أحلام يوسف
يقولون إن كان الجمال يجذب العيون فالأخلاق تملك القلوب، في محاولة لإظهار أهمية جمال الروح، وبأن الشكل يحتل في العلاقات درجة اقل من الأهمية.
ما قيمة جمال الشكل بالنسبة الينا؟ وهل فعلا نبحث عن الروح قبل الشكل؟ وهل يختلف التعاطي مع هذا الموضوع حسب العلاقة؟
سرى عبد القادر طالبة جامعية تقول: في الصداقة مؤكد لا قيمة للشكل، لكن في الحب الشكل الجميل مطلوب، ومن يقول غير ذلك فهو اما دعي، او انه يوهم نفسه بمثالية زائفة. بالنسبة لي لا اتقبل الارتباط بشاب قبيح او مظهره يوحي بالعبثية او الصعلكة.
وردا على سرى وبمفارقة غريبة تقول وداد التميمي: تبا لي لأني في مرحلة عمرية كنت أركز على الشكل دون الطباع لأني اوهمت نفسي ان الطباع يمكن ان تتغير لكن الشكل باق والواقع اثبت العكس، تزوجت من رجل وسيم جدا، وعندما تقدم لخطبتي شعرت باني محظوظة جدا، ووافقت على الفور لأني قلت في نفسي مثله يكون واثقا بنفسه، مقبلا على الدنيا ومن فيها، لكني عشت أسوأ أيام حياتي معه، وبدأت احيا الحياة من جديد بعد انفصالنا.
وهنا لابد لنا ان نقف دقيقة للتأمل، سرى لم تتزوج بعد، فهي تشبه وداد عندما كانت قريبة لعمرها، فهل ستنتصر فكرتها عن الجمال، لو شاء القدر وتزوجت من رجل وسيم وذو اخلاق عالية؟
المهندس عبد الخالق عبود يقول: محظوظة من تتزوج رجلا وسيما وذو اخلاق عالية، ومحظوظ من تزوج بامرأة جميلة وذات اخلاق وثقافة عاليتين، لكن هذا لا يعني ابدا ان الشكل كان له أهمية بالموضوع، هي المصادفة البحت، وهذا الوسيم او الجميلة، لم يمتلكا اخلاقا عالية لجمال شكلهما، بل لأنهما تلقيا تربية صحيحة من اهليهما، او صنعاها بأنفسهم عبر محاسبة النفس، وهذا دليل آخر على ان الشكل ليس له علاقة بالأخلاق، لان الأخيرة مرتبطة بوعي الاهل وثقافتهم النفسية التي تتعلق بالتعامل مع الطفل.
وبما ان جميل الشكل ليس بالضرورة جميل الروح، فهذا يدل على ان الاخلاق بمعزل تام عن الشكل، اما تغيير الطباع فهو امر اشبه بالمستحيل، لأنها ترتبط بالجينات، وبما تلقاه الفرد من تعاليم منذ لحظة وعيه بمحيطه.
جمال الشكل يجذب العيون وجمال الروح يجذب القلوب
التعليقات مغلقة