حتى باكتمال النصاب .!

اجتماع الاحد لمجلس النواب كان مكتمل النصاب ، وهو الثاني ، او استمرارا للاول، ومع ذلك فشل النواب بنسختيهم المكررة والجديدة في الوصول الى تفاهمات على الرئاسات الثلاث ، في الاجتماع الاول طلبوا مهلة “للتفاهم” وعندما عادوا للاجتماع طلبوا مهلة اخرى ـ وفي اجتماع الاحد طلبوا ايضا مهلة جديدة وكأن الآمر المطروح عليهم موضوعا جدبدا بحتاجون فيه الى وقت لدراسته والبحث فيه ..

منذ المصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المفوضية والكتل السياسية ونوابهم يطالبون بمهل متواصلة “للدراسة والتمحيص”  رغم ان البلاد تغرق بالدماء وتستعصي عليها الازمات المنفتحة على مديات أخطر وأكثر ضررا على البلاد والعباد ..

من حق الشارع العراقي ان يتساءل ..

الى متى يبقى التحالف الوطني عاجزا حتى الآن عن  حسم موقفه ، اما بتسويق المالكي أو طرح بديلا عنه ، وهو الترشيح الاهم الذي سيسهل بقية الترشيحات ؟

الى متى يبقى التحالف الكردستاني حائرا في تقديم مرشحه لرئاسة الجمهورية ، مكتفيا بطرح عدّة اسماء ، علما انه الكتلة الاكثر تماسكا من بقية الكتل؟

الى متى تبقى بقية الكتل التي من حقها منصب رئيس البرلمان عاجزة ايضا عن ترشيح شخصية بتوافقهم الداخلي ، فقد رأينا النجيقي يقدم سليم الجبوري ، ثم يعلن الجبوري استعداده لسحب ترشيحه اذا كان هو المشكلة؟!

في الاجتماع الاول علقوا فشلهم بالاتفاق على عدم اكتمال النصاب ، ويوم الاحد ورغم اكتمال النصاب الا انهم فشلوا ايضا ، واليوم على ما اظن ان الاجتماع سوف لن يتوصل الى نتيجة ، وفي احسن الاحوال اختيار رئيسا للبرلمان ونائبيه ، فيما تبقى الازمة معلقة لـ” مزيدا من التشاور والتفاهمات”..!

قال الجعفري رئيس التحالف الوطني، ما لم نتفق عليه خلال 48 ساعة ( من الاحد الى الثلاثاء) لن نتفق عليه خلاب 48 يوما ، وهنا كما يقال ، اصاب كبد الحقيقة .. حقيقة ان لاتفاهمات جادة بين الكتل السياسية وانها تخوض صراعاتها السياسية ييرودة اعصاب ، حقيقة، تفتقر الى الحس القوي بالمسؤولية الوطنية، رغم ان الجميع “يبشرنا” بالمخاطر القادمة للبلاد ومنها الحرب الاهلية الصريحة والتقسبم الاكثر صراحة ..!

أعتقد ان اجتماع اليوم سيكون نسخة مكررة عن الاجتماعين السابقين ، لان الاجواء مابين الاحد والثلاثاء ،لاتوحي بوجود تفاهمات الـ 48 ساعة ، وسيحتاج قادة الكتل الى مزيد من الوقت، ربما الى ما بعد العيد، بعد ان يستجموا وبريحوا اعصابهم ، خصوصا بعد ان منحوا مايكفي لترتيب اوضاعهم، فيما الدماء التي تسيل لااجازة لها والتدمير الذي يحصل في البلاد لايحتاج الى استراحة، والمليون ونصف المليون عراقي نازح بامكانهم ان ينتظروا حتى يتوافق السادة على الكعكة العراقية ..

كل المؤشرات تدل على ان البرلمان بنسخته الجديدة لن يكون الا صورة باهتة عن الذي سبقه ، والجماعة الجدد يؤمنون يالمثل العربي “في التأني السلامة وفي العجلة الندامة” ..

وقالها السيد الجعفري “السرعة غير التسرع “، فلا تتسرعوا من اجل مستقبل هذه البلاد !!

عامر القيسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة