مطالبات بتوسيع تنفيذ الإجراء
نينوى ـ خدر خلات:
كشف مصدر أمني مطلع في محافظة نينوى عن ترحيل عدد من عائلات تنظيم داعش الإرهابي الى “مخيم خاص” جنوبي الموصل، في حين دعا ناشطون موصليون الى توسيع تنفيذ هذه الإجراءات لتشمل كل العائلات المشكوك بميولها، من أجل أن تنعم محافظة نينوى بالسلام والاستقرار.
وقال المصدر في حديث الى “الصباح الجديد”، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لانه غير مخول بالتصريح، انه “تم ترحيل عدد من عائلات تنظيم داعش الارهابي من بعض قرى جنوبي الموصل، الى مخيم معد خصيصا لهم بمنطقة الجزيرة (جنوب غرب الموصل)”.
واضاف ان “العائلات التي تم شمولها بهذا الاجراء عددها محدود، لكنها عائلات لديهم ابناء قتلى او معتقلين او هاربين ومتوارين عن الانظار”.
مبينا ان “هذا الاجراء كان قد تم ابلاغ بعض عائلات داعش به، في حال ان كان لهم اي نشاط معادٍ للامن والاستقرار في مناطق جنوبي الموصل وبمحيط مناطق سكناهم”.
وكان مجهولون قد قاموا بزرع عبوة ناسفة في محيط قرية نجمة التابعة لناحية القيارة (60 كلم جنوب الموصل) اسفرت عن الحاق اضرار مادية بعجلة عسكرية.
على الصعيد نفسه ، قال الناشط الموصلي ملحم سعيد الجبوري لـ “الصباح الجديد” ان “بعض مناطق جنوبي الموصل هي الخاصرة الرخوة لمحافظة نينوى، بسبب سيطرة تنظيم داعش على بعضها لفترات سبقت سيطرته على مدينة الموصل، بل ان بعض تلك المناطق كانت خارجة عن سلطة اي حكومة عرقية منذ عام 2003، ولم يتم فرض القانون فيها الى نهاية عام 2016”.
واضاف “الكثير من ابناء تلك المناطق تورطوا بالانضمام الى مجاميع مسلحة وارهابية، وبعضهم تورط باعمال القتل والذبح ولم يعد بامكانه العودة للحياة الطبيعية لان المنطقة تحكمها قوانين عشائرية، وبالتالي اضطر هؤلاء الى التمسك بالتنظيمات الارهابية كي تدافع عليهم بعدما تبرأت عشائرهم منهم”.
ولفت الجبوري الى ان “بعض عائلات داعش شعروا بالاستقرار ولم يتم مضايقتهم لان ابناءهم قتلوا او هربوا او تم اعتقالهم، وحاولت بعض هذه العائلات العودة للممارسات الارهابية، من قبيل ارسال مبالغ نقدية لابنائهم المختفين، او ايصال ارزاق جافة وغيرها للمختبئين من عناصر داعش بمحاذاة نهر دجلة في الكهوف والحوائج وغيرها”.
عادا ان “ترحيل هذه العائلات لم يتم بشكل فجائي، بل سبق ان تم ابلاغهم به في حال ملاحظة اي نشاط مريب من قبلهم، وبالتالي هو عقاب يستحقونه، وسيسهم في تدعيم الاستقرار الامني بمناطق جنوبي الموصل، ايضا كي يكونوا عبرة لمن يفكر بالعبث بالوضع الامني مستقبلا من بقايا فلول داعش الارهابي”.
ودعا الجبوري الى “التوسع بتطبيق هذه الاجراءات ضد عائلات داعش ممن يثبت عليها اي نشاط تخريبي أو ارهابي او يدعم بقايا التنظيم، لان غض النظر عن افعالها سيدفع هذه العائلات الى التخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية أكثر خطورة”.
مبينا ان “المئات من شباب هذه المناطق منخرطون بالاجهزة الامنية والحشد الشعبي، واغلبهم قدموا ضحايا بسبب اجرام تنظيم داعش، او تم تفجير منازلهم من قبل عناصر التنظيم، وبالتالي فانهم يعلمون جيدا بالعناصر الارهابية وبمن تحتمي ومن يأويها ويقدم لها الدعم والاسناد”.
ولفت الناشط الجبوري الى ضرورة ان “يكون المخيم الذي يتم نقل عائلات داعش اليه تحت الرقابة المشددة وخاصة من جهة التواصل بالموبايل والانترنت، وان يكون الدخول والخروج من المخيم مشددا، مع توفير الخدمات الصحية لقاطنيه، والقاء محاضرات تثقيفية وتوعوية من قبل اخصائيين بشكل مستمر تستهدف النساء والشباب بشكل خاص، من اجل تحييدهم وتبيان مخاطر الارهاب على مناطقهم وحياتهم وعلى حياة عامة الناس، لان تنظيم داعش حاول بكل الطرق زرع مفاهيمه التكفيرية بعقول الشباب والاطفال”.