أربيل – الصباح الجديد:
دعا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، امس الاثنين، المسيحيين العراقيين الى عدم ترك البلاد، مؤكدا ان «الاقليم هو وطن للجميع ولا مستقبل للارهاب فيه»، فيما اشار البطريارك مار دنخا الرابع رئيس الكنيسة الشرقية الآشورية، الى إن «المصير المشترك هو ما يجمع المكونات في كردستان كونها ملاذا آمنا للمسيحيين وأتباع الأديان والمذاهب في العراق كافة» .
و قال بارزاني خلال استقباله في صلاح الدين وفدا وفد الكنيسة الشرقية الآشورية في العالم في حديث تابعته «الصباح الجديد»، أنه «لا يحبذ ولا يود أن يترك الناس بلادهم لأن هذه الأوضاع استثنائية وتنتهي حيث ليس للإرهاب والإرهابيين أي مستقبل أو موقع في هذه البلاد وان مؤشرات هزيمتهم واندحارهم بائنة بشكل واضح».
واكد على إن «مستقبلا مشرقا ينتظر شعب كردستان، وان المستقبل سيكون أفضل من الآن والماضي بكثير»، معربا عن تفاؤله بـ»ان الأوضاع الحالية ستنتهي لمصلحة شعب كردستان، لان كردستان تسير على الطريق الصحيح وشعب كردستان صاحب قضية عادلة ومشروعة».
واوضح «سنبقى مدافعا قويا عن التعايش»، لافتا الى أن «المواطنين المسيحيين يتمتعون مع المكونات الأخرى بالمساواة والأمن والكرامة وحماية حقوقهم في ظل التعايش والتعدد الموجود في كردستان».
وأكد على أهمية «ترسيخ ثقافة التعايش والاحترام المتبادل في عموم العراق لتسهم في الحد من هجرة المسيحيين».
وكان بارزاني قد اعلن في بيان سابق ان «إقليم كردستان معروف بثقافة التسامح عبر تاريخه، وهذه الثقافة أدت إلى جعل الإقليم انموذجا للتعدد الديني والثقافي والقومي»، مبينا أن هذه الثقافة «اسهمت في بناء مجتمع صحي لا يقبل وضع شرخ بين مكوناته».
فيما أكد رئيس الكنيسة الشرقية الآشورية في العالم البطريارك مار دنخا الرابع على أنه «من الضروري أن يبادر المجتمع الدولي إلى دعم إقليم كردستان في حربه ضد الإرهاب ومساعدة النازحين».
وفي السياق ذاته إستقبل نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء إقليم كردستان، وفد البطريرك مار دنخا الرابع مؤكداً على «ثقافة التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع الكردستاني الذي يعد من الأسس الرئيسة للكردستانيين»، منوها إلى «أن ما حدث يعد كارثة بالمعايير كافة وأثبتت هذه الأحداث أن جميع المكونات في كردستان تقف في خندق واحد، لذلك فهم مصرون جميعاً على أنهم سيبقون معاً».
واوضح «أن كردستان تنظر بعين الإهتمام دائماً إلى مكوناتها، وبشكل خاص المكون المسيحي، الذي يعد من المكونات المهمة داخل المجتمع الكردستاني».
وبشأن الأحداث الاخيرة اضاف نيجيرفان «صحيح عشنا تجربة مريرة، ولكن في الوقت نفسه كانت مليئة بالدروس والعبر التي تشجعنا للعمل على بناء وتحقيق مستقبل أفضل لجميع المكونات الكردستانية»، مطمئنا الوفد بـ»ان حكومة وشعب كردستان سيعملون ما بوسعهم لتوفير الأمن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة لجميع المكونات وسوف لن يدخروا جهدا في هذا المجال».
فيما اكد وفد البطريارك أن «الأحداث الأخيرة كانت تجربة مرة للغاية وكارثية» ، لافتا الى «اطمئنانه على أن هذه الأحداث وقتية ولن تستمر».
واشار الى «العلاقات التأريخية العريقة بين الكرد والمسيحيين»، مؤكدا على «أن الشعوب والمكونات في كردستان كانوا وسيبقون دائماً في وئام وتعايش»، مشيدا «بروح التعايش والوئام بين المكونات الكردستانية وإستمرار التعامل بروح التعايش الأخوي».
وكانت مئات العائلات المسيحية قد لجأت الى اقليم كردستان بعد اقتحام الموصل من قبل تنظيم داعش وتهديد المسيحيين في المدينة ، ما اجبرهم على ترك الموصل والتوجه الى الاقليم.