البصرة – سعدي السند:
افتتح في قاعة قصر الثقافة والفنون في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة، المعرض التاسع للتشكيلية والشاعرة خلود بناي البصري والموسوم (روايتي).
وضم المعرض الذي افتتحه الدكتور سيف الدين عبد الودود رئيس قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، اكثر من 40 لوحة توزعت بين الواقعية الاجتماعية والتراجيدية والانطباعية والرمزية، مرورا بالكولاج.
تنوعت مدلولات اللوحات انفعالات وارهاصات ومنونات الرسامة، ففي أغلب لوحاتها عايشت خلود الأنسانة، ذاتها الفنانة لتنتج اللوحات من هذا الارتباط.
سعت الفنانة خلود الى محاكاة الزمن، والهموم والمشكلات الاجتماعية، التي عانى منها الفرد في الماضي ومازال الى وقتنا الحاضر، وعن حالات من الظلم الاجتماعي والعنف الأسري بسبب البيئة التي تعيش فيها المرأة، اذ مازالت بعض الأعراف والتقاليد تحد من نشاطها ومن ابداعها وانفتاحها على المجتمع، ومازالت النظرة السوداوية موجودة وواضحة.
بالمقابل هناك لوحات أبرزتها بفرح جميل من الألوان، لتقدم لمشاهدي معرضها انموذجا آخر من الانفتاح، وبطريقة فنية تشد اليها الانتباه فجاء القسم الثاني من لوحاتها ببشائر لونية تخفي وراءها مضامين من الحلم الذي يتعامل معه الفنانون التشكيليون.
خلود بناي تعيش لوحتها من دون مقدمات فهي تبدأ وتتأمل وتعصر مخيلتها لتقدمها للجمهور، يحتاج البعض منها الى ان يبذل المتلقي جهدا لتفكيك رموزها فيما تأتيك لوحات أخرى بطريقــة تلقائيــة واقعــية بسيــطة، سلسـة لا تحتـاج الـى جهـد لفهمهـا.
سألت خلال تجوالي في المعرض عددا من الحاضرين عن لوحات محددة فكانت الأجابات متنوعة، القسم الأول اعطي اجاباته وانطباعاته بطريقته الخاصة التي يقترب بعضها من المضمون الذي جاءت به كل لوحة من اللوحات، واعطى قسم اخر تفسيرات لتلك اللوحات من دون ان يقترب من المضمون.
بعض ممن سألتهم تساءلوا قائلين: “لماذا لا يأتي الفنان التشكيلي بلوحات تمتلك من الجمالية والأسلوب والمضمون مايبعث على راحة المتلقي ليشاهد شيئا مريحا له، ولماذا “نضيع” وقتنا بتأمل لوحة وقد لا نجد اجابة عن حقيقة مضمونها، لتكون اللوحة بالنسبة الينا مجموعة من التخطيطات والألوان المبعثرة هنا وهناك. وختموا حديثهم بالقول: “نحن محتاجون الى لوحات أكثر واقعية، تتحدث فيه اللوحة عن نفسها، بالرغم من اننا وجدنا لوحات في قمة الرقي عند مبدعة معرض اليوم الفنانة التشكيلية خلود بناي البصري”.
الفنانة خلود، (مهندسة حراريات/ الجامعة التقنية الجنوبية) من مواليد 1961، بدأت الرسم منذ عام 1982 وكل من تابع معارضها السابقة وجد تطورا واضحا في تجربتها الفنية وخاصة في معرضها الأخير هذا، وهي معروفة بوصفها شاعرة، لها بصمة في مسيرة الشعر في العراق ولديها مشاركات عدة. بدأت أولى كتاباتها الشعرية عام 1976، معاونة رئيسة منتدى أديبات البصرة.
معرض تشكيلي لخلود البصري
التعليقات مغلقة