الأمم المتحدة تفتتح المجمّع السكني واطئ الكلفة لإيواء العائدين في الرمادي

بالتنسيق مع حكومة اليابان لإعادة إعمار المناطق المتضررة
بغداد ـ الصباح الجديد:

افتتح برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) بالتنسيق مع الحكومة اليابانية المجمع السكني الجديد لايواء العائدين في حي الكرامة بمدينة الرمادي مركز محافظة الانبار من خلال دعم مشاريع اعادة اعمار المناطق المتضررة من الارهاب في العراق .
وبهذه المناسبة نظم برنامج الامم المتحدة “الهابيتات ” وسفارة اليابان في العراق مؤتمراً صحفياً مشتركاً تقديراً للاسهامات الملموسة التي قدمتها حكومة اليابان إلى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق لدعم مشاريع الإنعاش والتأهيل العمراني وإعادة الإعمار في العراق.
ومنذ عام 2015 حتى الآن، مولت حكومة اليابان أعمال تأهيل 1,315 منزلاً تضررت من جراء الحرب، وبناء 2,692 وحدة إيواء دائم تم تنفيذها من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في 17 موقعا في جميع أنحاء العراق. وبلغ عدد المستفيدين من هذه المشاريع ما يقدر بنحو 26 الف مواطن من الفئات الضعيفة من النازحين والعائدين.
في 5 تشرين الثاني 2017، تم افتتاح موقع إيواء جديد في حي الكرامة بالرمادي لإستيعاب 3 الاف و105 اشخاص من العائدين. وقد تم تجهيز الموقع بخدمات أساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي، فضلاً عن المرافق العامة مثل المدرسة الإبتدائية والمركز الإجتماعي النسوي وأماكن آمنة للنساء تم إنشاؤها وستدار بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى مثل اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان. وقد استعملت في موقع الإيواء في حي الكرامة تكنولوجيا متقدمة وصديقة للبيئة مستوردة من اليابان، مثل مصابيح الإنارة العاملة بالطاقة الشمسية ومواد أرضيات مقاومة للماء منتجة من أغطية زجاجات المياه البلاستيكية المعاد تدويرها ، كما قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أيضا بتسليم المنازل التي أعيد تأهيلها في حي المعلمين في الرمادي، حيث تم توظيف العائدين كعمال لتحسين مصادر رزقهم .
وخلال فعالية الافتتاح عبر محمد ريكان الحلبوسي محافظ الأنبار عن بالغ تقديره لحكومة اليابان نيابة عن مواطني الأنبار وحكومتها ، وذكر أن الدعم الذي تقدمه حكومة اليابان من خلال برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية كان له أثر فعلي في محافظة الأنبار في إعادة النازحين الى ديارهم.
من جانبها ذكرت الدكتورة آيسا كيرابو كاسييرا، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ونائبة المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إن العراق يقدم واحداً من أفضل الأمثلة التي تسلط الضوء على كيفية اسهامات الدعم المقدم من حكومة اليابان في تعزيز الأمن الإنساني، وأكدت إلتزام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بمواصلة العمل من خلال الشراكة مع حكومة اليابان والسلطات الوطنية والمحلية في العراق والمجتمعات المحلية والمنظمات الشقيقة التابعة للأمم المتحدة لإعادة بناء المجتمعات المتضررة من الصراع.
وأشار سفير اليابان لدى العراق فوميو ايواي إلى أن بلاده اسهمت في هذا المشروع ليس من خلال التمويل فحسب بل وأيضاً من خلال استعمال تكنولوجياتها الصديقة للبيئة مثل مصابيح الإنارة العاملة بالطاقة الشمسية والألواح الأرضية ، معربا عن أمله فى أن تبذل الحكومة العراقية المزيد من الجهود الذاتية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للشعب العراقي.
يذكر ان المساعدات اليابانية اسهمت منذ عام 2003 الى يومنا هذا في تحسين ظروف المعيشة للشعب العراقي وتأهيل البنى التحتية وإعادة إعمار المدن والمناطق التي دمرتها عصابات تنظيم “داعش” الارهابية وتخليصه من معاناته ، والسعي الحثيث والجاد لاعادة الحياة الطبيعية لهذا البلد الذي يجنح للسلام مع جميع دول العالم .
ويعبر الشعب العراقي عن إلتزامه بإستمرار ببذل الجهود لانهاء الإرهاب من خلال الدعم الدولي له ومن اجل تحقيق المصالحة الوطنية مبكراً وإعادة الحياة الطبيعية له آخذين بنظر الاعتبار فترة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية لتحرير الموصل .
ويعرب الجانب العراقي عن توقعاته الكبيرة لزيادة حضور الشركات اليابانية في العراق، وعزمه لبذل الجهود المتواصلة لبناء علاقات ثنائية متطورة ، لذلك نجد ان اللقاءات التي اجراها وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كينتارو سونورا في كانون الثاني الماضي عملت على تعزيز علاقات التبادل ، خاصة في مجالات التربية والتعليم الأكاديمي وقطاع الشباب والرياضة، فضلاً عن المجالات السياسية والاقتصادية الاخرى .
وقد أعلنت السفارة اليابانية في بغداد عن نية طوكيو تقديم اسهامات إضافية للعراق إقراض العراق 21 مليارًا و500 مليون (ين ) أي ما يساوي 186 مليون دولار، لإعادة تأهيل محطة توليد الطاقة الحرارية في البصرة عند زيارة وزيرة الدولة للشؤون الخارجية للعراق، مبينة أن البلدين اتفقا على تعزيز علاقاتهما الثنائية في شتى المجالات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة