إيران تتهم واشنطن بالوقوف وراء تأجيج الفتنة والعنف
بغداد ـ داود العلي:
أعلن المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، عن معارضة بلاده أي تدخل أمريكي في العراق، متهما الإدارة الأمريكية التي تنظر بخيارات للتصدي لـ “داعش”، بالوقوف وراء تأجيج الفتنة والعنف هناك.
وقال خامنئي إن إيران تعارض بشدة أي تدخل أمريكي في شؤون العراق، مضيفا: “الشعب والحكومة والمرجعية الدينية قادرون على إخماد نار الحرب وتجاوز هذه المرحلة.”
وأكد، وبحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، إن ما يجري في العراق ليس حربا طائفية “بين السنة والشيعة بل صراع بين “من يريدون إلحاقه (العراق) بالمعسكر الأمريكي ومن يريدونه مستقلا.”
وتابع، “أمريكا مستاءة مما شهده العراق أخيراً أي الانتخابات التي جرت بمشارکة شعبية واسعة وانها تريد ان يكون العراق تابعا لها ومنفذا لأوامرها”، طبقا للمصدر.
وتنظر الإدارة الأمريكية في سبل مساعدة الحكومة العراقية لوقف تقدم مليشيات “الدولة الإسلامية في العراق والشام” بدعم من السنة، ومؤخرا، اتهمت مصادر أمريكية إيران بإرسال عناصر من الحرس الثوري إلى العراق لمساعدة حكومة بغداد في مواجهة المسلحين, هو ما نفته طهران.
في العراق، تصارع الحكومة في معركتها ضد المسلحين حسبما ذكر دبلوماسيون وسياسيون لبي بي سي.
فقد قال مسلحون تابعون من تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) إنهم سيطروا على مدينتين استراتيجيتين يقعان على امتداد نهر الفرات، ومعبر حدودي مع سوريا معززين مواقعهم في معركتهم ضد الحكومة العراقية.
وقال قادة عسكريون ميدانيون كبار بالجيش العراقي لبي بي سي إن قواتهم لا تزال تسيطر على معبر القائم، غير أنها فقدوا السيطرة على البلدة.
ومن المقرر أن تعلن الحكومة في مؤتمر صحفي آخر تطورات الوضع الميداني في القائم الحدودية مع سوريا.
وكان مسؤولون عراقيون آخرون قد أكدوا أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على بلدة القائم في أعالي الفرات ونقطة الحدود الملحقة بها مع سوريا في قتال أسفر عن مقتل 30 جنديا حكوميا.
كما سيطر المسلحون على بلدتي راوة وعانة على نهر الفرات غربي البلاد.
ويقول دبلوماسيون إن مسلحي داعش يبدون أفضل تدريبا وتسليحا وأكثر خبرة من الجيش العراقي.
يذكر أن المسلحين السنة المتشددين قد تمكنوا من انتزاع مناطق كبيرة في الأيام الأخيرة من الحكومة المركزية، منذ سيطرتهم على مدينة الموصل في التاسع من حزيران الجاري، وتوعدوا بالهجوم على بغداد والإطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وتعتبر بلدتي القائم ورواة هما أول أراضي يسيطر عليها المسلحون في محافظة الأنبار غربي بغداد، منذ قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” بالسيطرة على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي عاصمة الأنبار.
وقال مسؤولون عسكريون عراقيون، رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن الجيش العراقي أرسل ألفي مقاتل لحماية أحد السدود الهامة التي تقع بالقرب من مدينة راوة خشية هجوم من المسلحين للاستيلاء عليه.
وقد اقتحم المسلحون مكاتب الحكومة بالمدينة وأجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب منها.
ويقول مراسلون إن استمرار حملة المسلحين على امتداد نهر الفرات قد يقود إلى هجوم على بغداد.
ويشير محللون إلى أن سقوط القائم سيمكن مسلحي “داعش” من نقل الأسلحة والعتاد بحرية من وإلى سوريا.
وزعم المسلحون أنهم سيطروا على أجزاء من مصفاة بيجي وهي كبرى المصافي النفطية في البلاد، كما سيطروا على مصنع لا يعمل للأسلحة الكيميائية في منطقة المثنى التي تبعد 75 كيلو مترا عن العاصمة بغداد.
إلا أن الحكومة نفت مجددا سيطرة المسلحين على أجزاء من مصفاة بيجي إلا أنها أقرت أن الجيش يواجه “هجمات عنيفة” من المسلحين.