د.احمد رياض
يعلو الحديث عن الاندية الرياضية في مجتمعنا عن أي حديث اخر لمقياس النجاح والفشل كونها خلايا التماس الحقيقي بالموهبة الرياضية، وعلى وفق الاداء الذي تقدمه فرقها وتشكيلاتها الرياضية بمختلف الالعاب يكون قياس العمل الرياضي الحقيقي مع توافر الاجواء والمستلزمات التي تتيح لها الظهور بافضل صورة ، ومن هنا تبرز الحاجة الحقيقية لاعتماد معايير الجودة في عمل الاندية وتكاملها بالصورة المثلى الذي يجعل من النادي الرياضي مؤسسة حقيقية محصنة اداريا واقتصاديا وفنيا، يتيح لنا إمكانية إطلاق مصطلح الاحتراف التكاملي عليه.
لكن، ومع مرارة ما سنتناوله كونه حقيقة محسوسة بالعموم وتكمن في انب المعيار الحالي السائد في وسطنا الرياضي لتقييم النجاح أو الفشل في أي ناد، هو تحقيق البطولات والعلامات الكاملة في المشاركات التنافسية ، وقد يكون هذا المعيار من الناحية العاطفية مقبولاً، لكن من الناحية العلميةفي الإدارة الرياضية لا يُعتد به ولا يُعتمد عليه، لأنه لا يقيس جودة الأداء بأسلوب علمي والعكس هو الصحيح، إذ يكون الاعتماد مدمرا باستجلاب الابطال الرياضيين او سلوك طرق غير مشروعة تجيز لهم تحقيق الإنجاز وتشويش الرأي العام على انه إنجاز متحقق بصورة تامة .
الحقيقة وما يجب ان نقر به اليوم هو غياب مفهوم “الجودة الشاملة” في الأندية، ما يجعلها تُدار بعشوائية، في ظل غياب مقياس يحدد معايير العمل لضمان الرقابة وتقييم الأداء بشكل دوري، إذ لم تعد مشكلة الرياضة والاندية في العراق مشكلة مسميات لأندية بإسم مدينة أو قضاء وهيكل نموذجي للاعضاء ، لكن أصبحت في الجوانب الإدارية وكيفية تنظيم عمل تلك الاندية ومشروعية وامكانية الموجودين فيها والاستفادة القصوى والفعالة من تلك الإمكانات (البشرية، المادية) ، إذ أثرت بشكل جليّ وواضح على المؤسسات الرياضية وعلى الخدمات المختلفة المقدمة من طرف هذه المؤسسات واولها وزارة الشباب والرياضة، وبالتالي الوصول الى حلقة مهمة في التعامل معها عنوانها عدم الامكانية الفعلية في التعامل الموضعي مع العاملين فيها ،الامر الذي يؤدي إلى إعادة النظر في الأساليب و الممارسات الإدارية، بل واعادة التقييم الحازم لكي نتمكن من مسايرة أندية العالم حولنا، حتى وإن كان بعد مدة زمنية طويلة، كونهم سبقونا بمسافات شاسعة في ميدان العمل الاحترافي .
إن لإدارة الجودة الشاملة دور كبير في تحقيق الأداء المتميز في الإدارة الرياضية ومعيار صلب لعمل الاندية الرياضية في دول العالم المختلفة ،وتطبيق مبادئها على أرض الواقع يسهم بدرجة كبيرة في الارتقاء بها وتطويرها عن طريق مساهمتها في التحسين المستمر وتجنب الأخطاء والوقاية من الوقوع فيها، فضلاً عن الاستفادة المثلى من الموارد المادية أو البشرية المتاحة، دون الحاجة إلى تكاليف أو موارد إضافية تفوق إمكانات اية مؤسسة ساندة.
مما لا شك فيه، أن لكل ناد أهدافًا تسعى مجالس إداراتها لتحقيقها، ومن أجل قياس جودة العمل في الأندية نحتاج إلى معايير للجودة الشاملة، من أجل الانتقال لـ تقييم العمل في الأندية بعيداً عن الأحكام المجردة وإستناداً إلى مقياس علمي ذي معايير واضحة، تسهم في جودة العمل وعلاج السلبيات وتلافيها مستقبلاً.
إن الخلل الرئيس الذي تعاني منه أغلب أنديتنا يكمن في تحقيق الكفاءة والفاعلية الإدارية ، بسبب عدم تطبيق مفاهيم الإدارة الحديثة والتخطيط الاستراتيجي، والحوكمة لعلاج مشاكلها المالية وتحسين مواردها، ولا أستغرب أن بعضهم إذا ما إطلع على ما كتبناه هنا سيجد صعوبة في معرفة أهمية بعض المصطلحات المكتوبة في هذه السطور، في الإدارة بشكل عام والرياضية على وجه التحديد .
فالرياضة اليوم باتت صناعة ، والإدارة الرياضية منهج علمي لصناعة النجاحالرياضي، و ادارة الاندية والاتحادات يجب ان تحقق تطلعات الرياضيين والجماهير معا. اذ ان الممارسة الرياضية بمفهومها السائد الى الان ومنذ سنوات بعيدة لم تحدث الفرق والنجاحات التي ما زلنا نحلم بها وسنبقى، إذا أصررنا علي المضي بـ نفس النهج، فإن الذي سيحدث هو الهبوط الحاد إلى درجات مخيفة قد تعصف بالرياضة العراقية.
لذلك، بناءً على ما سبق ذكره يجب إحداث تغييرات سريعة بتظافر الجميع معامتلاكنا الكفاءات والموهبة وهو ما سيسهل علينا الانطلاق واللحق بالركب سريعا.
* وزير الشباب والرياضة