الصباح الجديد – متابعة:
جسم المراهق يتعرض لتغيرات بدنية كثيرة يجب تدعيمها بتناول النظام الغذائي الصحي والمتوازن، ما يساعد على الحصول على الطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجها من الأطعمة والمشروبات ، الأمر الذي يسمح لنمو جسم المراهق وتطوره بشكل ملائم
والمراهقة مرحلة مهمة في حياة الفرد، فهي بداية تحول الفرد إلى مرحلة النضج واكتمال النمو، وتبدأ مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة، لذلك تتميز بالنمو السريـع، والـذي يحتـاج بـدوره إلـى الاهتمـام بالجانـب الغذائـي الصحـي للمراهـق.
خبيرة التغذية الدكتورة عاليا صلاح تقول ان تناول الأكل الصحي لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة المفضلة للمراهق، لكنه يعني تناول الأطعمة المختلفة والتقليل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات، أو تناولها في أوقـات أقـل وبكميـات أقـل.
واكدت الدكتورة عاليا صلاح ان الغذاء الصحي المتكامل للمراهق، غني بالبروتين والكالسيوم والفسفور وفيتامين «د» والمعادن، وعلى المراهق تناول الاغذية الغنية بالكالسيوم مثل الحليب والجبن والبر، إضافة إلى الأسماك، وعصير البرتقال مع الفاكهة والخضروات الملونة.
واوضحت ان فيتامين «د» مهم جداً لتقوية العظام، وهو يعمل على امتصاص الكالسيوم في العظام، ونقصه يسبب العديد من المشكلات الصحية الظاهرة والكامنة من الاكتئاب أو سقوط للشعر، كما أن نقص هذا الفيتامين يجعل الشخص عرضة للإصابة بالأمراض المناعية.
كما اكدت على اهمية الحمض الدهني «الأوميجا 3» الذي يلعب دوراً كبيراً في تحسين التركيز والنمو العقلي والذهني لدى المراهق، ويوجد في المكسرات مثل الجوز واللوز والفستق السوداني والبندق، والأفوكادو والأسماك مثل السالمون والتونة.
وقالت انه لابد من الابتعاد عن إتباع ريجيم قاسٍ أو خاطئ في هذه الفترة الحرجة «مرحلة المراهقة» التي يبدأ الجسم ينمو فيها بصورة سريعة جداً، ويحتاج إلى عناصر غذائية بكميات مناسبة.
أسلوب الغذاء الخاطئ يؤدي إلى السمنة، وعلى الأم الاهتمام بمواجهة هذه المشكلة عن طريق نظام صحي سليم مناسب، بحيث يكون متوازن العناصر الغذائية، مع الاعتماد على رياضة مناسبة، وضرورة تناول وجبة الإفطار التي تنشط عملية التمثيل الغذائي على مدار اليوم حسب الدكتورة عاليا صلاح.
واوضحت ان الامتناع عن تناول الوجبات السريعة والجاهزة، وكذلك اللحوم المصنعة، والتي يلجأ إليها المراهق من باب الاستسهال، وطلب الأكل من خارج المنزل، هنا على كل أم إعداد أطعمة صحية ووضعها في إناء الحفظ بأشكال مبتكرة، وإعطاؤها للمراهق وهو خارج المنزل.
واقترحت استبدال العصائر الطبيعية بالجاهزة، فائدتها أكبر وسعراتها أقل، وخطأ الأهل الأكبر، تعبئة البراد بطعام غير صحي من مقليات وسكريات وحلويات، حتى لا تتسبب سمنة المراهق في إصابته بأزمة نفسية.
وشددت على الوالدين بعدم استعمال أسلوب التأنيب واللوم للمراهق على زيادة وزنه، كي لا ينشأ ضعيفاً يفتقد الثقة في نفسه، بل الوقوف بجانبه ومعالجة المشكلة معه ووضع بدائل غذائية صحية بالثلاجة. وان لا مانع من تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم، مع الامتناع عن تناول الأكل أمام التليفزيون، والتقليل من تناول المعجنات، وتوجيه الابن لممارسة رياضة محببة بشكل منتظم.
وهناك عدة نقاط اشارت اليها عاليا صلاح يجب ان ينتبه اليها الاهل قبل ابنهم او ابنتهم خلال المرحلة العمرية الحرجة هذه:
أولاً: تخطي وجبات الطعام لا يساعد على فقدان الوزن وليس جيداً، لأن الجسم يمكن أن يفتقد بعض المواد الغذائية الأساسية.
ثانياً: إن الفاكهة والخضراوات مصادر جيدة لعديد من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم في أثناء فترة المراهقة، يفضل تناول خمسة انواع من الفواكه والخضراوات يومياً.
ثالثاً: التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات عالية الدهون والسكريات والأملاح مثل الحلويات ولوح الشوكولاتة والكعك والبسكويت والمشروبات السكرية الغازية والمقرمشات. فالسعرات الحرارية الكثيرة تعمل على زيادة الوزن وفرط السمنة.
رابعاً: شرب ستة أكواب من السوائل يومياً، الماء والحليب منخفض الدسم هما الخيار الصحي. ويحتوي عصير الفواكه غير المحلى أيضاً على السكريات.
خامساً: الشعور بالتعب يعني أن الجسم بحاجة لمزيد من الحديد، والفتيات المراهقات أكثر عرضة لنقص الحديد، لأنهن يفقدن الحديد في أثناء الدورة الشهرية، ويكون الحصول على الحديد من اللحوم الحمراء وحبوب الإفطار الغنية بالحديد والخبز.
سادساً: يساعد فيتامين د على بقاء العظام والأسنان صحيحة، والحصول عليه من الشمس التي تعد المصدر الاساس والطبيعي له، وهو متوافر أيضاً في بعض الأطعمة مثل البيض واللبن والكبد والشوفان وسمك الماكريل، والفطر والخضروات الورقية والفاكهة.
سابعاً: يساعد الكالسيوم في بناء العظام والأسنان، فالحليب ومنتجات الألبان الأخرى والخضروات الورقية من المصادر الجيدة للحصول على الكالسيوم.