التنظيم يستمر بحرق السيارات المدنية ويضايق المدنيين المحاصرين
نينوى ـ خدر خلات:
تجددت الخلافات بين عناصر تنظيم داعش الارهابي من الاجانب والمحليين، وتم دفع المحليين الى خطوط الصد الاولى مع اعدام من يخالف الاوامر، فيما استمرت عمليات حرق سيارات المدنيين مع الضغط على المحاصرين باسكان عائلات داعشية معهم او افراغ منازلهم من دون الخروج باتجاه القوات الامنية.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “انقسامات حادة عادت لتجدد وتعصف بين قيادات وتنظيم داعش الارهابي من الارهابيين الاجانب والعرب من جهة، والارهابيين المحليين من جهة أخرى، في ما تبقى من الاحياء الغربية بمدينة الموصل التي مازلت تخضع لهم”.
واضاف “أن اجواءً من عدم الثقة تسود بين الطرفين، وهذه المشكلة ليست بالجديدة، بل سبق ان تم رصدها، لكنها تجددت مؤخرًا بعد انهيار خطوط العدو في المحور الشمالي والغربي الذي اقتحمته قوات الفرقة المدرعة التاسعة ودمرت خطوط العدو بسهولة بعد الانكسار المعنوي الذي اصاب الدواعش بسبب الهزائم السابقة ضمن عمليات قادمون يا نينوى”.
ولفت المصدر الى ان “الارهابيين الاجانب، من المقاتلين او القيادات، تراجعوا الى الخطوط الخلفية في الاحياء السكنية المحاصرة، وانشأوا لانفسهم خطوط صد خلفية في عمق تلك المناطق، كما امروا العناصر المحلية بالتوجه الى خطوط الصد الامامية”.
وتابع بالقول “على وفق التصنت على اتصالات العدو، فان هناك اوامر حازمة للارهابيين من المحليين لاثبات ولائهم للتنظيم من خلال مقاومتهم في خطوط الصد الامامية او اعدامهم في حالة مخالفة الاوامر، بعد وجود شكوك بخياناتهم وهربهم مع تقدم القوات الامنية المشتركة، على وفق ما يتهمهم الارهابيون الاجانب، فضلا عن اتهام المحليين بأنهم كانوا يبحثون عن المناصب الادارية والغنائم لا غير، فيما القتال كان من نصيب الدواعش الاجانب”.
ونوه المصدر الى ان “قيادات العدو تأمل بمنح فرصة للارهابيين الاجانب لالتقاط انفاسهم واعادة تنظيمهم للمعركة الفاصلة، وفي الوقت نفسه ستتخلص من الارهابيين المحليين الذين دائماً كانوا محاطين بالشكوك واتهامات بأنهم يبحثون عن الاموال وليس القتال لاجل دولة الخلافة المزعومة”.
ومضى بالقول “في الجانب الآخر فان العناصر المحلية لا يثقون بالارهابيين الاجانب ويعدون بعضهم على صلات بمخابرات اقليمية ودولية، وان اغلب القيادات الاجنبية لاذت بالفرار عقب سقوط ايسر الموصل وقبيل قطع طريق الموصل تلعفر الذي نفذ منه العشرات من الارهابيين الاجانب وعائلاتهم، فيما تم ترك العناصر المحليين ومع عائلاتهم ليواجهون مصيرًا مجهولا”.
وبحسب المصدر فان “قيادة داعش بالموصل باتت تحت سيطرة الارهابيين العرب والاجانب بنحو شبه تام، بسبب تحالفهم مع بعض ضد العناصر المحلية، الامر الذي ادى الى تشكيل مفارز قتالية منفصلة للعدو، فهناك مفارز كلها من الاجانب وأخرى كلها من المحليين بسبب اجواء عدم الثقة بين الطرفين”.
وغالباً ما تتجدد الاتهامات بين الطرفين بعد كل هزيمة تصيب الدواعش و بعد أية ضربة جوية تستهدف اجتماعات قياداتهم او شخصيات بارزة في التنظيم الارهابي في اثناء تنقلاتهم.
على صعيد آخر، استمر تنظيم داعش بمضايقة المدنيين المحاصرين في تلك الاحياء التي ما زالت تحت سيطرتهم، مع الاستمرار بحرق سيارات الاهالي المدنية برغم تشكيل سحابات من الدخان الاسود للتضليل على الطيران الحربي والطيران المسيّر.
وقامت مفارز لداعش بنقل العشرات من عجلات الاهالي سواء من السيارات الصغيرة او الشاحنات والآليات، وتم نصبها في سواتر الصد وغلق بعض الطرق بهياكلها عقب حرقها عمدًا، الامر الذي يكلف المدنيين خسائر طائلة من الصعب تعويضها.
كما ان عناصر داعش يستمرون بمضايقة الاهالي، من خلال اجبارهم على اسكان عائلاتهم داعشية معهم او ترك تلك المنازل والانتقال لأي مكان آخر شريطة عدم الهرب باتجاه القوات العراقية.
ويضطر الاهالي الى الانتقال الى منازل لمعارفهم وذويهم ويرفضون السكن مع عائلات داعشية خشية استهدافهم بضربات جوية محتملة.
واضطر تنظيم داعش الى حشر عائلات مقاتليه كيفما اتفق بعدما تضاءلت مساحة الاحياء السكنية التي بقت بحوزتهم وهي في تناقص مستمر.