دعوات برفع سقف المطالب بخدمات الماء والكهرباء
نينوى ـ خدر خلات:
أسوة ببقية العراقيين، يترقب الموصليون الصراع بين الكتل والتحالفات السياسية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وسط دعوات بأن تكون الحكومة المقبلة حكومة إعمار وبناء ودفع التعويضات، مع ضرورة رفع سقف المطالبات لتتجاوز مسألة المياه والكهرباء، لأن محافظة نينوى هي الأكثر من بقية المحافظات العراقية.
وقال الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي في حديث الى “الصباح الجديد” إن “اهالي محافظة نينوى عموما، ومدينة الموصل خصوصا، يتابعون باهتمام السباق المحموم بين الكتل والتحالفات السياسية العراقية لتشكيل الكتلة الاكبر وبالتالي تشكيل الحكومة العراقية التي ستحكم البلد لأربع سنوات مقبلة”.
واضاف “نحن كمواطنين من محافظة منكوبة ومتضررة بشدة بعد سيطرة عصابات داعش الارهابية على اغلب مدن وبلدات محافظتنا لنحو 3 سنوات، وبعد الدمار الذي اصابنا في اثناء عمليات التحرير، خاصة لان عصابات داعش تحصنوا في المناطق السكنية، لا يجوز ان تقف مطالبنا عند مسألة توفير مياه الشرب والكهرباء وتحديد اجور اسعار المولدات وغير ذلك من هذه التفاصيل، وبالرغم من انها مسائل ضرورية جدا، لكن ينبغي رفع سقف مطالبنا بشكل يتناسب وحجم الدمار والخراب الذي نعاني منه”.
واشار الطائي الى انه “ينبغي بالسياسيين من اهالي نينوى، وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية وحتى القومية والدينية ان يضعوا امام اعينهم انهم يمثلون نحو 3 مليون مواطن، اكثر من ثلثهم يعيش في مخيمات النزوح، وعشرات الالوف من الاخرين فقدوا منازلهم ووظائفهم ومصادر رزقهم ورزق عائلاتهم”.
وتابع “من الاهمية بمكان ان تكون مسألة اعادة الاعمار ودفع التعويضات للمتضررين من ابناء نينوى في مقدمة المطالب للسياسيين من اهالي نينوى، علما اننا نطمح بحكومة إعمار وبناء، حكومة قوية وخالية من الفساد، وتفتح باب الاستثمار لتنفيذ مشاريع استراتيجية ضخمة، وليس الاكتفاء باعادة تبليط شوارع او صيانة جسور واعادة بناء بعض المنشآت الحكومية، حيث ينبغي ان يكون هنالك رؤية استراتيجية لاعمار المدينة وبقية المدن لتوفير فرص عمل لأبنائنا اولا، وايضا كي تعود نينوى والموصل الى موقعها الطبيعي ليس بين المحافظات العراقية فحسب، بل لتنافس مدنا اخرى في دول الجوار مثل سوريا والاردن وتركيا”.
اما الناشط محمد حسين الحيالي فيرى في حديثه الى “الصباح الجديد” انه “من اكبر الاخطاء ان تكون مسألة تشكيل الحكومة العراقية لا تحظى باهتمام الموصليين، والاكتفاء بمطالب روتينية كالخدمات العامة التي هي حق مكفول لكل مواطن او لكل بلدة ومدينة”.
وتابع “هنالك قطاعات عديدة في نينوى تستحق انتشالها من واقعها المزري، مثل الصحة، التعليم، الزراعة، الصناعة، السياحة وغيرها، وينبغي تخصيص اموال طائلة لتنشيط هذه القطاعات الحيوية، بهدف تحجيم البطالة المتفشية بين شباب نينوى، وتوفير فرص عمل بعيدة عن الانضمام للأجهزة الامنية كالجيش والشرطة وغيرها والتي باتت مطمح اغلب شبابنا، لان نينوى تزخر بالمرافق الطبية والهندسية والاكاديمية وغيرها، وهذه الطاقات شبه معطلة للأسف الشديد”.
ولفت الحيالي الى ان “نينوى كانت سلة خبز العراق وتوفر القمح للعراقيين جميعا، واحيانا كان يتم تصدير الفائض الى خارج البلاد، خاصة في عقد الثمانينيات وما قبلها، وايضا كان القطاع الصناعي في نينوى ينتج شتى البضائع، وكانت السياحة موردا مهما لاهالي نينوى، لكن للاسف الان الوضع بات لا يسر عدوا ولا صديق، حيث الشلل شبه التام يكبل هذه القطاعات، وبالتالي ينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي لعموم اهالي نينوى”.
مبينا ان “تنشيط هذه القطاعات الحيوية، يعني وقوف نينوى على السكة الصحيحة لاستعادة مكانتها الطبيعية كثاني اكبر محافظة عراقية عقب العاصمة بغداد، وينبغي ان تكون صفحة داعش السوداء قد تم طويها وتجاوزها، مع بقاء عيون الاجهزة الامنية بمتابعة بقايا فلولها، لان الاهتمام بمستقبل المحافظة ينبغي ان يطغي على الاهتمام بماضيها القريب”.