لوك اويل الروسية تواجه معوقات توفير العمالة في حقل غرب القرنة
بغداد – الصباح الجديد:
ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أن شركة لوك أويل، وهي ثاني أكبر شركة إنتاج نفط في روسيا، تواجه صعوبات في توفير عمالة لأصولها في العراق نظرا للقيود المفروضة لكبح تفشي فيروس كورونا.
وقالت الوكالة نقلا عن تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذي للشركة علي كبيروف للتلفزيون الرسمي “في العراق نواجه مشكلة استبدال عمال المناوبات، نتوصل إلى اتفاقات مع الموظفين لإبقائهم في مناوبات تستمر 60 يوما أو أكثر”.
وتدير لوك أويل حقل غرب القرنة 2 النفطي الذي يبعد 65 كيلومترا شمال غربي البصرة. وهو أحد أكبر حقول النفط في العالم وتقول الشركة إن احتياطي النفط فيه يبلغ نحو 14 مليار برميل.
وكانت مجموعة لوك أويل النفطية الروسية فازت بعقد تطوير وإدارة حقل القرنة عام 2010، وأعلنت في ديسمبر 2013 أنها ستنتج كمية من النفط اقل مما كان مقررا بناء على طلب من بغداد التي تخشى انخفاض سعر النفط.
وبلغت المبالغ التي انفقت على تطوير الحقل حتى عام 2014 ثلاثة مليارات ونصف دولار.
ويملك العراق احتياطي نفطي مؤكد يبلغ 143 مليار برميل، و3.2 ترليون متر مكعب من الغاز، وهي من أكبر الاحتياطيات في العالم.
في السياق، قال موقع Iraq Oil Report المتخصص بمتابعة أخبار النفط العراقي، أن العراق سيواجه تعقيدات فنية ومالية كبيرة حينما يبدأ بخفض إنتاج النفط دعما لاتفاق أوبك سحب ما يقرب من 10 ملايين برميل يوميا من السوق لمواجهة انخفاض أسعار النفط الخام.
وبحسب الموقع، لن يستطيع العراق تلبية اتفاق التخفيض في حصته إلا من خلال الاتفاق مع الشركات الدولية التي تدير حقول النفط، ويتوقع أن تواجهه مفاوضات صعبة مع تلك الشركات، بالنظر إلى أحكام العقود التي تحمي الشركات في مثل هذه الظروف.
والتزم العراق بتخفيض إنتاجه من النفط بنسبة تصل إلى 23 بالمائة ابتداء من الشهر المقبل، ما سيؤثر على الإنتاج الحالي الذي يبلغ معدله نحو 4.5 مليون برميل يوميا.
وخلال الشهر الماضي، أرسل العراق اقتراحا إلى جميع شركات النفط العالمية طالبا منها خفض ميزانيات تطوير حقول النفط بنسبة 30٪، إذ أثر انخفاض أسعار النفط على الإيرادات الحكومية، لكنه قال إن التخفيضات المقترحة لن تؤثر على إنتاج النفط الخام.
وتعمل الشركات الدولية في حقول النفط الجنوبية في العراق بموجب عقود خدمة تمنحهم سعرا ثابتا مقابل البراميل المنتجة، وتقوم الشركات بتطوير حقول النفط مقابل كلف تدفعها بغداد.
وخفضت شركات الطاقة في جميع أنحاء العالم الإنفاق بعد أن انخفض سعر خام برنت القياسي أكثر من النصف منذ بداية العام، فيما انهارت أسعار النفط بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي لتصل مستويات غير مسبوقة.
والشهر الماضي، قال مسؤولون عراقيون لرويترز إن انخفاض أسعار النفط أجبر وزارة النفط على مراجعة خططها بشأن كيفية سداد مستحقات شركات النفط العالمية خلال الأشهر الستة الأولى من العام.
ولا تزال الوزارة تنتظر ردا من شركات النفط على هذا الاقتراح.
وقال مسؤول كبير في شركة نفط البصرة التي تديرها الدولة لرويترز، إن العراق اقترح أن تقوم شركات النفط الدولية بخفض نفقاتها بنسبة 30٪ شريطة ألا تؤثر مثل هذه التخفيضات على مستويات إنتاج النفط في البلاد.
عالميا، مرّ وقت كان بوسع روسيا أن تستخدم فيه مبيعات الطاقة أو حظرها لجعل أوروبا ترتجف من البرد، ولكن العالم غارق اليوم في موارد الطاقة، وبانهيار أسعارها تجد روسيا صعوبة في الصمود، وفق مقال تحليلي على موقع”ماركت ووتش”.
ويقول كاتب المقال جوروج فريدمان، المتنبئ الجيوسياسي، إن أسعار النفط كانت في انخفاض بالفعل، ولكنها الآن انهارت بسبب وباء فيروس كورونا، وقلل انكماش الاقتصاد العالمي من الحاجة إلى الطاقة.
ويشير الكاتب إلى أنه في الثمانينات، ارتفعت ميزانية الدفاع الروسية مع محاولة موسكو مواكبة التطور العسكري الأميركي، لا سيما مشروع حرب النجوم الأسطوري، ومن ناحية أخرى، انخفضت أسعار الطاقة، وكان الروس يعتمدون بشكل كبير على مبيعات الطاقة.
وأضاف كانت روسيا واقعة في حالة من الوهم بين الإنفاق الدفاعي وانخفاض أسعار الطاقة، وهذا في نهاية المطاف قوض أساس الاتحاد السوفييتي.
ومن الصعب أن يصمد الروس في هذا الشتاء من المرض والفقر
ويضيف الكاتب أن روسيا تواجه اليوم التحدي القديم المتمثل في بناء الاقتصاد، وكان من الممكن أن يؤدي ظهور فلاديمير بوتن، العميل السابق في جهاز الاستخبارات السوفييتية (كي جي بي)، إلى موجة من التحديث. لكن ذلك لم يحدث.
وبدلاً من ذلك، تم تحويل رأس المال الاستثماري من أجل الربح خارج روسيا، ولم يتمكن بوتن، الذي كان يعتمد على القلة الحاكمة في سلطته، من القيام بما كان يعرف أنه يجب القيام به.
ومع مرور الوقت، ارتفعت قوته وكان الاستثمار ممكناً، ولكن مع بدء العملية في التسارع، انخفض سعر الطاقة ومعه أساس الاستثمار. وفي الأيام القليلة الماضية “تبخر كل شيء” حسب الكاتب.
ويشير الكاتب إلى أن الروس يقولون إنهم يعرفون كيف يبقون على قيد الحياة شتاء ً شاقاً طويلاً ولكن في مرحلة معينة من الوقت، ومع أن قيمة النفط تغطي جزءا صغيرا فقط مما تحتاج روسيا القيام به،من الصعب أن يصمد الروس في هذا الشتاء من المرض والفقر جراء انهيار أسعار النفط.