وداد ابراهيم
دعتني إحدى الصديقات خلال ايام العيد للذهاب إلى (الكاريوكي) من دون أن أعرف أي شيء عن هذا الفن في العراق، وفوجئت بأني أدخل الى قاعة تزدحم بصبية وشباب لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر او أكثر. كانت هناك موسيقى وأغانٍ. وقالت: “إن كنت ترغبين الغناء يمكنك الآن أن تغني على مسرح القاعة”.
الشاعرة (إيمان السما) ذكرت انها: “حضرت لأكثر من مرة مع جمهور (الكاريوكي)، واستمتعت جداً بالمواهب الشبابية التي تقف بجرأة على المسرح، وكأننا أمام تجربة الأداء، لكن من دون أن يكون هناك حكام أو مقدم للبرنامج أو شروط، ما يجعل المكان محط إعجاب وجذب لمن يجد في نفسه حب الغناء، علماً إن الموهبة ليست شرطاً لارتقاء المسرح، حتى وإن لم يكن الصوت يصلح للغناء، وهذا يعني أن (الكاريوكي) فن انطلاق الذات وانطلاق المواهب وإطلاق الطاقة التي يمتلكها الشاب”.
تقول سماح كريم “طالبة جامعية”: ” فوجئت بعرض فني رائع حين ارتقى المسرح أحد الشباب، واخذ بيده الميكرفون وبدأت الموسيقى تعزف إحدى الأغاني الأجنبية من خلال جهاز موسيقي، وكان يغني باللغة العربية، ليرتقي آخر ويقدم أغنية للمطربة الاميركية (بيونسيه)، والمثير اني لم اسمع تعليقا أو صفيرا أو أي تصرف غير لائق.
وأضافت: “الحفل يبدأ عصراً وينتهي الساعة العاشرة ليلا، وأجد أن هناك إقبالاً كبيراً من الشباب، وتحديدا شريحة تهتم بالموسيقى والغناء الكلاسيكي، بعضهم من طلبة كلية ومعاهد الفنون الجميلة واقسام الموسيقى”.
(رنا علي) مهتمة وحريصة على حضور حفلات (الكاريوكي) قالت: “قد يتوارد إلى الاذهان سؤال مهم، وهو هل (كاريوكي) وجد لسد فراغ الشباب أم لتأكيد ذواتهم وعرض مواهبهم؟ هو فن موجود في الكثير من دول العالم، إذ يقوم الشباب بتأكيد مواهبهم بحفظ الأغاني وتقديمها بطريقة ابداعية اذ يتم الاستعانة بموسيقى الاغاني فقط احيانا يستعينون بكلمات الاغنية مكتوبة واحيان اخرى يرتبون معها كلمات عربية يبتدعها المغني، وهذا بحد ذاته إبداع يمنح للشباب فرصة للتعبير عن أنفسهم، علماً أن الانترنت وشبكة التواصل الاجتماعي كانت السبب لدخول هذا النوع من الغناء إلى بغداد، وهو أيضا دليل على انسجام الشباب مع الثقافات الأخرى. وهنا مكان لا يحتاج فيه الشاب الى بطاقة ولا لدفع مبلغ للقاعة في حال أراد المشاركة والغناء، كل شيء فيه مجاني. ويمكن ان يكون اللجوء الى هذا النوع من النشاطات لسد الفراغ بعد (جائحة كورونا) وتحويل التعليم إلى الكتروني ما خلق فراغاً كبيراً لدى الشباب تحت ظل البطالة”.
الشاب مهند (طالب معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى) قال: (الكاريوكي) كلمة يابانية تعني أوركسترا، وهو نوع من الغناء يغني فيه الشخص مع موسيقى مسجلة على ان تعرض كلمات الاغنية على شاشة أمام المغني، وليس له شروط في مرحلة الصوت والأداء لأنه أداء عفوي، وأي أحد يجد في نفسه رغبة في الغناء يرتقي المسرح وسط القاعة ويغني، وهو فن جديد في بغداد، وقد حضرت اليوم للاستمتاع بالمواهب الشبابية وتشجيع أصدقائي المشاركين في الحفل”.
الكاريوكي في بغداد.. ملاذ الشباب لتأكيد ذواتهم
التعليقات مغلقة