“روح” جبار الغزي “الغريبة” تستحضرها الثقافة للجميع

بغداد – كوكب السياب:
لأنّه عاش حياةً مجللة بالفقر والفاقة والحرمان، ظلّ جبار الغزي، الشاعر الذي أنهكته الحياة، غريب الروح، تائهاً بلا مأوى.
وبعد ٣٣ عاماً على رحيله الصامت، وموته تحت جسر الجمهورية ببغداد، يستحضر فنانون، “غربة روح” الشاعر الكبير.
ففي جمعية الثقافة للجميع، أقيم حفل استذكار للشاعر تحدّث فيه كلّ من الملحن محسن فرحان والشاعر بشير العبودي، بمشاركة الملحن عمر هادي.
وأدارت جلسة الاستذكار الفنانة التشكيلية بشرى سميسم، فقدمت بعض ما خفي من حياة الشاعر الذي عجز الإنترنت، بما أوتي من رحابة، أن يوفّر معلوماتٍ دقيقة عن سيرة الشاعر وقصص نصوصه الغنائية.
أشارت سميسم، خلال كلمتها، إلى إنها توخّت الدقة في الحصول على المعلومات، وبذلت جهداً في التواصل مع المعنيين بالأغنية العراقية، من فنانين ونقّاد، للتوصل إلى المعلومة الدقيقة التي تخص حياة الشاعر ونتاجه الابداعي.
وفيما لفتت إلى أن “الشاعر ظُلم إعلامياً في حياته وبعد رحيله”، أكدت إن “ذلك لم يقف حائلاً أمام بقائه حياً في قلوبنا، لما قدمه من نصوص غنائية جميلة”، متسائلة: “من منا لا يطرب حينما يستمع إلى (غريبة الروح)، أو (يكولون غني بفرح)، أو (ما بيّ اعوفن هلي)؟”.
وفي كلمته، سلط الملحن محسن فرحان الضوء على تجربته الابداعية المشتركة مع الراحل جبار الغزي، مستذكراً بعض من الذكريات التي جمعته به.
وقال فرحان، إن “الحديث عن جبار الغزي حديث ذو شجون، فالمواقف التي جمعتني به كثيرة ولا يمكن أن تُمحى من ذاكرتي، وقد لحنت له أجمل نصوصه وأكثرها عمقاً وجمالاً، منها ما ذكرته السيدة بشرى سميسم، وغيرها من الاغاني”.
وأشار فرحان إلى حياة الشاعر وما كان يتعرّض له من معاناة وقسوة، لافتاً إلى أنه “وبرغم ذلك كان يمتلك عزّة نفسٍ وكرامة لا يوصفان”.
فيما تحدّث الشاعر بشير العبودي عن رفقته للراحل الغزي، وجلساتهم الادبية التي تجمعهم بالشعراء زامل سعيد فتاح، وناظم السماوي، وشاكر السماوي، وكريم راضي العماري، وحسن الخزاعي، وغيرهم الكثير من الشعراء.
واستذكر العبودي بعضاً من طرائف العزي ومرحه، وبديهته في استنطاق الشعر لرغبته في الحصول على شيءٍ ما من احد زملائه او اصدقائه.
وتأسف العبودي على الظروف الصعبة التي ألمت بالشاعر حتى رحيله”، قائلاً: “حقاً إنه (غريب الروح)، كما أُعلن في عن جلسة استذكاره”.
الشاعر رياض النعماني قال: “لأن جبار الغزي يشبه ليل العراق الطويل في وحدته وحزنه وخيبته وجماليته كانت اغنيته (غريبة الروح) هكذا يقطرها القلب دمعة دمعة، ونجمة نجمة.. عذوبة عذوبة في قلب الملحن محسن فرحان، فيصبح القلبان قلبا واحدا أبدع لنا فنا لا يموت”.
ومضى مرددا: “جبار الغزي.. ايها الشاعر النبيل، ها انت بيننا تتجدد لتجدد حياتنا وتجددنا معك من جديد”.
وقدم الفنان عمر هادي باقة من اجمل الاغاني التي كتبها الشاعر، قائلاً إنها “قلائد ذهبية رفد الشاعر الراحل فيها المكتبة الموسيقية العراقية، وستبقى حية في اذهان المتذوقين الحقيقيين للغناء العراقي.
حضر الامسية عدد كبير من الادباء والفنانين والشعراء، وجمهور واسع ملأ مقاعد القاعة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة