الصباح الجديد – متابعة:
من المعروف ان الاضطراب في النوم أو النوم المتقطع يعود سلباً على صحة الانسان النفسية والجسدية. لعدم الحصول على نوم مريح خلال الليل، أو النهوض مبكراً بغير المعتاد، ما يؤثر على نشاطه خلال النهار. وتختلف أسبابه وعلاجاته من شخص لآخر حسب حالته وظروفه.
وبغض النظر عن اسباب النوم المتمثلة بالقلق او الأرق الذي يصيب الكثير منا ويتسبب بمشكلات صحية، فمن المعروف ايضا أن النوم الجيد ليلا له تأثير إيجابي على صحتنا الجسدية والعقلية، ويمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب والتوتر.
وهذا ما اكدته دراسة جديدة أوردت أن النوم العميق له أيضا قدرة على إزالة «النفايات» بفضل قوة ترميمية.
ووفقا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، فإن ليلة نوم جيدة تحدد بست إلى تسع ساعات نوم، وأكدت الدراسة الجديدة مدى أهمية الحصول على ساعات النوم الجيد هذه، لأنه «ينقي العقل» عن طريق إزالة السموم الخطيرة من الدماغ.
وهذا يشمل البروتينات السامة التي قد تؤدي إلى أمراض تنكسية عصبية مثل باركنسون والزهايمر، ما يشير إلى أن النوم العميق يمكن أن يكون مفتاحا للحفاظ على صحة الدماغ.
وفي الدراسة، فحص الباحثون من جامعة نورث وسترن في شيكاغو نشاط دماغ ذباب الفاكهة وسلوكه.
وفي حين أن الحشرات قد تبدو مختلفة تماما عن البشر، فإن الخلايا العصبية التي تتحكم في دورات النوم والاستيقاظ للذباب تشبه بشكل مدهش تلك الخاصة بنا.
ولهذا السبب، غالبا ما يستعمل ذباب الفاكهة ككائنات انموذجية للنوم والأمراض التنكسية العصبية.
وفي الدراسة، قام الفريق بفحص تمدد خرطوم النوم، وهي مرحلة نوم عميق في ذباب الفاكهة تشبه النوم العميق عند البشر.
وخلال هذه المرحلة، وجد الباحثون أن ذبابة الفاكهة تمد وتسحب بشكل متكرر خرطومها (أنفها) في حركة ضخ.
وأوضح الدكتور رافي ألادا، كبير مؤلفي الدراسة: «حركة الضخ هذه تنقل السوائل ربما إلى نسخة الكلى من الذباب. وتظهر دراستنا أن هذا يسهل إزالة النفايات ويساعد في التعافي من الإصابات».
ثم أضعف الفريق النوم العميق للذباب، ووجدوا أن الحشرات كانت أقل قدرة على إزالة الصبغة المحقونة من أنظمتها، وكانت أكثر عرضة للإصابات المؤلمة.
وقال الدكتور ألادا: «قد يحدث التخلص من النفايات في أثناء الاستيقاظ والنوم ولكن يتم تحسينها بشكل كبير في أثناء النوم العميق».
ويأمل الباحثون أن تساعد النتائج في كشف لغز سبب حاجة جميع الكائنات إلى النوم.
وأضاف الدكتور ألادا: «ما توصلنا إليه من أن النوم العميق يلعب دورا في إزالة النفايات في ذبابة الفاكهة يشير إلى أن التخلص من النفايات هو وظيفة أساسية تطورية محفوظة للنوم».
وهذا يشير إلى أن التخلص من النفايات ربما كان نتيجة للنوم في السلف المشترك للذباب والبشر.
وأشار ألادا: «من خلال تحديد الوقت الذي تحتاجه للاستيقاظ، يمكنك تحديد جدول منتظم لوقت النوم. من المهم أيضا محاولة الاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم. في حين أنه قد يبدو فكرة جيدة أن تحاول تعويض النوم بعد ليلة سيئة، فإن القيام بذلك بشكل منتظم يمكن أن يعطل روتين نومك أيضا».
ينسب إلى عمر الخيام قوله في رباعياته «فما أطال النومُ عمرا.. ولا قصّر في الأعمار طول السهر»، ولكن المعطيات الطبية الحديثة تؤكد عكس ذلك تماما، فقلة النوم لها مضاعفات تشمل تقليل مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وخفض العمر المتوقع للشخص.
وربما تكون لديك أسبابك للإصرار على النوم لفترة أقل، كإنجاز المزيد من الأعمال، ولكن قسم طب النوم في كلية طب هارفارد بالولايات المتحدة يؤكد ايضا إن الإنتاجية التي تحصل عليها من تقليل ساعات النوم سرعان ما تتلاشى نتيجة تأثيرات قلة النوم السلبية عليك، مثل تراجع القدرة على التركيز، واضطراب المزاج، وانخفاض قدرة الدماغ على القيام بالوظائف العقلية العليا.