أكدوا أنه لم يشتبك مع القوات الكردية على طول حدود الاقليم
ترجمة الهادر المعموري*
قبل اقل من 6 اشهر, كان المتمردون السنة يواجهون تفوقا ناريا كبيراً ضد القوات الحكومية المجهزة باسلحة ومعدات اميركية. و بمجرد إن شنت القوات الحكومية حملتها شهر كانون الثاني الماضي, كان الدعم الشديد ينتظر القوات العراقية من خلال مخزونات القوات العراقية المسلحة.
لكن منذ اندلاع القتال في الموصل, ترك الجنود العراقيون اسلحتهم وهربوا, تلك الاسلحة التي غنمها المتمردون, فيما تمكن هؤلاء المتمردون من احتلال مراكز الشرطة ومواقع الجيش الامامية, حيث اثبتت جماعاتهم جسارة و قوة اكبر من إن يتمكن المالكي و قوات حكومته من صدها.
عن هذا الموضوع, يعلق احمد الدباش الذي يشغل منصب المتحدث الرسمي للجيش الاسلامي الذي يعد احد فصائل التمرد السني المناهض للحكومة, يعلق بالقول “الحمد لله الذي مكننا إن نغنم اسلحة تكفينا للقتال سنة او اثنتين اخريين، ولا حاجة للسؤال عن ما نملكه الأن من سلاح وعتاد”.
و بعبارة الان, كان الدباش يقصد الهجوم الذي شنته مليشيات داعش الارهابية، والمنتمية للقاعدة مؤخرا شمال العراق, حيث احتلت اماكن واسعة هناك فضلا عن غربه. و الى جانب داعش, تقاتل تشكيلات متمردة مسلحة سنية عربية اخرى, تشكيلات نمت وكبرت اثناء قتالها ضد قوات الاحتلال الاميركي قبل اكثر من عقد مضى.
فيما تعبئ الحكومة العراقية طاقاتها بهدف وقف تقدم المتمردين نحو بغداد, فأنه لا تتوفر ارقام دقيقة عن حجم الاسلحة والعتاد والمعدات التي نهبت خلال أيام القتال الماضية. كما ان الخبراء يتفقون إن الغنيمة هائلة الحجم, مع مضامين لاندماج الصراعين في سوريا المجاورة و العراق سويا.
في هذا السياق, فأن فصائل سورية متمردة اوردت أنباء عن وجود عدد من مدرعات “الهمر” اميركية الصنع التي استولت عليها جماعة داعش, وهي تتحرك في مدينة حلب التي لا تبعد سوى 250 ميلا عن العراق، لا شك إن تدفق الاسلحة والمقاتلين من العراق إنما يمكن إن يغير من ميزان القوة بين الجماعات المتمردة المنقسمة على بعضها اصلا, و التي تسعى كل منها لتسود في سوريا.
كما إن تنظيم داعش الذي تمكن من نهب ما يقدر بـ500 مليون دولار من اموال البنك المركزي في الموصل، كما إن هذا التنظيم بات يمثل الجماعة المتمردة الاكثر ثراءاً و الافضل تسليحا في العالم حسب رأي المحللين. و يصح القول إن ثراء هذه المجموعة يتجاوز حجم ما كان عليه تنظيم القاعدة ايام اسامة بن لادن, كما إن الجماعة التي تمكنت من استقطاب الآلاف من المقاتلين من العالم العربي واوروبا وارجاء اخرى من العالم, تمكنت في الوقت ذاته من احتلال بقاع واسعة من الاراضي في قلب الشرق الاوسط.
عن هذا الموضوع, يعلق الباحث ميشيل ستيفنس من معهد الخدمات الملكية المتحدة لدراسات الامن والدفاع, يعلق بالقول “إن افراد تنظيم داعش مدربون جيدا ومقتدرون ويحوزون على اسلحة متقدمة ويعرفون كيف يستخدمونها”.
و قد تكرر السيناريو ذاته في غرب العراق على نطاق واسع كذلك حينما انسحبت القوات العراقية بطريقة جماعية مخلفة ورائها غنائم عسكرية كبيرة تتضمن مدرعات “همر” اميركية الصنع وشاحنات وصواريخ وقطع مدفعية وبنادق وذخيرة وحتى طائرات مروحية. لقد كانت بعض الغنائم قديمة او عاطلة في بعض الحلالات, الا إن معظمها كان شغالا وصالحا للاستخدام في ميدان المعركة.
و قد ملئت وسائل اعلام العالم صور المدرعات الاميركية حيث ترفرف فوقها اعلام داعش ذات اللون الابيض و الاسود, الامر الذي بات يمثل رمزا للحملة الداعشية الاخيرة.
تنظيم داعش الذي بات يسخر من حملة “اعيدوا بناتنا” التي اطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي ضد تنظيم القاعدة، الذي خطف فتيات نايجيريات قبل اسابيع, ليتقمص شكل الحملة بعنوان جديد تمثل في “اعيدوا مدرعاتنا.” من جانب آخر, فبرغم إن تنظيم داعش لم يواجه مقاومة تذكر من جانب قوات الجيش العراقي في غرب وشمال العراق, الا إن هؤلاء المتمردين لم يعمدوا الى تحدي القوات الكردية التي تسيطر على ما يقرب من 600 ميل من حدود العراق الشمالية.
ابتداءا من الحدود السورية وحتى الايرانية, تخضع تلك المناطق لحماية قوات اقليم كردستان شبه المستقل. اما القوات العراقية التي كانت تجوب معظم ذلك الخط, فقد انسحبت ولا تتواجد الا على بعد 35 ميلا عن الحدود مع ايران.
من جانبه, يقول السيد جبار ياور الذي يشغل منصب وزير البيشمركة الكردية وهو يشير الى خارطة لشمال العراق, يقول معلقا “لقد تمكن تنظيم داعش من الاستيلاء على مخازن السلاح التابعة للفرقة الثانية والثالثة (جيش عراقي) في الموصل, مع مخازن سلاح للفرقة الرابعة في صلاح الدين و الفرقة 12 المنتشرة في مناطق بالقرب من كركوك, عدا عن فرقة اخرى في ديالى.
و خلص ياور الذي يضع صورة في مكتبه بأربيل حينما كان احد جنود البيشمركة الذين قاتلوا صدام في فترة ثمانينيات القرن الماضي, خلص قائلا “اننا نتحدث عن عتاد وسلاح ومعدات لما يقدر بـ200000 جندي جاءت كلها من الاميركيين”.
على تحقيق و يضيف ياور انه بوجود هذا الكم النوعي من الاسلحة الذي غنمته داعش, فان هذا التنظيم ومن تحالف معه باتوا قادرين قوة نارية بالغة ضد خصومهم.
* عن موقع ذي انكويستر