دعوات لإسقاط مواد غذائية فوق الأهالي المحاصرين
نينوى ـ خدر خلات:
اباح تنظيم داعش الارهابي لعناصره مصادرة أي سيارة مدنية تعود لسكان ايمن المدينة المحاصر لتفخيخها، فيما يطالب ناشطون موصليون باغاثة سكان الايمن المحاصرين واسقاط مواد غذائية من الطائرات فوق مناطقهم لانقاذهم من غائلة الجوع.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي اصدر تعليمات لبقايا فلوله في الاحياء القليلة الباقية تحت سيطرتهم في الجانب الايمن، اباح فيها مصادرة أي عجلة مدنية لتفخيخها وتفجيرها ضد القوات الامنية المشتركة”.
واضاف “التنظيم الاجرامي يبرر ذلك بأنه يدافع عن اراضي المسلمين ضد من يسميهم بالكفار والمرتدين، وبات من حق عناصره عدم الطلب من اصحاب تلك السيارات بل توجيه امر له بتسليم مفاتيح تشغيل السيارة فحسب، مع معاقبة كل من يرفض تسليم مفاتيح سيارته بحرقها فورًا امام ناظريه”.
ولفت المصدر الى ان “عشرات العجلات قام داعش بمصادرتها من احياء 17 تموز، الرفاعي و الزنجلي، وقام بتفخيخ بعضها وتوزيعها على بعض الطرق الرئيسة والفرعية، علماً ان الاهالي همهم الاكبر بات الحصول على أي شيء يؤكل، فضلا عن خوفهم المستمر من القصف والاشتباكات التي لا تكاد تتوقف”.
وتابع “عناصر داعش وعائلاتهم يعيشون حالة من الرعب المستمر، حيث ان التنصت على اتصالاتهم تفضح مدى الخوف الذي يعتريهم بسبب محاصرتهم ومحاصرة عائلاتهم، ودائماً يتحدثون ويكشفون عن قلقهم البالغ من المستقبل الذي ينتظر عائلاتهم”.
ونوه المصدر الى ان “عناصر التنظيم يدركون حجم الجرائم التي ارتكبوها بحق اهالي الموصل عموماً، وسكان الجانب الايمن خصوصاً، وآخر جرائمهم كانت تهديد الاهالي من الاقتراب من مخازن المواد الغذائية العائدة للتنظيم والتي سبق ان نهبها من محال تجارية ومن منازل المهجرين والهاربين من بطشه، علمًا ان طائرة حربية قصفت تجمعاً للدواعش في حي الرفاعي وظهر انه مخزن للمواد الغذائية، وحين حاول عدد من الاهالي الحصول على بعض الرز والعدس وزيت الطعام من بين الانقاض، اطلق عدد من عناصر التنظيم عيارات نارية فوق رؤوسهم وامروهم بترك ما حملوه والعودة لمنازلهم او سيكون الرمي مباشراً عليهم”.
على صعيد متصل، اطلق ناشطون موصليون حملات مكثفة يناشدون من خلالها الحكومة العراقية بالعمل على اسقاط مواد غذائية فوق المناطق التي ما زالت بيد تنظيم داعش لانقاذ عشرات الالوف من السكان المحاصرين الذين يعانون من جوع شديد.
ودعا الناشطون الى القاء مواد غير قابلة للتلف، كالتمور والصمون،عادين ان ايصال المواد الغذائية للجياع بايمن الموصل افضل من القاء منشورات من الجو تتضمن تعليمات السلامة التي حفظها السكان عن ظهر قلب.
واشاروا الى ان نحو ربع مليون انسان محاصرون في بيوتهم ويعانون من جوع شديد، وان عمليات تحريرهم قد تمتد لاسابيع اخرى، وحينها قد يموت العشرات منهم جوعاً، وخاصة الاطفال الصغار وكبار السن.
ويرى الناشطون الموصليون ان ايصال المواد الغذائية الى المحاصرين، لا يعني بالضرورة ايصال مساعدات لتنظيم داعش، لان الاخير يمتلك ما يكفيه من المواد الغذائية، وعائلاتهم ليست قلقة من مسالة المواد الغذائية بل ان قلقهم مما ينتظرهم لاحقاً عقب القضاء على التنظيم، اضافة الى ان عناصر داعش ينتظرهم الموت او الاعتقال بعد محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم بنحو كبير.
وانتقد الناشطون الموصليون ما وصفوه بـ “صمت” ممثلي المدينة في الحكومتين المحلية والاتحادية، كما انتقدوا نواب محافظة نينوى بسبب مواقفهم الضعيفة تجاه المجاعة التي تهدد حياة عشرات الالوف من المحاصرين في ايمن المدينة، مطالبين اياهم بالقيام بدورهم المنتظر منهم والعمل على ايصال مواد غذائية للمحاصرين بواسطة الطائرات.