أربيل – وكالات:
كشفت حكومة إقليم كردستان عن أن علاقاتها بالعالم بشكل عام، وبالعالم العربي خاصة، لم تتأثر بتوتر العلاقة بين أربيل وبغداد، مشيرة إلى أن العالم يتفهم موقف الإقليم وسياساته، متهمة الحكومة الاتحادية في بغداد بأنها لا تمتلك الإرادة السياسية لحل المشكلات مع الإقليم.
وقال فلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إن «هناك تقدما ملحوظا في علاقاتنا مع الدول العربية، فالوضع السياسي المستقر في الإقليم واستتباب الأمن فيه وسياسة الانفتاح التي تبنتها حكومة الإقليم والتقدم الذي تشهده كردستان، كل هذا دليل للتواصل مع الدول العربية». وتابع «علاقتنا جيدة جدا مع العالم العربي وهناك تفهم عالمي لمواقفنا وسياساتنا». وأضاف «هناك في إقليم كردستان حاليا 31 قنصلية وممثلية أجنبية، إلى جانب وجود الكثير من الشركات ومكاتب الخطوط الجوية العربية والعالمية، وهناك دول تنوي افتتاح قنصليات لها في الإقليم، وهذا يسهم في تعميق العلاقة بين إقليم كردستان والعالم». وبيّن أن القنصلية الكويتية أنهت جميع تحضيراتها وبقي فقط الافتتاح الرسمي وأن المحادثات بين الإقليم والسفارة التونسية في بغداد جارية من أجل فتح القنصلية التونسية.
وحول الموقف الأميركي من تصدير أول دفعة من نفط إقليم كردستان وإعلان واشنطن أنها لا تؤيد تصدير نفط الإقليم من دون موافقة بغداد ومدى تأثير هذا الموقف على العلاقات الكردية – الأميركية، قال مسؤول العلاقات الخارجية بحكومة الإقليم إن «العلاقات الكردية – الأميركية تاريخية فنحن كنا مع بعض في عملية تحرير العراق وعملنا معا من أجل وضع دستور لهذا البلد، ومن الطبيعي وجود اختلافات في وجهات النظر أو المواقف بين الجانبين، فنحن نعبر عن مواقف حكومة إقليم كردستان والولايات المتحدة تعبر عن موقفها».
وشدد مصطفى على أن الإقليم يريد حل المشكلات مع بغداد عن طريق الحوار والطرق السلمية، وقال «حاولنا بشتى الوسائل من أجل الوصول إلى حل مع بغداد وكانت أميركا حاضرة معنا تحاول الوساطة بيننا، لكن بغداد هي التي رفضت هذه العملية لأنها لا تمتلك الإرادة السياسية لحل المشكلة».
وعبر مصطفى عن أسفه لأن المجتمع الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة «لم يكن لديها أي موقف أو رد فعل بشأن ما يتعرض له الإقليم من حصار اقتصادي من قبل الحكومة العراقية المتمثل بقطع ميزانية الإقليم ورواتب ومستحقات الموظفين في كردستان». وأضاف قائلا إن «باب الحوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية، لكن يجب على بغداد أن تبادر بالحل وتبرهن ذلك بالفعل، لأنها هي التي بدأت بإثارة المشكلات وهي الآن تشن حربا اقتصادية على إقليم كردستان».
من جهته، أفاد القنصل المصري العام في إقليم كردستان، سليمان عثمان، بأن «العلاقات مع إقليم كردستان تشهد تطورا كبيرا منذ فتح القنصلية المصرية في أربيل عام 2010».
وأضاف «هناك تعاون كبير بين الجانبين على كل الأصعدة وفي شتى الميادين». وأشار إلى أن علاقات مصر مع إقليم كردستان في تطور مستمر وهناك قاعدة مناسبة لتنمية هذه العلاقات للانتقال بها إلى مرحلة أعلى.
بدوره، يرى القنصل العام لدولة فلسطين، نظمي حزورة، أن علاقات العالم العربي مع إقليم كردستان «في تطور وتوسع مستمر في ظل السياسة الواضحة لحكومة الإقليم المبنية على نسج علاقات مع الدول العربية»، معبرا عن أمله في أن تفتح الدول العربية الأخرى ممثليات في الإقليم لتقوية العلاقات بين الشعبين العربي والكردي. وأشار حزورة إلى وجود نشاط كبير في الإقليم يتمثل بتوافد عدد كبير من الوفود العربية السياسية والاقتصادية والإعلامية والرياضية والثقافية، مستدركا «هناك حركة مزدهرة في الإقليم».