القاهرة ـ وكالات:
المتابع للأحداث الجارية في العراق الفترة الأخيرة ، لابد أن يلحظ محاولات محمومة لتعكير العلاقات بين مصر وكردستان. البداية كانت من الانتشار السريع لتقارير صحفية لم تراعي أي مهنية أو تستند إلى الحقيقة، حول تصريحات منسوبة للرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، بأن إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، أو إعلان الدولة الكردية، يمثل «كارثة» وبداية لتقسيم العراق ، وعلى الفور وجدنا أخباراً تتحدث عن اتصال تليفوني من نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي، بالرئيس المصري ، يشكره فيه على موقفه وعلى حرصه الشديد على وحدة العراق . ومع بداية هذا الأسبوع وجدنا تقارير صحفية تنشر تصريحات منسوبة للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يقول فيها إن مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق ، فتح أبواب جهنم على الأكراد بإعلانه إجراء استفتاء والتمهيد لإعلان الدولة الكردية ، وأن البيشمركة الكردية ضعيفة ولن تصمد في أي معركة وستنهار ، كما ستنهار النهضة الاقتصادية التي حققها الإقليم ، وأن الفساد منتشر في الإقليم !
وبالطبع كان هذين التقريرين كفيلين بأن يفاجئا الإخوة الأكراد ويثيرا غضبهم أو عتبهم على مصر ، وهو ما يعكر صفو العلاقة بين الطرفين على المستويين الشعبي والرسمي .
والحقيقة أن ماتم نشره بعيد تماماً عن الحقيقة وله أغراض «خبيثة» يدركها كل منصف وكل متابع ومدقق في هذين التصريحين .
والحقيقة أيضاً أن السيسي لم يصدر عنه هذه التصريحات ، فالرجل ومن خلال مصادر موثوقة كانت حاضرة للقاء الرئيس مع الإعلاميين والصحفيين ، لم يذكر كلمة «كارثة» صراحة أو تلميحاً ، وهو إنما كان يشرح للحاضرين الأوضاع التي تمر بها المنطقة فقط دون أن ينحاز إلى أي طرف أو يوضح موقفاً من الأحداث . هو قال إن التطرف والإرهاب المتستر خلف الدين يهدد المنطقة ولابد من مواجهته وأنه يهدد بتقسيم بعض دول المنطقة ، ووفقاً لتأكيدات المصادر الموثوقة التي حضرت اللقاء فإن السيسي لم ينطق كلمة «كارثة» هذه ، ولم يتحدث بشكل مباشر عن الأكراد . وإنما قال وأكد أن مصر حريصة على وحدة العراق ، وأنها مع اختيارات الشعب العراقي . وتقف ضد الإرهاب . وهذا هو موقفه الثابت وموقف مصر التاريخي ، الحرص على وحدة العراق ، وهذا هو موقف الأكراد أنفسهم .
أما فيما يتعلق بالكاتب حسنين هيكل ، فإن الرجل لم يصدر عنه أي تصريحات لا في الشأن الداخلي ولا الخارجي.
مخطط تعكير العلاقة بين مصر وكردستان
التعليقات مغلقة