الغرفة العجيبة

مؤسسة الاذاعة والتلفزيون طورت عملها معماريا وفنيا في بداية ثمانينيات القرن المنصرم, حيث قامت شركات يابانية بتولي هذا التطور وانجزت المهمة في فترة قياسية, اصبح لدينا ستديوهات صورة وصوت لاتضاهيها اي ستديوهات في منطقة الشرق (بعد الاحداث خربت بمزاج وليس بفهم), من ضمن ما تأسس ايضا برج ثان لتقوية البث التلفزيوني, لكن الغريب في الامر ان البرج انتهى وسط ذهول الجميع, كيف حدث ذلك؟

 اجتمع فريق العمل العراقي مع فريق العمل الياباني, الفريق الثاني لم تكن لديه طلبات كثيرة, فقط بناء غرفة من الخشب تقام بالقرب من مكان انشاء البرج حتى توضع فيها ادوات العمل بدلا من نقلها يوميا من الفندق والى المؤسسة , بدأ الفريق الياباني العمل, بدأ بالصعود, قاعدة البرج اكتملت والهيكل بدأ يظهر, لم اسمع اى منهم يتكلم فالكل كان يعمل بصمت, البرج يرتفع , البرج نكاد نراه قائما, العاملون في اعلى البرج وكأنهم طيور صغيرة حطت عليه, بدأ المارة من خارج المؤسسة يلاحظون البرج, جهز البرج بمواد البث, البرج يبث الان, اصيب البرج في العام 2003 وانحنى وتهدم, لكن العجيب في الامر ان الغرفة الخشبية التي طلبها الفريق الياباني ليضع ادوات العمل فيها لم تكتمل حتى ساعة اعداد هذا العمود, اليس في ذلك سر؟

الحاقا بما ورد, احد مهندسي الصوت كان قد قام بتصميم جهاز (مكسر صوت) كبير لاستديو رقم (5) التلفزيوني, مهندس الصوت العراقي ارتكب خطأ معين, عاط جراء ذلك باعلى صوته (هذوله اليابانيين ميفتهمون), جاء المهندس الياباني, كان قصيرا جدا, حتى انك لاتكاد ان تراه, ولاتتبين اصابع كفه جراء قصر كفه التي ضاعت تحت السترة التي كان يرتديها, وقف امام الجهاز بنظارته الطبية ووجه الصغير الباسم, ضغط على احد الازرار, ثم اخر, وثالث, وضع يديه خلف ظهره وقال باللهجة العراقية (خلاص ماكو مشكلة) ظل يبتسم, احمر وجه المهندس العراقي ليس من الخجل وانما من الانفعال, اذ صرح بعد حين (ليش هذا المهندس يفتهم اكثر مني؟), اعزائي هل يمكن لاحدكم ان يجيب صاحبنا المهندس العراقي (ليش)؟..

مقداد عبدالرضا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة