حسين عارف
تعود صداقتي ومعرفتي بكاك فاروق الى أكثر من نصف قرن، لم يتخللها طيلة تلك المدة أي انقطاع وتباعد، كنا متقاربين ومتحابين.
فاروق ملا مصطفى صفوت حاجي ملا رسول ديليزة ، شخصية ناجحة ومتفوقة في حياته. إن نجاحه نتيجة لجدارته ومواهبه، وهي صفات وخصائص شخصية متجذرة فيه تربى عليها، ونمت وتطورت في دواخله. إنني أصنف تاريخ حياته الى قسمين: القسم الأول يتمثل في كونه مناضلا ثوريا مكافحا من اجل القضاء على استغلال الانسان من قبل الانسان ، وتحقيق السعادة والفرح والاطمئنان لكل انسان يأتي الى الدنيا الى أن يخرج منها بمساواة ومن دون أي تمييز مع غيره. وفي القسم الثاني يغدو فاروق مستثمرا قديرا حديثا ، خيرا. في القسم الاول ها هو وأنا طالبان في المرحلتين الدراستين المتوسطة والاعدادية مع الطلبة الاعضاء في اتحاد الطلبة العراقي العام (التنظيم المهني الطلابي للحزب الشيوعي) نسافر للتنزه الى (جقلاوة) قرب تانجرو ، وهناك نبني جمهورية على وفق افكارنا الخاصة نتنزه ونصبح حكماء جمهورية نتخيلها ونأمل تحقيقها.
وها نحن طالبان في جامعة بغداد وعضوان في اللجنة العليا لجميع تنظيمات المدارس المتوسطة والاعدادية وجامعة بغداد، ومعنا الراحل (مهدي الحافظ) الذي أصبح بعد سقوط صدام والبعث برلمانيا فوزيرا للتخطيط.
ها أنذا في كلية الضباط الاحتياط، وهو عضو المكتب العسكري للحزب، يأتي ويخبرني بان اكون ورفاقي على اهبة الاستعداد لتوقع حدوث انتفاضة مسلحة، بنية السيطرة على الحكم في العراق.
وها نحن نجد نفسينا كادرين نشطين في صفوف الحزب الشيوعي (جناح القيادة المركزية) بسبب تشابه وتقارب آرائنا.
وها نحن بعد استئناف ثورة ايلول في آذار 1974 في وادي (بالكايتي) هو بصفته وكونه قياديا في (ق.م) وانا بصفتي وكوني عضوًا في الهيئة الادارية لاتحاد الادباء نتلاقى وتتواصل علاقتنا القديمة وتتجدد.
ها هو يعتزم مع اشخاص وأطراف سياسية أخرى مواصلة الثورة حين انهارت بسبب اتفاقية الجزائر المشؤومة في 6 آذار فأقرر معه البقاء والصمـود فـي الجبـل لكـن المحاولة تبوء بالفشـل والاخفـاق.
وفي حدود الشق الثاني، انعكس فيه تأثير الشق الأول منذ البداية حين يتخلى عن العمل الحزبي (العمل الحزبي وليس السياسة) ليسلك دربا ناجحا، ألا وهو الدرب الاقتصادي، وبمهارته وذكائه ومعرفته وبكدحه الشخصي، وجهده يصعد المرتفع ويصل ذروة قابلياته وامكانياته في هذا المجال فلا يودع ثرواته وامواله نقدا في البنوك انما يستثمرها في مشاريع خدمية حديثة مهمة تحتاجها مدينته بخاصة وشعبه ووطنه على نجو عام.
انها مشاريع واضحة امام أعين الناس وليست مخفية مشاريع تزدهر وتتوسع يوما بعد يوم آخر مشروع تربية الدواجن ونصب المجازر الاتوماتيكية والمتنزهات السياحية ومشروع الاسواق والعمارات الجميلة..الى ان تبلغ مشاريع روائعه الثلاث: شركة موبايل اسياسيل ومدينة فاروق الطبية وفندق النجوم الخمس فضلا عن مشاريع أخرى مهمة يزركش بها المدينة كظاهرة حضارية من جانب ويوفر فيها فرص العمل للألاف يخدمون آلاف العائلات من جانب آخر تبعا لهذا يمكن القول ان مدينة السليمانية صارت في الوقت الملائم صنو مستثمرها ورجلها الاقتصادي الاخ فاروق ملا مصطفى.
من ناحية أخرى لا بد من الاشارة الى انه سمح، ندي اليد وخير فهو لا يحرم الناس الفقراء وذوي الدخل المحدود ، والمنظمات والجمعيات الخيرية من امواله بدءا من عائلات شهداء حزبه القديم (الحزب الشيوعي العراقي) ويحدد الرواتب لها ، ثم يأتي على اقربائه المعدمين مرورا بأصدقائه المقربين والبعيدين والطلبة الفقراء في الجامعات الذين يعينهم ولا يعرفهم ثم ذوي الشهداء بشكل عام ها هو في اجتماع يعرض في قنوات فضائية ويضم الاثرياء ورجال الخير في كردستان لجمع التبرعات فنرى من يقدم خمسين مليون دينار ، وآخر يقدم مائة مليون، وثالث خمسمائة مليون، وها هو فاروق يرفع صوته ويقول: مني ثلاثة مليارات دينار.
نعم كان فاروق ملا مصطفى مناضلا وثائرا ومكافحا وبالقدر نفسه فهو مستثمر قدير وتقدمي محب للخير سخي يستثمر امواله لخدمة نفسه والناس وفي هذه المناسبة اود الاشارة الى حالة مماثلة. ففي خمسينيات وستينيات القرن المنصرم كان هناك مستثمر فرنسي عضو في الحزب الشيوعي الفرنسي وكانت مؤسسات الاعلام تسميه (المليونير الاحمر).
أيمكننا نحن ان نسمي فاروق الملا مصطفى المليونير الاحمر لكردستان؟