رجاء بعد رجاء

أمير الحلو

أنا أعرف بأني (مكروه) أو غير مرحب به في أكثر المؤسسات الرسمية بسبب (طول لساني) و(حدة) نقدي بشكل واضح أو بالاشارة اللئيمة الى بعض الممارسات الخاطئة وخصوصا ما يتعلق بها في تحميل المواطن المزيد من الاعباء سواء المالية أم الخدمية في خضم الظروف الصعبة التي يعيشها والتي تتطلب منه بذل جهود مضنية للحصول على لقمة العيش وكيفية التصرف بـ(الفائض) من الكهرباء والمخاطر الامنية وغيرها من أسباب السعادة التي يعيشها المواطن في داره أو كوخه أو في خيم الهلال الاحمر أو العراء.

لقد انتقدت سلسلة الاجراءات المتتالية التي جعلت المواطن يكره سيارته بسبب التعليمات الكثيرة والمتتالية التي ترهق كاهله وقد تحتاج الى تفرغ كامل لإنجاز كل أمر خشية معاقبته عند التأخير في حين أن الامر قبل الاخير أوجب كل مواطن وضع كل مستمسكاته (المشهورة) وصورته ذات الخلفية البيضاء (قال لي المصور: ابتسم أستاد فسألته لماذا؟) ويرفق معها خمسة عشر ألف دينار ويسلمها الى السيطرة لضبط التعرف عليه وعلى سيارته وسكنه وإلا يحرم من الدخول الى منطقة سكناه وداره فيحير أين يذهب وقد تفرق الاهل والاصدقاء وكيف يثبت أنه من سكان تلك المنطقة! وقد أطعت هذا الامر لعلاقته بالامن والسلامة العامة وفي كل أسبوع أسأل عن مصير إثبات هويتي ومكان سكني فيجيبني الحارس في نقطة التفتيش المجاورة إنها لم تصل بعد ولكن الحارس التالي يطالبني بها وألا لا أدخل داري، وقد أخذنا نستعمل وصل التسليم لإثبات أننا مواطنون صالحون ويسمح لنا بدخول شارعنا وبيوتنا! ولعلي وغيري ندرك أسباب هذه الاجراءات ولكننا لم نشعر بفعاليتها وجدواها تماما مثل جهاز التفتيش اليدوي الطريف!

ما جعلني أعيد طرق هذا الموضوع (الممل) صدور تعليمات جديدة قد تكون لها أسبابها ولكن لا ندري ما فرصة نجاحها خصوصا وأنها وما زالت معاملات سيارات المانفيست لم تنته أدخلت طرفا حيوانيا بريئا في الموضوع وهو الحمار أو البغل أو الحصان الذي يجر عربات النقل والنفايات، فقد أوجبت التعليمات تسجيل كل المعلومات عن سائق العربة و(ساحبها) ورقمها، ولا شك في أن هناك أسبابا أوجبت هذا الاجراء ولكننا بتنا نفتقد أصدقاءنا من الساحب والمسحوب بانتظار (هوياتهم) التعريفية والتأكد من سلامة موقفهم القانوني حتى يسمح لهم بـ(ممارسة المهنة) في حين لم يوقف أحد صبيا يسوق (إحدى) سيارات والده الفارهة برعونة ويرتكب كل أنواع المخالفات التي تثير سخط واشمئزاز المواطنين!

إن من يستطيع تزوير وثائق رسمية مهمة وارتكاب جرائم الرشوة والسرقة لا يعجز عن استخراج هوية لعربته وحماره أو حصانه، وفتح بعض الوكالات الاهلية بالقرب أو حتى داخل ساحات الفحص لإنجاز المعاملة بسرعة خصوصا أنها لم تستوجب وضع صورة الحيوان أو العلامات الفارقة أو طبعة الابهام!

خففوا عن المواطن رجاء فليس سهلا إعادة مسرحية (غرحموا عزيز قوم……..مل).

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة