محمد محي الموسوي
باسكال ريمون مسعود، فنانة تشكيلية لبنانية خريجة كلية الفنون الجميلة الجامعة اللبنانية وحاصلة على الماجستير في الفنون التشكيلية.
أقامت معرضين فنيين منفردين ولديها العديد من المشاركات في المعارض المشتركة في لبنان والوطن العربي وأوروبا، ومن مؤسسي ملتقى ألوان، وعضو الهيئة الادارية لنقابة الفنانين التشكيليين اللبنانيين، عن تجربتها الفنية حدثتنا مسعود قائلة:
بدأت موهبتي منذ الصغر برسومات بسيطة، ايام المدرسة الابتدائية. كان البحر اول رسوماتي، فانا والبحر قصة عشق، تربطني به واعده ملهمي الاول بالرسم، كذلك كنت ارسم وجوه زملائي في الصف، والأساتذة، وكان يطلب مني بالمناسبات الوطنية والدينية ان أقدم رسمة تخص المناسبة، وكنت أقوم بالرسومات التوضيحية للدروس، وهكذا بدأ الحلم يكبر معي وسعيت لتحقيقه، بالرغم من صعوبات الحياة، وزواجي المبكر واولادي الخمسة.
تقول الفنانة مسعود ان الفنان الحقيقي لا يمكن ان يعتمد على موهبته فقط، بل يجب ان يسعى جاهداً الى تطوير نفسه من خلال الدراسة والعلم، مما يزيده خبرة ودراية بتفاصيل الاعمال التي يرسمها، وتقول: هي سلسلة مترابطة تكمل بعضها البعض، وتخلق فنانا متكاملا، انا بطبعي واسلوبي في الحياة اسعى دوماً الى اتقان اي عمل اقوم به وخصوصا الرسم، فهو من اولوياتي في الحياة.
وعن بعض الرموز التي يلجأ اليها الفنانون في لوحاتهم وكيف يمكن ان يفسرها المتلقي تقول مسعود: الفنان يمنح للجمهور حرية التأمل والتفسير للوحات من خلال أحاسيسهم التي تعبر عن ذاتهم، وليس بالضرورة ان يفهموا ما يصبو اليه الفنان من رسالة من خلال اللوحة، النقاد الفنيون هم الذين يفهمون بنحو جيد ما يرغب الفنان برسمه من كل حركة او لون او خط وليس عامة الجمهور.
* للفنان ارتباط خاص مع اللون، ما هي الألوان الأقرب الى روحك؟
– الألوان تعكس مزاجية الفنان في اغلب الاحيان فعندما يكون في مزاج جيد ترى الانطباع في لوحاته من خلال الألوان البراقة الذي يضعها في لوحته، والغامقة عندما يكون حزينا او بمزاج غير جيد. اما أحب الألوان، فهو الازرق الذي يشبه لون البحر، كذلك اللون الاخضر المائل الى الاصفرار.
تقول مسعود ان الفن مرآة المجتمع، وهو انعكاسه لتجسيد للواقع الذي يعيشه: هدفي من الفن، نشر الحب والسلام في ربوع الوطن العربي الذي مزقته الحروب والفتن بين مكوناته، اسعى من خلال الملتقيات والجمعيات التي اشارك بها تعليم أكبر عدد من الناس خصوصا الاطفال الرسم، وحب الألوان، من اجل نشر الامل والحب، ومن اجل تنشئة جيل مثقف ومحب للفن.
وعن المعارض التي اقامتها او شاركت بها قالت:
– نفذت معرضين شخصيين الاول في عام (2013) حمل اسم (Beirut found but missed) والثاني في عام (2015) باسم (Inner Selfie)، كذلك لدي العديد من المشاركات في معارض مشتركة في أوروبا والوطن العربي ولبنان، واسهمت بإقامة معارض لفنانين اخرين من لبنان ومن الوطن العربي. وحلمي زيارة العراق وإقامة معرض فني في هذا البلد الذي يمتلك العديد من الفنانين المهمين على صعيد الوطن العربي.
* ما أهم التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الفنية؟
– تحدي النفس أصعب التحديات التي واجهتها في مسيرتي الفني، إضافة الى العائلة والمجتمع الذي يرى ان الفن شيء ثانوي، وبرغم تلك الصعاب حاولت جاهدة السير بطريق الفن، الذي بدأت به منذ الصغر، وما زلت اسعى الى الارتقاء في تلك المسيرة الفنية، وأسعى الى تطويرها كل يوم.