الحديث عن تشكيل الحكومة المقبلة مرتبط الى حد كبير بتسمية او اختيار رئيس الوزراء و(كابينته) الوزارية ولكن الامر الاهم برأينا هو ان هذا الحدث يشكل في العراق مصير نظام سياسي برمته ومستقبل شعب وبلاد بعد سلسلة من التجارب السياسية لم يكتب لها النجاح وصمت بعناوين الفشل من شتى الاطراف داخليا وخارجيا فسياقات تشكيل الحكومات المتعاقبة في العراق وآليات اختيار الوزراء والمدراء العامين وتوزيع المناصب الاخرى كانت على الدوام تجري وتنظم بطريقة الصفقات السياسية وخلال الخمسة عشر عاما الماضية تفرد العراق بابتكار نظام سياسي لا يمت للقواعد السياسية والديمقراطية بصلة اقل ما يقال عنه انه نظام مشوه جعلت منه المحاصصات الحزبية بشتى عناوينها نظاما منحرفا لا تتطابق فيه المدخلات والاختيارات الانتخابية مع المخرجات ولطالما اصيب ملايين العراقيين في كل دورة انتخابية بالصدمة وهم يطالعون القوائم الفائزة في الانتخابات او قوائم الاسماء المرشحة التي تم اختيارها للمناصب التنفيذية بشكل آمنت فيه الملايين ان الكلمة الاخيرة في هذا المحفل السياسي الكبير هي ليست لصناديق الاقتراع بل لإرادات الاحزاب ولسطوة وتأثير مجموعات الضغط داخل قبة البرلمان او تلك المرتبطة بجهات اقليمية ودولية واذا كانت الجهود الحالية تنصب على محاولة انتشال العراق من هذه الصورة المهزوزة ومن هذا التقليد السيء في اختيار الحكومة او تسمية رئيس الوزراء فأن السعي والتصريحات لا تكفي وحدها لتغيير الاوضاع وتحقيق الاصلاح الكبير وهنا يمكننا القول اننا نتفق مع ما جاءت به تغريدات السيد مقتدى الصدر الاخيرة التي تعهد فيها بان لا يكون تشكيل الحكومة العراقية المقبلة على طريقة خلطة العطار وان اختيار الوزراء سيكون بعيدا عن المحاصصة الحزبية ورفض كذلك اعادة تشكيل الهيئات الاقتصادية للأحزاب بما يجعل الفساد الحكومي مستشريا في المؤسسات العامة وبالتالي فان تأكيدات الصدر في تغريداته تعني بشكل قاطع بأن المرحلة الماضية هي مرحلة الفشل الذي يجب ان يغادره العراقيون بالتكاتف والتعاضد والتعاهد على رفض اتباع الآليات البالية والاساليب المنحرفة في تشكيل الحكومة المقبلة وفسح المجال للكفاءات النزيهة بتولي مقاليد الامور في البلاد .
د. علي شمخي
لا عودة للفشل..!!
التعليقات مغلقة