لايختلف اثنان ان مباراة منتخبنا الوطني امام نظيره الايراني ضمن نهائيات امم آسيا الجارية مبارياتها في الامارات العربية المتحدة والتي انتهت بالتعادل السلبي كانت مباراة قوية استمدت قوتها من اهميتها كونها تحدد متصدر المجموعة الرابعة ثم قوة اللقاءات بين المنتخبين وماتحمله من ندية واثارة ، ثالثا انها كانت اختبارا حقيقيا لمنتخبنا ومدربه السلوفيني كاتانيتش الذي اعد فريقا شابا بوقت قصير في ظل اعداد وتحضير متعثران ليخوض غمار هذه النهائيات ويعبر منتخبي فيتنام واليمن ثم يلاقي المنتخب الايراني احد المرشحين لخطف اللقب وهو فريق مستقر ،منسجم تحت قيادة مدرب خبير هو البرتغالي كيروش والذي يقود المنتخب الايراني منذ العام 2011،ولعل المقارنة بين المنتخبين قبيل لقاءهما المرتقب الاربعاء الفائت كانت الكفة فيها تميل لصالح المنتخب الايراني بسبب عوامل الخبرة والانسجام واللياقة والقوة الجسمانية التي شابتها الخشونة ضد لاعبينا في معظم دقائق المباراة.
وبالنسبة لمنتخبنا فيمكن ان نوجز صورته خلال المباراة بانها كانت مفرحة ،مطمئنة الوانها اللعب الرجولي والانضباط العالي على ارض الملعب وخاصة في الجانب الدفاعي الذي تمترس لاعبونا فيه امام الهجمات الايرانية ونجحو بقيادة احمد ابراهيم من امتصاص زخم الهجمات الايرانية وخاصة في الشوط الاول والحد من خطورة ابرز لاعبيهم سردار أزون لاعب نادي روبين كازان الروسي والذي كان يعول عليه المنتخب الايراني كثيرا ،ولهذا نستطيع ان نمنح مدرب منتخبنا كاتانيتش علامة النجاح قياسا لفترة قيادته المنتخب ودليل نجاحه التطور والتقدم باداء واستقرار المنتخب بشكل تصاعدي بدءا من مباراة فيتنام مرورا باليمن ثم ايران وكذلك قدرته على تغيير خطة اللعب آنيا خلال المباريات.
هذا المديح المستحق لاينفي ملاحظات مهمة على اداء منتخبنا ،اولى هذه الملاحظات هي غياب صانع الالعاب في وسط الملعب وبطء خط الوسط في قطع وتنظيم الهجمات المرتدة خاصة في الشوط الاول مع اندفاع المنتخب الايراني من اجل مباغتة لاعبينا بهدف يريح الايرانيين وحتى في الشوط الثاني عندما تراجع الفريق الايراني للحفاظ على النتيجة التي ضمنت لهم الصدارة مع اننا شاهدنا شبلا شجاعا هو صفاء هادي في وسط الملعب نجح بتقديم مستوى رائع خاصة في الجانب الدفاعي لكن هذا لايكفي لمواجهة منتخب قوي مثل المنتخب الايراني ،ثانيا ان الخطة الدفاعية التي وضعها كاناليتش اعادت للاذهان طريقة لعبنا التقليدية باللعب الطويل لمهاجم واحد عله يخطف هدفا وسط غفلة من دفاع الخصم هو اللاعب الصاعد الواعد مهند علي الذي افتقد لصانع العاب يمرر له الكرة للتوغل في منطقة الخصم وخلق خطورة على مرماه ما اضطر مدربنا لاستبداله في الشوط الثاني حفاظا عليه بعد ان ايقن كاتاليتش ان المباراة سائرة نحو التعادل ،وكان اولى بكاناليتش ان يضاعف القوة الهجومية في الشوط الثاني بعد تراجع الفريق الايراني وخطف فرصة كتلك التي صنعها البديل علاء عباس وكادت ان تقلب الموازين لولا براعة الحارس الايراني علي رضا بيرانوند ،كما كان لاعبنا الواعد الآخر حسين علي غير موفقا اطلاقا وخروج الجناح المثابراحمد ياسين والاداء الرجولي لباقي كتيبة الاسود وعتب صغير على حكم كبير هو الاوزبكي ايرماتوف الذي ادار اللقاء ولم يكن موفقا في بعض قرارته.
آخر الكلام ،لدينا منتخب فتي ومدرب جيد فلنحافظ عليهم وندعمهم لتحقيق الافضل في قادم الايام.
سمير خليل
مباراة إيران ..إختبار حقيقي
التعليقات مغلقة