مصادر تتحدث عن “معركة وشيكة تحسم الوضع في الفلوجة”
الرمادي – داود العلي:
كشفت مصادر عسكرية عراقية، امس، أن عشرات الجنود العراقيين في محافظة الأنبار لم يتمتعوا بأي إجازة خلال شهري نيسان وأيار، فيما أشاروا إلى أن “إيصال المؤن الغذائية للوحدات القتالية يتطلب تدابير أمنية شاقة وصعبة”.
وجاء ذلك، في وقت تحدث لجنة الدفاع البرلمانية عن “قرب موعد حسم معركة الفلوجة”، على الرغم من أنباء متواترة عن أن صفقة سياسية ستحسم الوضع القتالي في المنطقة”.
وقالت المصادر، في أحاديث مختلفة إلى مراسل “الصباح الجديد” في الرمادي، إن جنوداً عراقيين، من وحدات قتالية متمركزة في الرمادي وعلى حدود مدينة الفلوجة، لم يحصلوا على إجازات راحة منذ نحو شهر ونصف.
ونقلت المصادر عن جنود، إنهم أمضوا اكثر من 50 يوماً في القتال.
وقال جندي، “أنا هنا تحت جسر (…)، منذ 40 يوماً، لقد رفضوا منحي إجازة”.
وقال جندي آخر، “انتقلنا أخيراً إلى منطقة محاذية للحدود الشمالية لمدينة الفلوجة، بانتظار أوامر الاقتحام (…) بعضنا يتحصن في مواقع معينة، ولم نبارحها منذ فترة طويلة”.
وأوضحت المصادر العسكرية، أن “الجيش العراقي خاض في الأنبار معارك غير تقليدية، بعض الجنود لم يشتركوا بمثلها من قبل، وكان الاعتماد الأساس على جنود قناصين، ووحدات صغيرة مختصة بالاقتحام، ومثل هؤلاء لم يتمتعوا بالإجازات، إلا في فترات قصيرة”.
وأكدت المصادر، أن “بعض الجنود، الذي يحصلون على إجازة، يذهبون إلى منازلهم، ولا يعودوا”.
يشار إلى أن قوات وزارة الداخلية والدفاع رفعت استعداداتها إلى الإنذار ج، قبل إجراء الانتخابات، ومنعت الإجازات لمنتسبيها، فيما عززت من تواجد مفارزها على مدار 24 ساعة في تقاطع الطرق وتجمعات المواطنين قرب الأسواق والكليات والمدارس.
وذكر عدد من الجنود أن “الإجراءات الأخيرة منعتهم من التمتع بإجازاتهم وان بعضهم تمتع بإجازته ليوم واحد واخبروه بضرورة العودة والالتحاق بوحدته”.
في شأن متصل، قالت المصادر، إن إيصال المؤن الغذائية للجنود يتطلب تدابير أمنية خاصة وشاقة.
وأشارت المصادر إلى أن “وحدات للحماية ترافق عربات نقل الغذاء إلى وحدات المرابطة، ونقاط التفتيش الثابتة والمتحركة، وبعض المناطق السكينة التي تحولت إلى ميدان قتال شرس”.
ومضت المصادر إلى القول، “لقد خسرنا عددا من الجنود المكلفين بنقل الغذاء، حيث يتم استهدافهم بالقاذفات أثناء تسليم المؤن للجنود، كما تعرض عدد آخر إلى الاختطاف”.
إلى ذلك، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع حاكم الزاملي قرب حسم معركة الفلوجة وتطهيرها من المسلحين.
وقال الزاملي إن “الأمور بدأت تنجلي، والجيش سيسيطر على الفلوجة بسبب الصراعات الداخلية بين القاعدة وداعش وهروب عناصر الأخير الى سوريا باتجاه صحراء الانبار مع وجود الضغط لحسم المعركة ومعاجلة غرق المناطق القريبة من بغداد لاسيما بعد انتهاء الانتخابات وانشغال الجيش بها”.
وأضاف ان “المعركة اصبحت امرا واقعا بعدم تنصل أي احد عن امن الفلوجة”، مرجحا “حسم المعركة في الايام المقبلة لمدينة الفلوجة التي يقطنها الان عدد قليل من المدنيين”.
وأشار الزاملي الى ان “هروب عناصر داعش من الفلوجة سيفتح الباب امام الجيش بدخول المدينة دون مقاومة”.
في السياق ذاته، كشفت مصادر أمنية رفيعة، استعداد الجيش العراقي لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في محيط مدينة الفلوجة، التابعة لمحافظة الانبار.
وقالت المصادر، إن “الجيش العراقي استكمل تحشيداته لشن عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف عددا من البؤر المتوترة في محيط مدينة الفلوجة”، موضحا أن “العمليات ستشمل منطقة الكرمة التي يعتقد أن مسلحين يتحصنون فيها منذ شهور”.
واضافت المصادر، أن “تعزيزات عسكرية كبيرة، وصلت الى مراكز تجمع قوات الجيش العراقي قرب منطقة الكرمة، وقرب الحي العسكري في الفلوجة، استعدادا لتنفيذ عمليات دهم وتفتيش فيها”، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة العراقية الفضائية، ان قوات الجيش تستعد لشن عمليات عسكرية لضرب تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، ما يعرف اختصاراً بـ”داعش”، في مناطق متفرقة من البلاد. من جهته، ذكر مصدر أمني أن “قوات الجيش تستعد لشن عمليات عسكرية في مناطق الكرمة ودويليبة وابراهيم بن علي والعويسات الواقعة بين الأنبار وبابل، وذلك لـ “تطهيرها من عناصر تنظيم داعش الارهابي”.