شواهد الحضارة تترك مفعولها السحري على تجربته
بغداد – وداد إبراهيم:
أعلن في وقت سابق عن إقامته لمعرض فني لمجمل أعماله، ذلك لان هذا المبدع يهيئ لكل تفاصيل تجربته الفنية، ويعرف وقع خطواته حين تكون متواترة، وحين تقف للاستفاضة، والتأمل، والبحث عن المزيد من الذهب.
يسبق الطائي عصره بسنوات، ويعود الى سبعة آلاف سنة مضت، من خلال عمل، فيه روح سومرية، او أشورية، كتابة، وحفر، وصور، ورقم طينية، وزخرفة، والواح، جاءت بوثيقة ختم عليها بماء الذهب ماهر الطائي 2017 اذ سيكون معرضه المرتقب اليوم الاثنين، وعلى قاعة دائرة الفنون التشكيلية، حيث يعمل مديرا لدائرة المعارض.
سيقدم الطائي معرضا لمجمل تجربته الفنية، التي لم تكن محض صدفة، ولم يعتريها العبث، من اجل ان يقدم اعمالا ترتقي بالذائقة الفنية، وترتقي به كإنسان، وفنان، ومجتهد، له اسلوبه الفني الأكاديمي الخاص به، واتجاهه المعروف بوصفه العاشق الكبير لحضارة وادي الرافدين، أكد، وبابل، وسومر.
تميزت اعماله باستلهام الموروث الحضاري العراقي، الزاخر بالقيم الجمالية، والدلالات الرمزية العميقة، والكتابات والصور، لذا كان للموروث الحضاري العراقي دور كبير في تحفز جانبي التأثير، والابتكار.
الطائي (تولد بغداد1973) حاصل على شهادة خبير بدرجة امتياز في صيانة الأعمال الفنية، وإنشاء المتاحف الفنية، من المتحف الوطني الايطالي 2006 وشهادة من مركز سكافير للتنقيب في العام نفسه، وشهادات أخرى، إضافة إلى حصوله على شهادتي من كلية ومعهد الفنون الجميلة في بغداد، له عدة مشاركات في معارض فنية في دول العالم.
عمل في دائرة الفنون كخبير ومدير لقسم صيانة الاعمال الفنية، وقد نفذت اناملة البارعة عملية ترميم اهم الاعمال الفنية التي يتضمنها المتحف الوطني، مثل اعمال عبد القادر الرسام، وكاظم حيدر، وغيرها من كنوز الفن العراقي.
الطائي الذي عرف عنه اجتهاده واخلاصه لتجربته الفنية، يعد من اهم فناني المرحلة الحالية، وابرز من عمل في فن الرليف( النحت البارز)، وليس المجسد، وبإسلوب اخاذ، يعد اضافة نوعية للفن المعاصر.
عن طبيعة تجربته التي تفرد بها يقول: انا اعمل على الشكل السيمولوجي، واضع على سطح اللوحة ماء الذهب، واعمالي مستوحاة من تاريخ العراق القديم، والكل يعرف ان اول من اكتشف الذهب هم السومريون، لتكون موروث حقيقي مكمل لآثارنا الجميلة، والتي لا تخلو من الحروف، والصور، والاشكال الهندسية.
اما عن استعماله للذهب فقال: انا ابحث عن ذهب آخر، من اجل ان انقل صورة جديدة للمتلقي، فتكون اللوحة الدليل الحي على ان بغداد تعيش في عالم آخر من الثقافة والرقي.
اهتم الطائي بفن العمارة والتصميم، ويجد ان بغداد تتعرض لدخول الوان واشكال لا تليق بجمالها، وسحر مبانيها، وما تتميز به الابنية البغدادية من فن معماري جميل، داعيا الى وقف عملية التجاوز على الابنية البغدادية، وزحف ابنية حديثة، وبمواد بناء لا تلائم اللون البغدادي، مشيرا الى: اننا نجد في الكثير من الشوارع والساحات ابنية بمواد جديدة، تشوه معالم بغداد وشكلها، في اسلوب جديد، لا ينتمي الى بغداد وابنيتها.
قال عنه الفنان والنحات العراقي طه وهيب: بين الواح الطين وجدران الحاضر، تجد ان هناك من يتحاور في رؤى، حسب تجربته الجمالية، خطاب بين رمز واشكال، وتحاورات لونية، ورسائل الخطاب في زمن الماضي، بتوظيف الحاضر، لخدمة جمالية، أكثر من كونها تعبيرية، ترافقها مذهبات شكلية، تضيف الى اللوحة نوع الطابع التزويقي.