغل بعض المتفلتين هذا التجمع وكونوا تجمعا آخر وذلك بما يعرف بمنطقة كولومبيا وتمت فيه ممارسات سالبة وغير قانونية… أصبح مهددا أمنيا مما اضطر السلطات إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لتنظيف هذه المنطقة».
وأضاف أن بعض الجنود الذي تلقوا أوامر «بتنظيف» منطقة كولومبيا، تجاوزوا تلك الأوامر واقتحموا ساحة الاعتصام وفتحوا النار بصورة عشوائية على المعتصمين. وأكد «صدرت التعليمات للقوات المنفذة بعدم تجاوز (منطقة كولومبيا) لمنطقة الاعتصام». وكشف سعيد عن تورط ضباط في قوات الدعم السريع عرف عنهم بالأحرف الأولى من أسمائهم في مهاجمة المعتصمين.
وقال إن «ضابطا برتبة لواء ’أ س أ‘ أصدر أمرا للعقيد «ع ع م» بتحريك قوة مكافحة الشغب التابعة لقوات الدعم السريع ولم يكونوا ضمن القادة لمنفذين نظافة منطقة كولومبيا ولم تكن لديهما أي تعليمات أو أوامر بالمشاركة في خطة نظافة المنطقة». كما أشار إلى أن «النقيب ’ح ب ع‘ من قوات مكافحة الشغب التابعة لقوات الدعم السريع والذي حضر للمشاركة في عملية نظافة كولومبيا دخل منطقة الاعتصام» لتفريق المحتجين برغم عدم صدور الأوامر له للقيام بذلك.
وأوضح «تبين أن بعض القوات المشتركة (في عملية كولومبيا) من قوات مكافحة الشغب وقوات الحماية وقوات التأمين، دخل بعض أفرادها وتجاوزوا مهامهم بدخول ساحة الاعتصام».
وتابع «قامت القوات بإزالة المتاريس وضرب الغاز المسيل للدموع والإطلاق الكثيف والعشوائي للأعيرة النارية ما أدى لإصابة بعض المعتصمين وسقوط قتلى وجرحى وحرق بعض الخيام وإتلاف بعض الممتلكات».
وعقد سعيد مؤتمره الصحفي لعرض نتائج عمل فريق التحقيق الذي ضم وكلاء نيابات وممثلين عن القضاء العسكري والمستشارين القانونيين للشرطة وجهاز الأمن وقوات الدعم السريع.
وكان اعتصام المحتجين أمام وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم نقطة محورية في الاحتجاجات التي قادت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير يوم 11 أبريل/نيسان بعد حكم طويل.