ندوات عن مستقبل الأمن المائي في العراق وأثره على الأمن الغذائي ومكافحة الفساد

أقامها مركز دراسات البصرة والخليج العربي
البصرة – سعدي السند:

تتواصل في كليات جامعة البصرة ومراكزها العلمية عقد ندوات وحلقات نقاشية ومؤتمرات علمية في عدد من التخصصات ، فقد ناقشت ندوة أقامها قسم الدراسات الاقتصادية في مركز دراسات البصرة والخليج العربي بجامعة البصرة مستقبل الأمن المائي في العراق وأثره على الأمن الغذائي .
وقالت الباحثة في القسم هيام خزعل ناشور يعد مصطلح الأمن المائي من المصطلحات الحديثة نسبياً والتي ظهرت أخيراً وذلك على غرار مصطلح الأمن الغذائي الذي هو لاشك انعكاس لما يتركه الأول على الثاني من آثار اقتصادية واجتماعية وبيئية ، فخلال السنوات الماضية زادت ندرة الموارد المائية العذبة لكونها محدودة من جهة واستمرارية زيادة الطلب عليها من جهة ثانية .
وأضافت إن الموارد المائية لا يمكن الاستعاضة عنها فهي ضرورية لحياة الإنسان والحيوان وكذلك ضرورية للنباتات وكذلك في الاستعمالات الصناعية بشتى أنواعها ، وأوصت الباحثة بضرورة توفير رطوبة كافية في التربة لغرض تحسن إنتاج الغذاء وكذلك توفير المياه ومستلزمات تدفقها في المجاري المائية للمحافظة على البيئة والثروة السمكية مع الاحتفاظ بمخزون استراتيجي ملائم لتلك الموارد.

مكافحة الفساد
ونظّم قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية في مركز دراسات البصرة والخليج العربي ندوة علمية بعنوان مكافحة الفساد في العراق بين الواقع والطموح ، بمشاركة باحثين ومختصين من جامعة البصرة ، تناولت الندوة التي ترأس جلستها المدرس الدكتور آزر ناجي ثلاثة محاور تناول المحور الأول للأستاذ المساعد الدكتورة عهود عباس موضوع الفساد رؤية تاريخية ، إذ تطرقت فيه الى تعريف الفساد وإبراز أهم جوانب الفساد في تاريخ الدولة العراقية في النظام الملكي والجمهوري وما بعد 2003 .
في حين تناول المحور الثاني للمدرس المساعد حيدر عبد الحسن اللامي ، التحديات التي تواجه مكافحة الفساد في العراق وتطرق الباحث إلى ابراز أهم التحديات التي تواجه مسألة مكافحة الفساد في العراق ، مؤكداً ان المحاصصة السياسية التي جاء بها النظام السياسي كانت من أهم العقبات والتحديات التي واجهت عملية مكافحة الفساد ، إذ كان بالإمكان أن يشكل النظام السياسي على وفق نظام الأغلبية السياسية وذلك من أجل خلق معارضة سياسية في البرلمان قادرة على تقويم الحكومة وتصحيح مساراتها وفي المحور الثالث تناول الدكتور نبيل جعفر المرسومي موضوع العلاقة بين الاقتصاد والفساد ,
وأوضح ان الفساد مرض خطير وقاتل ويعتمد على الجشع في المال والسيطرة على السلطة ، موضحاً تاريخ الفساد الاقتصادي في العراق وآليات معالجته ، وقد جاءت الندوة بالعديد من التوصيات أهمها وضع خطة وطنية استراتيجية تتضمن مجموعة من الإجراءات والتدابير الخاصة لمكافحة الفساد ، والعمل على استرداد جميع الأموال العراقية المهربة خارج العراق بالتعاون مع الإنتربول الدولي والمنظمات الدولية الأخرى ، اضافة الى تبني رؤية صحيحة تقوم على الإدارة الرشيدة للتنمية الاقتصادية على أن تتبعها سياسة واعية موحدة لتحقيق التنمية وتطبيق القانون وتفعيله في القضايا المتعلقة بالفساد وعدم استثناء أية جهة سياسية يثبت تورطها بالفساد وضرورة العمل على اعادة هيكلة مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة والنزاهة وإبعاد الفاسدين ، وتكريم الموظفين النزيهين.

فن تحقيق المخطوطات
واشترك الباحث في مركز دراسات البصرة والخليج العربي في جامعة البصرة الدكتور محسن الحجاج في الدورة التخصصية المكثفة في فن تحقيق المخطوطات التي أقامها مركز تراث البصرة لمدة خمسة أيام وبمعدل خمس ساعات يومياً ، وحاضر فيها الاستاذ المحقق احمد الحلي
وقد تناولت الدورة محاضرات عدة أهمها : كيفية فهرسة المخطوطات والنسخ المعتمدة في التحقيق والنسخة الأم والنسخة اليتيمة وغيرها من النسخ . ثم مرحلة كتابة النسخة وآداب مقابلة النسخ ثم محاضرات اخرى تناولت تقويم النص, وتخريج الآيات والأحاديث والأقوال ، ومقدمة التحقيق .. وغيرها .
وعن أهمية الدورة قال الدكتور الحجاج : إن التراث يمثل هوية الشعوب والمجتمعات؛ والحفاظ عليه يأتي بمقدمة الاولويات التي تسعى جميع المجتمعات للحفاظ عليها . وأضاف قائلاً : ان فن تحقيق المخطوطات أحد أعمدة التراث البصري الذي يجب الاهتمام به وضرورة احيائه وهذا ما قام به مركز تراث البصرة التابع للعتبة العباسية ، وما يسعى له أيضاً مركز دراسات البصرة والخليج في جامعة البصرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة