بكين تطالب منظمة التجارة فرض عقوبات على واشنطن

روسيا والصين تتبادلان التجارة بعملتيهما الوطنية
متابعة الصباح الجديد:
أظهر جدول أعمال اجتماع أمس الثلاثاء أن الصين ستطلب من منظمة التجارة العالمية السماح لها بفرض عقوبات على الولايات المتحدة بسبب عدم التزام واشنطن بالحكم الصادر في خلاف على رسوم إغراق أميركية بعد شكوى قدمتها الصين في 2013.
ومن المتوقع أن يقود الطلب إلى سجال قانوني لسنوات بشأن مبرر العقوبات وحجمها. وفي العام الماضي حصلت الصين على حكم لصالحها من منظمة التجارة العالمية في نزاع يتعلق بعدة صناعات من بينها الآلات والإلكترونيات والصناعات الخفيفة والمعادن بصادرات سنوية تصل إلى 8.4 مليار دولار.
وفي الهامش، توقفت موجة تعافي الأسهم الأوروبية أمس الثلاثاء مع استمرار قلق المستثمرين في ظل الضبابية التي تكتنف النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.
ومال المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية إلى الاستقرار، لكنه سجل تراجعا نسبته 0.05 بالمئة، وسط مكاسب شركات النفط الكبرى المدعومة بارتفاع أسعار الخام والتي عوضت تراجع أسهم قطاع المواد الأساسية.
لكن المؤشر الأوروبي لا يزال مرتفعا بنسبة واحد بالمئة مقارنة مع أدنى مستوياته في خمسة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي.
وتراجع المؤشر داكس الألماني الزاخر بأسهم شركات التصدير 0.05 بالمئة بعد تحقيقه مكاسب في بداية التعاملات، بينما نزل المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.3 بالمئة بفعل قوة الجنيه الاسترليني وسط مراهنات على التوصل لاتفاق بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه مستعد لفرض رسوم على جميع واردات الولايات المتحدة من الصين تقريبا، مما ينذر بفرض رسوم على سلع أخرى بقيمة 267 مليار دولار إضافة إلى الواردات البالغة قيمتها 200 مليار دولار المقرر فرض رسوم عليها في الأيام المقبلة.
ولا تقف موسكو في الهامش هذا مكتوفة الأيدي، فهي تسعى وبكين لتعزيز استعمال العملات الوطنية في التجارة بين البلدين، التي بلغت العام الماضي قرابة 90 مليار دولار، في خطوة تهدف للحد من هيمنة الدولار على العالم.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ عقب محادثات جرت في مدينة فلاديفوستوك الروسية، قال إن “الجانبين الروسي والصيني أكدا اهتمامهما بتعزيز استخدام العملات الوطنية في الحسابات التجارية، ما سيؤمن استقرار الخدمات المصرفية التي تقدم لعمليات التصدير والاستيراد، في ظل تنامي المخاطر بالأسواق العالمية”.
وأشاد الرئيس بوتين بمستوى التجارة بين البلدين، وقال إن التبادل التجاري نما في النصف الأول من العام الجاري بنحو الثلث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ 50 مليار دولار.
وتوقع بوتين أن يصل حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين بحلول نهاية العام الجاري، مستوى قياسي عند 100 مليار دولار، في دليل على متانة العلاقات بين موسكو وبكين.
من جانبه أشاد الرئيس الصيني بالعلاقات بين موسكو وبكين، وفي مؤشر على متانة هذه العلاقات لفت إلى أن لقائه هذا مع الرئيس بوتين الذي يعد الثالث خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وجرت القمة الروسية الصينية على هامش فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي الروسي، الذي انطلق أمس الثلاثاء في فلاديفوستوك ويستمر حتى الخميس، وسط مشاركة دولية واسعة.
ووفقا لبيانات موقع “ITC Trade” فقد بلغ حجم التجارة بين روسيا والصين العام الماضي 87.4 مليار دولار، منها 39 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى الصين، في مقابل واردات بقيمة 48.4 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة