هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 43
عازفة البيانو أكنس فكري بشير
استمرت الحياة الاجتماعية في أول تسعينات القرن العشرين على ركودها في بغداد بعد حرب الخليج الاولى أو حرب الكويت ، وان بدأ العديد من الزملاء والاصدقاء والاقارب ، يغادرون العراق الى الخارج طلبا للعمل والأمان.
اقتصرت نشاطاتنا اليومية في بغداد
على الحضور الى المكتب لساعات قليلة للتأكد من الاتصالات والمراسلات حول الأعمال ان وجدت ولقاء بعض الأصدقاء ، أما في بعض الامسيات فاقتصرت على زيارة ولقاء الأصدقاء والأقارب ان تبقى منهم أحد …
وفي أحيان اخرى كنا نحضر الحفلات الموسيقية للفنانة عازفة البيانو « أكنس» ومنها الحفلة الشهرية التي تعقدها في مركز صدام للفنون ، تعزف فيها أكنس وحدها احيانا أو مع فريق أو مجموعة من الفنانين المتدربين على يد « أكنس» وأحيانا تعقد حفلات نصف شهرية يعزف فيها من الموهوبين العراقيين على البيانو أو ال «فايولن» .
تبنى المعهد الفرنسي الثقافي في تلك الفترة وبجهود مديره الفني الفرنسي «المسيو فيرون» منهاج نشاطات فنية منها احياء حفلات مقام للمغني المعروف قارئ المقام حسين الأعظمي ومنها معارض لرسامين فرنسيين او عراقيين ويعرض نشاطات المتدربين في فرنسا من الفنانين العراقيين الموهوبين و كنا نحضر امسيات محددة ونستمع الى عزفهم المبدع ينتهي بتعليقات من الموجودين وحوارات . لقد برز العديد من الشباب الموهوبين واستمعنا الى نشاطاتهم الفنية الجميلة ، الا أن معظم هؤلاء هاجروا بعدئذ الى عمان ومن هناك التقطتهم المؤسسات الفنية العالمية كموهوبين جاهزين للاستفادة منهم . من اولئك «آرام « ابن زميلي المهندس الاستاذ أرتين ليفوان الذي التقطه السفير الاسترالي في عمان وأرسله للعمل مع السمفونية الوطنية لبلاده في «ملبورن» عاصمة استراليا .
وأرى علي ان اقدَر واقيم جهود ونشاطات صديقتنا العزيزة الاستاذة « أكنس» في رفع شأن نشاطات الحركة الموسيقية الكلاسيكية والعزف على البيانو. لقد دربت السيدة الروسية الاصل اكنس منذ خمسينات القرن العشرين مع زوجها فكري وبشكل متفانٍ أجيال من الشباب العراقيين على العزف على البيانو في العراق وبعد ذاك انتقلت الى عمان للقيام بالنشاطات نفسها حيث ابدعت ولا تزال الى درجة كبيرة .
افتتحت أمل الخضيري « الكلري» العائد لها في بيت إبيها الواقع على نهر دجلة و في نهاية شارع الرشيد في رصافة بغداد وقرب جسر الجمهورية . السيدة العراقية المبدعة أمل هي ابنه السيد ياسين الخضيري احد كبار الشخصيات العراقية وتجارها في العهد الملكي من شخصيات المجتمع ومثقفات بغداد.
منتدى أمل الخضيري كان له دور مهم كملتقى للمثقفين والفنانين ولعب دوراً مهماً كذلك في توفير النشاطات الفنية المهمة ومنها حفلة المقامات العراقية التي رعتها شهرزاد قاسم حسن حيث هيأت أمل فرقة من كركوك لقراءة المقامات الكركوكلية أو ما يطلق عليه «القوريات» كما استدعت فرقة لقراءة المقام بالأسلوب المصلاوي وفرقة اخرى من جنوب العراق …. كما عرض الفنان أحمد توحله في أحد معارضه رسوماته المائية لصور الواسطي وعرض دوني جورج في وقت آخر صوراً» للكنوز الذهبية الآشورية « التي عثر عليها في العاصمة الآشورية مدينة النمرود مع شرح كامل لها….. ما أبدعها من فنون عراقية.
قضينا في تلك الفترة إحدى الامسيات نستمع الى سلمان شكر يعزف مبدعا على آلة العود . كم من المرات قضينا الامسيات الجميلة للاستماع الى المقام العراقي من قبل الاستاذ «حسين الأعظمي» أما في جلسات خاصة أو في بيت المقام العراقي في المتحف البغدادي .
لقد حاولت السيدة أمل الخضيري في الكلري العائد لها ، ان تعيد الى الحياة وتجلب بعض المواد والعناصر التراثية العراقية القديمة من اسواق بغداد والموصل وكركوك مثلا والتي يتعايش معها العراقيون في المجتمع , واصبح المنتدى هذا مركزا رئيسيا كما هو كلري وداد الاورفلي يؤمه أو يزوره العراقيون من مختلف محافظات العراق وضيوف العراق الاجانب ويقتنون منه احيانا لقطا تراثية فنية ورسوم تشكيلية لفنانين عراقيين .
قبل أن تفتتح السفارة الفرنسية بناية المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبي نواس ، استغلت كلري أمل الخضيري ، كما استغلت السفارة الايطالية كذلك هذا المنتدى لإقامة بعض الحفلات والامسيات الثقافية حيث اقيمت نشاطات الامسيات الفنية على سطح هذا المنتدى المشرف على نهر دجلة وحضرها معنا العديد من رجالات السلك الدبلوماسي ورجالات المجتمع العراقي والفنانين والادباء العراقيين . كم كانت ممتعة هذه الامسيات والنشاطات في ليالي بغداد على نهر دجلة .
زواجي الثاني 1995
الرجل الأعزب في مجتمعنا العراقي بين المتزوجين أمر محرج أحيانا . والعيش بدون زوجة لفترة طويلة أمر صعب لمن لم يعتاد على ذلك . فكرت مع نفسي طويلا وأنا في عمر ال65 ، هل ابقى أعزباً لبقية حياتي وكيف. أم من الصحيح أن يكون في حياتي معي رفيق طريق ؟ وأنا المحب الى المعرفة والحياه والسفر ومن أحلامي …. رغبتي في زيارة القطب الشمالي في سفرة بحرية وفي القطار سفرة من موسكو عبر روسيا لآلاف الكيلومترات الى فيلاد فيستك على المحيط الهادي للاطلاع على اواسط آسيا التي قدمت الاقوام منها الى اوربا في معظم الهجرات البشرية للقبائل «الآرية» ، وفي مخيلتي مناهج عديدة اخرى . أقول شغلتني هذه الفكرة طويلا …. وفي أحدى الامسيات التي اكتأبت فيها وأنا جالس بحديقتي في داري بالمنصور… زارتني الصديقة سهى البكري بعد ان تطورت علاقاتنا بعد دروس الرسم … وتحدثنا عن الحياة والمجتمع العراقي ومستقبليات سني الحصار. سهى البكري وهي من شخصيات المجتمع في تلك الفترة من الزمن ، وهي المطلقة من زوجها منذ سنوات ولها ابنه معمارية وولد خريج علوم وآداب ، قالت لم كل هذا الهم ونحن «أنا ونهى الراضي « هنا و بإمكاننا أن نكيف حياتنا كما نرغب. استمرت لقاءاتنا الليلية أنا وسهى مع العديد من الاصدقاء في المناسبات التي تعقد في بيتها أو في داري ، وتطورت تلك العلاقة لتكون لقاءات متكررة …… الى أن قررنا الزواج رغم احتجاج ابنتي غادة وعدد من الأقارب . أيد أخي قحطان فكرة الزواج كما أيدت والدتي ذلك وباركت ما أقدمت عليه.
بعد حضور المحكمة لعقد الزواج حضرنا الى بيت أصدقائنا «د. ظافر الخفاف و معتزة» للغداء ولقاء الاصدقاء . قضينا اسبوع العسل في فندق شيراتون بالموصل وعدنا الى بغداد بترحيب من اصدقائنا الآخرين. علق عطا عبد الوهاب في دعوته لنا على الغداء بأن هذه الزيجة هي زيجة القرن العشرين. سكنا في دار المزرعة لمدة شهر تقريبا الى أن انتقلنا الى دارنا في المنصور. قضينا اسابيع في بغداد والى أن قررنا مغادرة بغداد الى عمان للتفتيش عن عمل مناسب.
مجموعة الصليخ والاصدقاء
كانت مجموعتنا الخاصة والباقية في بغداد والتي نلتقي بها في تلك الفترة ، تتكون من عدد من الأصدقاء والصديقات والذين اطلقنا عليهم مجموعة الصليخ الذين سكنوا تلك المنطقة منذ فترة طويلة ، ومنهم نهى الراضي ووالدتها سعاد الراضي وسهى البكري وأمل الخضيري والدكتور وليد الجادر وزوجته ويقظان ونائلة الجادرجي وسهى الطريحي ونجلة الكيلاني والدكتور خليل الآلوسي ومحمد عبد الوهاب وصديقه أمين رؤوف الذي سكن الحلة منذ ان تخرج من الحقوق ، ويتنقل يوميا من الحلة الى بغداد لممارسة اعماله ومن يحضر معنا من أصدقائنا الآخرين أحيانا .
التقينا في تلك الفترة اسبوعيا تقريبا في بيت أحدنا مساءً بإقامة دعوات يحضرها بعض الذين حضروا الى بغداد من الاصدقاء والمعارف والزوار من خارج او داخل القطر كالآثاريين أو الفنانين أو الادباء لتبادل الآراء وأخبار الفن والعلوم وأخبار العوائل في الخارج والاصدقاء. إلا اننا وحبا في الاطلاع على معالم العراق كالمدن الرئيسية والآثار والمعالم الاخرى , نتفق بين فترة واخرى على زيارة بعض المناطق السياحية أو الآثارية ونقوم بزيارات لمدة يومين او ثلاث لتلك المناطق . زرنا مثلا في وقت الربيع مدينة الموصل واسواقها واذا بنا نلتقي أمل الخضيري في اسواق الموصل تفتش عن قماش «الموسلين» وهو القماش المصلاوي الأصيل الذي اشتهرت به مدينة الموصل سابقا.
زرنا منطقة أعالي الفرات في البغدادي للاطلاع على المنطقة ، حيث يتوقع انشاء سد وخزان مائي على الفرات جنوب سد حديثة مما يتطلب إغمار العديد من القرى الأثرية وما يتطلب من الكشف وتسجيل محتويات القرى الأثرية قبل الاغمار ، كما زرنا مواقع أثرية في تلك الفترة من الزمن ومنها آثار الحضر بمناسبة مهرجان الحضر حيث بتنا في قلعة الشرقاط ثلاثة ليال . شرح لنا خلال تلك الزيارات الدكتور وليد الجادر ما يعرفه عن التنقيبات الآثارية لسد البغدادي وآثار الحضر، كما شرح لنا في وقت آخر في مدينة آشور الأثرية الاستاذ «عبد جرو» مسؤول آثار «مدينة آشور» عن المكتشفات الجديدة والتنقيبات في القصور الملكيه الآشورية وما فيها من شبكات تصريف مجاري المياه القذرة والمواد الانشائية وانواع الطابوق المستعمل قبل نحو 3-4 آلاف سنة عند الآشوريين .
كانت دائما اجواء العراق وبغداد غير واضحة بعد الحرب الايرانية ولم نعلم الى أي اتجاه يسير العراق. فالأعمال منحسرة والبعض يغادر العراق تدريجيا الى الخارج . أولادنا والأقارب بدأوا بمغادرة البلد كسبا للعيش أو هربا مما قد يحدث مستقبلا.
زيارة الصحفي البريطاني جيمس
زار العراق العديد من الصحفيين العالميين لدراسة تأثير الحصار على العراقيين . من هؤلاء الصحفيين الكاتب «جيمس وليم» ويعمل في مجلة بريطانية متخصصة معروفة « GRANTA» . خابرني في أحد الايام من ربيع 1996 وعرفني بنفسه ويرغب في مقابلتي واعلمني بأن اسمي اعطي له في لندن من قبل المهندسة المعمارية « سمر الدملوجي «. بعد أن تأكدت ان لديه موافقة رسمية من قبل وزارة الاعلام العراقية وهو في مهمة لمدة اسبوعين لدراسة بعض جوانب المجتمع العراقي اثناء الحصار وللكتابة لتنوير المجتمع البريطاني حول تأثير الحصار. زار العديد من دوائر الدولة ذات العلاقة بمهمته وبمعية مرافقه الدائم والمنسب معه من وزارة الاعلام ، وزار بعض اسواق واحياء بغداد كما موجه من قبل وزارة الاعلام والتقى مع العديد من المسؤولين . دعوته الى داري عدداً من المرات وتحدثنا طويلا عن انطباعاتي عن تأثير الحصار على المجتمع العراقي وعن تجفيف أهوار العراق وتحويلها الى مناطق زراعية منتجة ، كأحد مشاريع صدام حسين … وتحدثنا طويلا لمرات عديدة عن المجتمع العراقي ومعاناته الاقتصادية والتدهور في البنى التحتية للمدينة العراقية وتأثير الحصار على تعليم أطفال وشباب العراق .
أعلمني ان من منهجه تحقيق زيارة الى اقليم كردستان . نصحته بأن يطلب لقاء الاستاذ محمد محمود عند وصوله الى كردستان ، حيث ان محمد محمود وهو المعروف الآن كما سماه الملا مصطفى البرزاني ب «سامي عبد الحمن» هو أحد اصدقائي وزميلي كمهندس وعمل معي في وزارة الاسكان سابقا ثم تقلد منصب وزير شؤون الشمال في سبعينات القرن العشرين ، وتقلد عدداً من المناصب الحزبية كسياسي كردي وكان يشغل منصب المساعد الأقدم للأستاذ مسعود البرزاني . وكان يدعوني للعمل في كردستان ، إلا أني ابلغته بأن ذلك سوف يدخلني بإشكالات عديدة عند عبور الحدود والعودة . طلبت من جيمس ان يسأل سامي عند لقائه معه ، عن « متى تنتهي القطيعة بين كردستان والحكومة العراقية؟ « لم يكن جيمس يعرف بتفاصيل سامي عبد الرحمن عند وصوله الى حدود كردستان أو علاقتي به. سأل عن سامي عبد الرحمن عند وصوله الى أربيل واذا به وجها لوجه مع سامي وهو أحد زعماء الأكراد . ساعده الى درجة كبيرة في تحقيق مهمته للتعرف على الاقليم والتجول هناك وكتب ما كتب عن كردستان . عاد الى بغداد وأعلمني بأن محمد محمود لايزال يدعوني الى كردستان وأجاب عن سؤالي بأن العلاقات ستعود قريبا الى وضعها الطبيعي بين بغداد وكردستان. طمأنني جوابه لأني اعلم ان محمد محمود كان يدعو ويقول ان كردستان جزء من العراق. عاد جيمس الى لندن وكتب بحثا طويلا عن معظم الامور التي تحدثنا عنها وبتفاصيل ، إلا انه لم يذكر اسمي الصريح بل أعطاني اسم « ابراهيم « .
تجربة عمان في التفتيش عن العمل مع الاستشاري الدانماركي «كارل برو»
غادرنا بواسطة الباصات الحكومية على الطرق البري بغداد عمان في صيف 1995 . سكنا في بيت «تالة» بنت سهى الذي يقع على تلة مرتفعة في حي ام السماق لفترة من الزمن في غرفة صغيرة وسعتنا مؤقتاً. بالوقت الذي كنت احاول التفتيش عن طريق للعمل مع أحد الاستشاريين الذين عملوا معنا سابقا …. سمح لي صديقي حمدي التكمه جي استعمال مكتبه لتمشيه ما يستجد من امور مع بغداد وللقيام بالاتصالات اللازمة للاتصال مع العالم لإيجاد عمل .
اتصلت مع عدد من زملائي الاستشاريين والمقاولين . وعندما ارسلت رسالة من مكتب حمدي الى أصدقائي الشركة الاستشارية الدانماركية ، « كارل برو» معنونه الى صديقي «هيليا سورنسن» رئيس مجلس الادارة و «كرستيان « مدير عام العلاقات الخارجية» أجاب مكتب حمدي مستغربا بعد عدة أيام … هل حقيقة ان المرسل هو هشام المدفعي !!!! وهل من المعقول أن تكون هذة الرسالة صادرة من هشام المدفعي ؟ أجبت نعم …. لأن حرب الكويت دمرت الاقتصاد العراقي ولم يبق لنا اي عمل بالعراق …. « كارل برو» هي الشركة الاستشارية الدانماركية العملاقة التي اشتغلنا معها في العراق لسنين منذ سبعينات القرن العشرين على مشروع سايلوات الحبوب في العراق وعملوا معنا في الاشراف على تنفيذ مشروع حيفا/8 في بغداد . اقترح علي كرستيان اللقاء في لندن لبحث ما يمكن ان يقدموه لي . التقينا على الغداء في مطعم في منطقة « ريتشموند «مع ابني كميت . تحدثنا تفصيلا حول رغبتي هذه والظروف التي نمر بها في بغداد بعد الحرب ، الا أنه طلب حضوري الى كوبنهاجن ، للتحدث مع مجلس الادارة . تمت اللقاءات في كوبنهاجن وعرضوا علي ان اكون ممثلهم في الشرق الاوسط ليكون مقر عملي عمان . بحثنا كل حيثيات العمل ومتطلباته والواجبات لنحاول ادخال شركة كارل برو في اسواق الشرق الاوسط . . عدت الى عمان وباشرت اعمالي بتكوين مكتب في بيتي وهو أمر متعارف عليه لدى المهندسين . استمرت أعمالي من عمان لتغطية سوريا وفلسطين واليمن ومصر مركزا جهودي على مشاريع الماء في الاردن والجوانب البيئية الطبيعة وشواطئ الأنهر وشواطئ البحار الملوثة في المنطقة. استمرت علاقاتي جيدة ولمدة سنتين مع كارل برو استطعت خلالها أن أثبت اسم الشركة واختصاصاتها . عملنا في اواخر التسعينات على تكوين مجموعة لتنفيذ مشروع عملاق لتوصيل الماء في انابيب من جنوب الاردن وحتى عمان وهو المشروع الذي وعد القذافي على تمويله عند زيارته الى الاردن (الديسي) في تلك الفترة…. كما عملنا لتقديم اعمال استشارية في صنعاء اليمن على مشروع جمع النفايات ومعالجتها وتحويلها الى اسمدة عضوية ليمول من قبل الاتحاد الاوربي . لم تتحقق تلك المشاريع في حينها بسبب صعوبات التمويل عليّ ان اشكر هذه الشركة الدانماركية التي ساعدتني في ضروف صعبة .