على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لقادة العالم
متابعة ـ الصباح الجديد:
قال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن بلاده ليست بحاجة إلى سلام مع إسرائيل لمواجهة إيران، لكن سياسات إيران العدوانية على مدى ثلاثة عقود أزعجت العديد من الدول العربية وجعلتها تنظر إلى علاقتها مع إسرائيل بـ”نظرة مختلفة”.
وأشار قرقاش في تصريحات لوكالة أسوشيد برس على هامش الاجتماع السنوي الافتراضي للجمعية العامة للأمم المتحدة لقادة العالم، إلى أن هذا ربما لم يكن نية إيران، لكن أفعالها كان لها تأثير كبير في المنطقة.
وأضاف: “الشيء الوحيد الذي أريد أن أقوله هو أنه لو نظر الإسرائيليون بشكل أكثر استراتيجية إلى هذه العلاقات، ستفتح لهم المزيد من الأبواب”، وتابع “إذا نظروا إلى الأمر بطريقة تجارية للغاية، أعتقد أنه لن يرسل فألا جيدًا لتطبيع العلاقات مع العديد من الدول العربية”. وأوضح أن رسالة الإمارات إلى إسرائيل هي “استغلال هذه الفرص والبناء بشكل استراتيجي، والتفكير على المدى الطويل بدلاً من المدى القصير”.
وبعد شهر من توقيع الاتفاق الدبلوماسي مع إسرائيل الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في البيت الأبيض، أكد قرقاش أن البلدين يتفاوضان على “ما يمكن تسميته علاقات ثنائية طبيعية”، مشيراً إلى أن الإمارات أرسلت عدة اتفاقيات إلى الإسرائيليين بشأن حماية الاستثمارات والازدواج الضريبي والإعفاءات من التأشيرات والخدمات الجوية، وقال: “نحن ننتظر ردهم علينا، لأنه من الضروري أن تُبنى العلاقة على هذه الأسس المتينة”.
أما عن قرار التطبيع مع إسرائيل، فأكد قرقاش ان حكومة بلاده رات أن ذلك مفيد لها من الناحية الاستراتيجية، وأن هذا سيساعد الإمارات على التواجد عالميا.
ولفت إلى أن حكومة بلاده توقعت أن تحصل هذه الخطوة على دعم وتأييد أوروبا والحزبين في الولايات المتحدة، وروسيا والصين والعديد من الدول الأخرى في أفريقيا وآسيا.
ووصف الوزير الإماراتي رد الفعل الإيراني بأنه “مقلق للغاية”، ووصف معارضة تركيا للاتفاق بأنها “نفاق محض”، متهماً أنقرة بـ “محاولة استغلال المحنة الفلسطينية لاعتبارات إقليمية ضيقة”.
وأشار إلى أن 550 ألف إسرائيلي زاروا تركيا العام الماضي، وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 3 مليارات دولار سنويا، وأن أنقرة لديها سفارة في إسرائيل منذ عقود. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، انتقد الإمارات والبحرين، لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في خطابه السابق أمام الجمعية العامة في وقت لاحق من يوم الجمعة، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي في أوائل العام المقبل لإطلاق “عملية سلام حقيقية”.
وقال قرقاش إن الإمارات توقعت معارضة فلسطينية، مضيفاً أن الإمارات لا تزال تدعم حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتختلف مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سياسيا. وتابع “لكننا نحتاج إلى فتح قنوات اتصال لأن التجربة العربية المتمثلة في عدم وجود اتصال مباشر مع إسرائيل لم تسفر عن أي نتائج”، وأشار “ الفلسطينيون غاضبون الآن، لكنني أعتقد أنهم سيرون فائدة على المدى المتوسط”.