سها الشيخيلي
يحتفل اطفال العالم في كل البلدان بيومهم العالمي ، في نواد انيقة ومسابح مزينة بالبالونات الملونة ، وتقدم لهم الهدايا واللعب الالكترونية ، وتنهال عليهم القبل والتهاني من الجميع ، الا طفلنا العزيز العراقي وارث الحضارات والامجاد وصاحب آبار النفط التي تدر على بلده مليارات الدولارات ، الا ان هذا الطفل المسكين نراه يتيما يبيع قناني الماء البارد بعد ان ترك مقاعد الدراسة ليعيل امه الارملة واخواته الايتام ، هذا الطفل وغيره من اطفال العراق الذين يجهلون حجم صادرات نفط بلادهم كما يجهله حتى الكبار من ابناء وطنه ، ولا يعلم ان له تشريعات عالمية تؤكد احقيته في الحياة الحرة الكريمة ، عندما نتحدث مع هؤلاء الصغار نجد ان معنى الطفولة وكل صفاتها قد غابت عنهم ، فهم يتحدثون كرجال اصحاب مسؤولية وواجبات ، اين هؤلاء من يوم الا حتفال بيومهم العالمي وهم يصعدون الباصات لبيع قناني الماء البارد معرضين حياتهم لخطر الدهس .
اطفال العراق الجديد بعد تغير النظام السابق يجب ان يعيشوا حياة مرفهة وكريمة لا ان يقضوا طفولتهم بين اعمال شاقة في شوارع وورش تصليح السيارات وتنهال عليهم الشتائم والكلام الجارح البذيء من قبل رب العمل ، ولا غرابة ان نجد بعضهم وقد اصبح لقمة سائغة لاعمال ارهابية لا يدرك معناها بعد ان يرى ثمن عملية يجدها من البساطة بحيث يقبض ثمنها مبلغا يسد حاجة اهله .
اين منهم كل الدوائر والمؤسسات الخاصة بهم وواحدة من تلك المؤسسات ( مجلس الطفولة ) الذي لم يقدم لهم شيئا واين دوره في التخفيف عن كاهل هؤلاء الصبية ؟ وما هو دور منظمات المجتمع المدني العديدة والخاصة بالطفولة ، انها لم تحتفل حتى معهم بهذه المناسبة ! ومع علمنا ان هناك في كل وزارة لجنة خاصة بالمرأة والطفولة لكن كل تلك اللجان لم تكلف نفسها في اشعار هؤلاء الاطفال المساكين ان العالم يحتفل بهم في العام مرة واحدة ، لماذا لم تقم كل تلك اللجان ومعها منظمات المجتمع المدني الخاصة بالطفولة وحقوق الا نسان ووزارة المرأة والجهات المعنية الاخرى باقامة احتفالية صغيرة عامة في حدائق الزوراء مثلا تجمع فيها كل الاطفال المتواجدين في الشارع وتقدم لهم مبلغا بسيطا يشترون به ما يرغبون من لعب رخيصة ، لماذا لم تفكر كل تلك الجهات المعنية في ادخال الفرحة على قلوب الاطفال المحرومين من الفرح في يومهم العالمي ؟