“«أوروتش رئيس»” والتدريبات
متابعة ـ الصباح الجديد :
في أحدث حلقة بمسلسل التصعيد في شرق البحر المتوسط، قالت تركيا، إن سفينتها الاستكشافية “أوروتش رئيس” ستجري الآن عمليات مسح زلزالي في المنطقة حتى 12 سبتمبر، وهي خطوة من المرجح أن “تؤجج التوتر” في المنطقة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتطلع لتلقي أخبار سارة بخصوص أعمال التنقيب التي تقوم بها شرقي المتوسط، وذلك على الرغم التوترات بسبب أنشطة تركيا، على خلفية رفض اليونان وقبرص ومصر لأنشطة أنقرة في تلك المنطقة.
وأضاف أردوغان، حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية الرسمية الأناضول، امس الاول الاثنين، أن “اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز في البحر الأسود أظهر خصوبة ما تحت المياه، “ننتظر أنباء سارة من بحارنا هذا العام”.
وتابع الرئيس التركي، أن “سفينة الريس عروج (Oruç Reis) تواصل أعمال المسح والتنقيب بكل عزيمة شرق المتوسط، وآمل أن نتلقى أخبارا سارة”، بحسب تعبيره، مشددًا على أن “تركيا مصممة على الدفاع عن حقوق شعبها وحقوق القبارصة الأتراك في البحار إلى آخر مدى”، وفقًا للأناضول.
وأوضح “لن نتهاون مطلقا تجاه أعمال القرصنة وقطع الطرق في بحري إيجة والمتوسط فنحن لا نأكل حقوق أحد ولا نسمح بهضم حقوقنا”، “لا يمكن لأحد أن يحبس بلادنا صاحبة أطول ساحل بالبحر المتوسط في نطاق شواطئ أنطاليا (التركية)”.
وتابع أردوغان قائلا، “أنصح الذين يستعرضون عضلاتهم ضد تركيا بتحريض من المستعمرين القدماء أن يقرأوا تاريخهم القريب مجددا”.
وتركيا واليونان، العضوان في حلف شمال الأطلسي، على خلاف شديد بشأن مطالب متعلقة بالموارد الهيدروكربونية في المنطقة. واستند الخلاف على وجهات نظر متضاربة بشأن امتداد الجرف القاري في المياه التي تنتشر فيها معظم الجزر اليونانية.
وأجرى الجانبان تدريبات عسكرية في شرق البحر المتوسط، مما يسلط الضوء على احتمال تصاعد الخلاف حول امتداد الجرف القاري.
وأصدرت البحرية التركية إشعارا جديدا، امس الاول الاثنين، قالت فيه إن عمل السفينة “أوروتش رئيس” سيستمر حتى 12 سبتمبر. وكان من المقرر سابقا أنيعمل حتى الأول من سبتمبر.
وفي سياق منفصل، قالت تركيا أيضا إنها ستجري تدريبات عسكرية قبالة شمال غرب قبرص حتى 11 سبتمبر.
وقد بات التصعيد شرقي المتوسط، مفتوحا على كل الاحتمالات، لكن الاحتمال المفضل للاتحاد الأوروبي هو الحوار.
وهو احتمال مشروط بامتناع تركيا عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب.وأبقى الاتحاد الأوروبي الباب مفتوحا أمام إجراءات أخرى، في حال تعنت أنقرة، وعدم تحقيق نتاج عن طريق الحوار، أبرزها عصا العقوبات ضد تركيا، وهو موقف أكد عليه وزير الخارجية الفرنسي الذي قال إن الاتحاد الأوروبي مستعد للحوار، ولكنه مع ذلك مصمم على إظهار الحزم الأكبر، إذا لزم الأمر، بما في ذلك فرض العقوبات.
ورغم أن ألمانيا، التي ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا، لعبت دورا شبه البعض بدور الوسيط في حلحلة الأزمة في الآونة الأخيرة، فإن موقفها اليوم لا يختلف عن الفرنسي.
وقد شدد وزير خارجيتها على أهمية الحوار، لكنه أكد التزام بلاده بالدفاع عن اليونان في وجه الانتهاكات التركية.
ورغم تلويح الاتحاد الأوروبي بعصا العقوبات فإنه لا يمانع في منح بعض الجزر لتركيا إذا انخرطت في حوار جدي، لوقف التصعيد.
وحسب مصادر دبلوماسية أوروبية فإن الاتحاد قد يدفع في اتجاه احراز تقدم على صعيد اتحاد جمركي جديد ومزيد من الأموال لبرنامج اللاجئين، حسب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين.