تورط في قتل نحو 300 مريض
متابعة ـ الصباح الجديد :
يعرف الألمان أنَّ الممرض نيلز هوغيل، قاتل منذ سنوات، لكن الذي عرفوه عنه أخيرًا كان بمثابة مُفاجأة صاعقة روعت البلاد، تمثلت في تورطه بقتل نحو 300 مريض.
وذكرت مصادر إعلامية أن قضية هوغيل «43 عامًا»، الذي وصف بالسفاح الأكثر دموية في تاريخ ألمانيا تثير الكثير من الأسئلة المخيفة التي تتجاوز جرائم القاتل إلى مواقف وسلوك زملاء له.وتساءلت المصادر ذاتها «كيف أغمض زملاء الممرض السفاح، طوال سنوات، أعينهم عن جرائمه، وكيف لم يضع أحدهم نهاية لجرائمه القاتلة».
وتبدو حكاية هوغيل مأساوية ومخيفة في آن، منذ وصوله إلى مستشفى مدينة دلمنهورست قبل سنوات، يحمل رسالة توصية تشيد بأدائه و»ضميره الحي» أثناء العمل.
ولكن تلك الرسالة، التي أصدرها المستشفى السابق الذي كان يعمل به، لم تشر بطبيعة الحال، إلى عدد الوفيات غير الطبيعية التي تزامنت مع فترة عمله.
ففي مستشفى دلمنهورست، وإمعانًا في التضليل، كان الممرض السفاح يمنح المرضى جرعات زائدة من الأدوية تسبب السكتات القلبية، ثم يقوم بمحاولاوت إنقاذ بطولية لهؤلاء المرضى، حتى إن زملاءه منحوه لقب «رامبو الإنعاش»، بل ومنحوه «قلادة» مصنوعة من أنايب الحقن
وسجلت المستشفي خلال 3 سنوات وفاة 411 شخصًا، 321 منها كانت خلال وردية عمل هوغيل، أو عقب نهايتها بقليل.
وبعد التحقيقات، أصدرت محكمة ألمانية في عام 2006 حكم بسجن هوغيل مدى الحياة بعد إدانته بقتل مريضين، ومساهمته في مقتل 4 آخرين، قبل أن يخضع الآن، وبعد نحو 13 عامًا، إلى محاكمة جديدة على نطاق أوسع بكثير.
اعترفات جديدة وجدت السلطات بعد التحقيقات الجديدة أنها أمام السفاح الأكثر دموية في تاريخ البلاد، وتدور الآن شكوك جدية بشـأن تورطه في مقتل نحو 300 مريض، اعترف السفاح حتى الآن بقتل 42 منهم، وذلك خلال 5 أعوام، ابتداءً من العام 2000.
ولم يستبعد القاتل تورطه في قتل 52 آخرين، لكنه نفى تحديدًا قتله 5 من الأسماء التي قدمتها السلطات.واستغرق هذا الأمر تحقيقًا واسعًا امتد لنحو 10 سنوات، عملت فيه السلطات على استخراج جثث ضحايا من القبور، في دول عدة مثل ألمانيا وتركيا وبولندا، بحثًا عن أدلة تدين القاتل.
شكوك بشأن الزملاءوقالت مصادر إعلامية «إنَّ عدد جرائم القتل التي ارتكبها السفاح، والوقت الذي استغرقته، أثارا العديد من الأسئلة الصادمة في ألمانيا».وأمر قاض ألماني بالتحقيق مع 8 من زملاء السفاح السابقين، على خلفية شكوك بأنهم «كذبوا» على المحاكم، أو أخفوا دلائل للتغطية على زميلهم.
وقال جد أحد الضحايا ويدعي كريستيان مارباخ «إنَّه إذا كان من الممكن أن تتم في ألمانيا عمليات قتل 300 إنسان وإخفائها بطريقة ما «تحت السجادة»، فما الذي يمكن أن يحدث أيضًا في البلاد».
وأكد الدكتور كارل هاينز باين، وهو طبيب نفسي في ألمانيا، إنه يعتقد أن جرائم الممرض السفاح ربما كانت مدفوعة بالنرجسية، والحاجة إلى سد نقص كبير في تقدير الذات.