نساء العراق بين الإرهاب وتفكك الاواصر الاجتماعية

بغداد ـ ظفار زاير

اغلب المناطق التي تعرضت لهجوم واجتياح الحركات الإرهابية المسلحة شهدت افظع الجرائم الإنسانية وكان للمرآه حصه كبيره فيها فالجماعات المسلحة التي تتخذ من الدين غطاء لكل ما تفعله تعطي لجرائمها ضد الإنسانية غطاء دينيا يمثل الحماية التي لا يستطيع احد ان يجادلهم فيها أولا وثانيا لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الشباب ذوي الميول العنيفة أصلا او المخدوعين بماهيه وهدف افعالهم ، وحينما تتمكن هذه الزمر من السيطرة على المناطق والمدن التي هاجمتها يصبح الانتقام هو الدافع الرئيسي للانتهاكات الإنسانية، واستهداف الضعفاء من المدنيين.  ومن أكثر الفئات التي يمكن ممارسه الانتقام بأبشع اشكاله عليها هي النساء، فتصبح هدفا لممارسه شتى أنواع العنف. حيث تقدم العصابات الإجرامية على فعل أي شيء يخطر على بالهم من اغتصاب وقتل بطرق مروعه والاعتداء على الفتيات وسرقتهن على مرأى ومسمع الأهالي امعانا في اذلالهم ومكافأة لأنفسهم بعد الانتصار على من يعتبرونهم أعداءهم تزداد نزعه الرغبة في التمادي واستباحه الاعراض امعانا في الاذلال يبتعدوا عن المنظور الإنساني، وتقع الانتهاكات وتسري الفوضى.

ومما يزيد الطين بله هو إطلاق بعض الشيوخ المأجورين لفتاوى تحلل لهم استباحه اعراض الفتيات والنساء في الأماكن التي يستولون عليها ونحن في العراق لم نختبر مثل هذا الفكر المنحرف الا بدخول عصابات ما يسمى (الدولة الإسلامية). مدبنه الموصل والقرى المحيطة بها  فبعد ان استولى المسلحون على تلك المناطق ،لم يدخروا أي عمل اجرامي الا ومارسوه على نساء تلك المدن ومآبين التهجير والمجاعة والمبيت في العراء  ومعاناه الأمهات وهن يشاهدن اطفالهن بلا مأوى ولا مأكل تتوالى الجرائم التي لم تخطر على بال نساء الموصل او تلعفر او قريه بشير فمن كان يصدق الذي يحصل الان ؟

هذه الأيام التي تعيشها نساء المناطق التي تعرضت لمجزره العصابات المجرمة يمكن وصفها بانها أكثر الأيام وحشيه مرت على نساء العراق.

فبعدما ان كانت بنت المحلة بمثابة الأخت لشباب منطقتها يدافعون عنها وكأنها احدى اخواتهم ويحافظون عليها كما يحافظون عليهن  دون ان يهتموا لمعرفه دينها او قومتها او طائفتها تغيرت الأفكار والميول في هذا الوقت الغريب ليكون بعض أبناء الجيران المغرر بهم الد الأعداء واكثرهم خطورة بسبب معرفته الوثيقة باهل شارعه او محلته  فيكون جاسوسا لقوى الظلام التي حلت  علينا ويكون اليد التي يضرب بها المجرمون  اهله وجيرانه وأصدقائه  بمزاعم موبوءة شتى  قد تكون طائفيه او قوميه وعنصريه  ومن يحمل بداخله أفكار مريضه وتخيلات اجراميه شاذه فانه الوقت المثالي لأطلاق العنان لهذه الأفكار بعد توفر فرصه تحويلها الى واقع يتمكن فيه الفرد الذي لم يكن جزءا من هذا النسيج الاجتماعي المترابط ،ليشوه معاني انسانيه كثيره احتفظ بها الشارع العراقي على امتداد سنوات طويله  ان التجربة المريرة التي تمر بها المرأة في العراق تستحق منا اطلاق الأصوات لتحفيز العادات التي تربينا عليها في مجتمع متسامح ومتعاون مع بعضه البعض  لإذكاء المحبة القديمة بين أبناء الشارع الواحد والمحلة الواحدة والتركيز على تدعيم الاواصر الاجتماعية بين افراد المجتمع لتكون رادعا قويا ضد كل من يحاول التسلل عبرها  لنقرر العودة الى نقطه البداية الصحيحة ، والتي ساهمت الحروب وسنين الحصار العجاف على تغيير مسارنا عنها وفاء منا لأرواح الشهيدات والشهداء لنطلق حمله اعاده الروابط الاجتماعية والإنسانية بين أبناء بلدنا متجاوزين ارتباطاتنا الدينية او العرقية او الطائفية لقد سالت دماء زكيه كثيره على تربه هذا الوطن تستحق منا الوفاء لها ورد الجميل بان نتجاوز الأفكار التي تودي بنا الى التهلكة ونعود لنقطه البداية الصحيحة

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة