البنتاغون: تركيا أرسلت 3800 “مرتزق” سوري خلال الربع الاول من هذي السنة
متابعة ــ الصباح الجديد :
قلل رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، خالد الترجمان، امس السبت، من فرص نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في السعي لكسب الود الأمريكي وتأمين الغطاء الدولي له وغض الطرف عن تدخله العسكري في ليبيا.
كلام الترجمان، جاء تعليقاً على ما ذكرته الرئاسة التركية في بيان مؤخراً، حول اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره أردوغان، بحثا خلاله أبرز المستجدات وخاصة الملف الليبي.
وأشارت الرئاسة التركية إلى أن “الطرفين اتفقا على التعاون الوثيق من أجل تحقيق استقرار دائم في ليبيا”.
وقال “الترجمان” إن “الأيام القادمة ربما ستكون محملة بكثير من الأحداث، ومسألة محاولة إيجاد أردوغان غطاء بالنسبة له يحميه على الأقل دولياً لغض الطرف عما سيقدم عليه من مغامرة باتجاه خليج سرت وباتجاه الموانئ والحقول النفطية من سرت حتى جدابيا، وهذا أمر يعلم أردوغان تماماً أنه محفوف بالمخاطر ومحفوف بالقدرات المصرية والتصدي المصري لهذه التقدمات”
ولا يقتصر الأمر على المحاولات التركية لشد الطرف الأمريكي إلى صفها بتدخلها في ليبيا، بل تحاول حكومة “الوفاق الوطني” التي يترأسها فايز السراج والمدعومة من تركيا، التماهي في المواقف التركية لكسب ود الطرف الأمريكي.
ووصف “الترجمان” تلك المحاولات التركية بأنها “عبثية” وأن أمريكا لن تهتم لكل هذه المحاولات التركية.
وخلص تقرير جديد لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أن تركيا أرسلت آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، في أول تعليق من الوزارة على أنشطة أنقرة الهادفة إلى تغيير موازين القوى في النزاع الليبي.
ويأتي التقرير في وقت يتصاعد به الصراع في ليبيا، مع الإصرار التركي على دعم الميليشيات المتطرفة التي تعمل لصالح حكومة فائز السراج في طرابلس.
تقرير البنتاغون الفصلي بشأن عمليات مكافحة الإرهاب في إفريقيا الذي صدر الخميس الماضي، يكشف أيضا طبيعة “مكافآت” تركيا للمقاتلين، حيث دفعت أموالا وعرضت الجنسية على آلاف المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات طرابلس المتشددة.
وقدرت وزارة الدفاع الأميركية أعداد المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم أنقرة إلى طرابلس في أشهر يناير وفبراير ومارس، بين 3500 و3800، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في آخر إحصاء له إن تركيا استعانت بأكثر من 16 ألف مقاتل حتى الآن، من جنسيات مختلفة
ومن جهة أخرى، كشف التقرير أن أنقرة نشرت “عددا غير معروف” من الجنود والمستشارين العسكريين الأتراك في ليبيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
والجمعة كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أجهزة الاستخبارات التركية نقلت مئات المسلحين من تنظيمات إرهابية، يحمل معظمهم الجنسية التونسية، من الأراضي السورية إلى ليبيا خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضح المرصد أن أنقرة نقلت أكثر 2500 من عناصر تنظيم “داعش”، ممن يحملون الجنسية التونسية إلى ليبيا، بأوامر من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقا لإحصاءاته الخاصة.
وكان المرصد كشف الأسبوع الماضي عن أن “الأتراك شرعوا في نقل دفعة جديدة من الإرهابيين، من غير السوريين، الموجودين في مناطق الاحتلال التركي بسوريا إلى ليبيا، مثل مناطق درع الفرات”.
وكان بين هؤلاء جنسيات من دول في شمال إفريقيا، وفقا لمدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وأشار المرصد إلى أن هؤلاء سيشاركون في القتال إلى جانب ميليشيات حكومة السراج ضد الجيش الوطني الليبي، وقال إن إرسال تركيا الإرهابيين إلى ليبيا “أصبح نهجا عاما لدى أنقرة”.
وبالتوازي مع ذلك، استمر تدفق المرتزقة السوريون إلى ليبيا لكن بأعداد أقل من السابق، وفق المرصد الذي قال إجمالي المرتزقة السوريين في الدول الإفريقية العربية وصل إلى 16 ألفا، عاد منهم نحو 5 آلاف إلى سوريا.
وبلغت حصيلة القتلى في صفوف الميليشيات الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 470 مقاتل بينهم 33 طفلا دون سن 18 عاما.
وبحسب المرصد، فإن المرتزقة العائدين إلى سوريا يشجعون العائلات الفقيرة على إرسال أبنائهم، لا سيما الأطفال، إلى القتال في صفوف المرتزقة بليبيا، مستغلين حالة العوز التي تعيشها.
وأكد أن من بين المرتزقة 340 طفلا جرى تجنيدهم من قبل الميليشيات الموالية لتركيا، سواء من عفرين أم مخيمات النزوح، تحت مغريات مالية من طرف جماعات موالية لأنقرة مثل “السلطان مراد” و”سليمان شاه”.