رغم نفي دبلوماسي إيراني صحة قيام إسرائيل بسرقة أرشيف برنامج إيران النووي، أكد المدعي العام الإيراني ضمنيا صحة هذه العملية، حيث أعلن أنها تمت على أيدي «موظفين مزدوجي الجنسية يشغلون مناصب عليا» في الحكومة الإيرانية.
وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء قبل أيام، أن محمد جعفر منتظري، المدعي العام في إيران، أشار في كلمته أمام نخب «الباسيج»، إلى الأخبار التي تفيد بوصول إسرائيل إلى المعلومات النووية للبلاد، قائلاً: «نحن حذرنا من العناصر المتغلغلة وقسم منهم من مزدوجي الجنسية، لكن الحكومة تقول: ليس لدينا مسؤولون من ذوي الجنسية المزدوجة.. رغم أننا قدمنا لهم قوائم وقلنا لهم: خذوا احتياطاتكم ولا توظفوا من يحمل الجنسية المزدوجة في المراكز الحساسة».
واعتبر منتظري أن «العدو يخطط ويستثمر كل هذه الأسباب والعوامل، وبات العدو اليوم متنفذا في المراكز الحساسة لصنع القرار، وهذا خطر كبير يهدد النظام».
وكان المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، نفى المعلومات التي أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في وقت سابق عن قيام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» بسرقة أرشيف إيران النووي.
وقال مير يوسفي إن التقارير عن سرقة معلومات وأسرار تتعلق بالأسلحة النووية الإيرانية «مزاعم صهيونية لا معنى لها ومضحكة»، حسب وصفه.
وأضاف أن «مزاعم» إسرائيل حول احتفاظ إيران بهذه المعلومات الحساسة في مواقع ومناطق نائية في طهران «أمر سخيف».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت تقريرا حول «وقائع سطو الموساد الإسرائيلي على أسرار إيران النووية، من مستودع في العاصمة طهران، في عملية مثيرة للشبهات وتدعو للجدل».
وقالت الصحيفة إن إسرائيل زودتها وصحف أخرى بتفاصيل ما قام به عملاء لمخابراتها، الذين تسللوا في 31 يناير/كانون الأول الماضي إلى مستودع في حي تجاري بطهران، وتمكنوا من سرقة نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة ببرنامج إيران النووي.
مشيرة الى ان فريقا من عملاء المخابرات الإسرائيلية اشتغل 6.29 ساعات بسرقة وثائق وزنها نصف طن
وان تفاصيل سطو الموساد الإسرائيلي على أسرار إيران النووية، بدأت بالظهور عبر ثلاث صحف أميركية زودتها إسرائيل بتفاصيل ما قام به عملاء لمخابراتها، تسللوا في 31 يناير/كانون الأول الماضي إلى مستودع في حي تجاري بطهران، وبعد 6 ساعات و29 دقيقة، تمكنوا خلالها من تعطيل أجهزة الإنذار وتجاوز بابين وفتح 32 خزنة عملاقة، خرجوا غانمين كنزا ثمينا: نصف طن من الوثائق والمواد السرية الخاصة ببرنامج إيران النووي.
صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت المعلومات نفسها الواردة أيضا في مواطنتها «واشنطن بوست» الأميركية، كما في «وول ستريت جورنال» التي اطلعت فيها «العربية.نت» على تفاصيل وصول الموساد إلى أرشيف سري نووي إيراني، واستخراج وثائق وبيانات «تثبت أن طهران قامت بتجميع كل ما تحتاجه لإنتاج أسلحة نووية بشكل منهجي» وهو ما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمة متلفزة بأبريل/نيسان الماضي، وصف فيها ما حصل عليه الموساد بأنه أدلة على برنامج إيران السري للأسلحة النووية، وهو ما نفته إيران من بعدها، قائلةً إن الوثائق مزورة.
ويتضح من تفاصيل العملية، أن الموساد «راقب المستودع عاما كاملا» وتأكد أن فريق الحراسة الصباحي اعتاد على الوصول إلى المكان في السابعة تقريبا «لذلك كان لدى عملاء الموساد أوامر بمغادرة المستودع قبل الخامسة، ليكون لديهم وقت كاف للفرار» لأن الحرس سيدرك بمجرد وصول أفراده، أن أحدهم اقتحم المكان وسرق الكثير من الملفات الموثقة لسنوات من العمل على تطوير أسلحة نووية، وتصميمات لرؤوس حربية وخططا للإنتاج السري.
وقام عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي بالتسلل إلى المستودع الساعة 10:30 مساءً، مصطحبين معهم شعلات تصل درجة حرارتها إلى 3600 درجة وتكفي لقطع وفتح 32 خزنة حديدية عملاقة كانت في المستودع، إلا أنهم لم يتمكنوا من فتحها كلها لضيق الوقت «فاستهدفوا أولا المحتوية على أغلفة سوداء، والتي تضم أكثر التصميمات حساسية» وفقا للوارد بالصحف الثلاث، وقرأته «العربية.نت» ملخصا في عدد اليوم الاثنين من صحيفة «التايمز» البريطانية، وفيه نقلت أن ما تم الاستيلاء عليه «صور، قالت إسرائيل إنها لتجارب على صواعق تفجيرية يمكن استخدامها في تفجير نووي» وفق تعبيرها.
وحين انتهى الوقت المخصص لعملاء الموساد في السطو على المستودع، فروا نحو الحدود، حاملين معهم 50 ألف صفحة و163 قرص ذاكرة مضغوطة، أو CD اختصارا، إضافةً إلى فيديوهات ورسومات غرافيك وبيانات، كانت في المستودع الذي «تم استخدامه، فقط بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 مع الولايات المتحدة» والمعروف بأنه أعطى صلاحيات واسعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المواقع النووية المشتبه بها في إيران، بما فيها قواعدها العسكرية.
سبق للقناة السابعة الإسرائيلية، أن نشرت قبل الصحف الأميركية الثلاث الشهر الماضي، تقريرا في مايو/أيار الماضي، تضمن معلومات حصرية حصلت عليها من مسؤولين سابقين في الموساد عن حصول نتنياهو على الوثائق التي استولى عليها جهاز إسرائيل المخابراتي، واستخدمها نتنياهو في اتهاماته لطهران، وفي التقرير ذكرت أن إسرائيل تأكدت من صحة الوثائق بعد شهر من الاستيلاء عليها.
الوثائق المسروقة ربما ستكون من بين الأوراق التي سيعرضها ترامب في مجلس الامن التي سيديرها قريبا
ساوثهامبتون للدراسات المتوسطية