في غضون أسبوع.. 6.6 مليون أميركي بلا عمل
الصباح الجديد ـ وكالات:
تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في وضع ما لا يقل عن 16.8 مليون أميركي على قوائم البطالة في غضون ثلاثة أسابيع فقط، مما يؤكد السرعة المرعبة التي دفعت بها الأزمة اقتصادات العالم إلى شفا الركود التام.
في الوقت نفسه، يحذر قادة ومسؤولو الصحة في العالم بشدة من أن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مكافحة الجائحة يجب ألا تتعرض للخطر من خلال الاسترخاء عن التباعد الاجتماعي خلال عطلة عيد الفصح.
وأظهرت إحصاءات نشرتها الحكومة الأميركية، الخميس، أن 6.6 مليون عامل تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، إضافة إلى أكثر من 10 ملايين في الأسبوعين السابقين لذلك. وهذا يعني أن أكثر من 1 من كل 10 عمال أميركيين أجبروا على ترك العمل منذ بدء الأزمة.
وقد تكون الأرقام الحقيقية أعلى لأن زيادة طالبات البطالة قد طغت على مكاتب البطالة الحكومية في جميع أنحاء البلاد، ولم يتمكن بعض الأشخاص من الوصول عبر الهاتف أو الموقع الإلكتروني. وما زال من المتوقع خفض عدد الوظائف.
ويمكن أن يصل معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 15 في المئة – وهو رقم شوهد آخر مرة في نهاية الكساد – عندما تظهر أرقام شهر نيسان.
وفي هذا الصدد، حذرت منظمة المساعدة أوكسفام إنترناشونال من ارتفاع وشيك في الفقر العالمي، إذ قدرت أن نحو نصف مليار شخص في جميع أنحاء العالم يمكن دفعهم إلى براثن الفقر إذا لم تتخذ الدول الغنية إجراءات عاجلة.
وقال الدكتور أنطوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن الوباء سيتطلب تغييرات دائمة في سلوك الناس حتى يجري تطوير لقاح.
وتابع قائلا: “لا أحد يصافح أحدا مرة أخرى أعني، يبدو الأمر جنونيا، ولكن هذه هي الطريقة التي يجب أن يكون عليها الأمر حتى نصل إلى نقطة نعرف أن السكان فيها محميون.”
كما بدد الخبير الآمال في أن الطقس الأكثر دفئا في فصل الربيع سيضع نهاية للأزمة.
وأردف قائلا “لا ينبغي للمرء أن يفترض أننا سننقذ من خلال تغير في الطقس… يجب أن تفترض أن الفيروس سيستمر في القيام بعمل”.
ونقلت أسوشتد برس عن تشانغ قوله “بصراحة، نخسر أموالا كل يوم نفتح فيه”.
في الولايات المتحدة، قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه سيقدم ما يصل إلى 2.3 تريليون دولار من القروض الموجهة إلى كل من الأسر والشركات.
وفي أوروبا، من المقرر أن يقوم وزراء مالية منطقة اليورو التي تضم 19 دولة، بمحاولة أخرى للاتفاق على إجراءات لمساعدة التكتل على تجاوز الأزمة.
وفي العديد من البلدان الأوروبية، إذ تميل شبكات الأمان الاجتماعي إلى أن تكون أقوى مما هي عليه في الولايات المتحدة، فإن البرامج الحكومية التي تدعم أجور العمال تبقي الملايين من الأشخاص على كشوف المرتبات في أماكن مثل ألمانيا وفرنسا، بالرغم من وجود عدد أقل من ساعات العمل وأجور أقل عادة.
وفي السياق، قالت منظمة العمل التابعة للأمم المتحدة إن ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل يمكن أن تضيع في الربع الثاني من العام بسبب إغلاق الأعمال على خلفية تفشي الجائحة.
وفي ألمانيا، حثت المستشارة أنغيلا ميركل الشعب على تجنب السفر في هذا الوقت، قائلة “حتى الرحلات القصيرة داخل ألمانيا، إلى شاطئ البحر أو الجبال أو الأقارب، لا ينبغي القيام بها خلال عيد الفصح هذا العام”.
وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن المعابر الحدودية مع ألمانيا وبلجيكا يمكن إغلاقها خلال عطلة نهاية الأسبوع إذا كان هناك كثير من حركة المرور.
أما نيوزيلندا، فقد حذرت الشرطة الناس من عدم التوجه إلى مناطق العطلات لقضاء إجازة عيد الفصح وإلا فسيواجهون الاعتقال.
هذا وأوقفت البرتغال الرحلات الجوية التجارية في المطارات الدولية الخمسة للبلاد وأقامت نقاط تفتيش على الطرق الرئيسة لوقف زيارات عيد الفصح.
كما شددت اليونان القيود المفروضة على التنقل قبل احتفالات عيد الفصح الأسبوع المقبل، وكثفت من الحواجز على طول الطرق السريعة والطرق الثانوية، وضاعفت الغرامات بسبب انتهاك الإغلاق وحظر السفر بين الجزر.
واعترف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأن السلطات أصبحت رهينة للأزمة وفشلت في تزويد المستشفيات بالإمدادات الحيوية، بما في ذلك فحوص الفيروس والملابس الواقية للعاملين الطبيين.
وقال سانشيز “استجابت أوروبا في وقت متأخر. استجاب الغرب كله متأخرا، وإسبانيا ليست استثناء”.
وتتشكل صفوف انتظار طويلة أمام وكالات التوظيف في أميركا. وفي ميامي بولاية فلوريدا، اضطر مئات الأشخاص للانتظار ساعات ليتمكنوا من تقديم ملف بعد توقف الموقع الالكتروني المخصص بسبب العدد الهائل للطلبات.
وفي إطار الخطة الفدرالية الواسعة لدعم الاقتصاد، خصص 350 مليار دولار من القروض. وتجري مفاوضات بين الكونغرس والبيت الأبيض للإفراج عن دفعة ثانية بقيمة 250 مليار دولار، وهذا ما قد يجري إقراره خلال الأسبوع الجاري.
ورأى أعضاء في اللجنة النقدية للاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) في آخر اجتماع لهم نشر محضره الأربعاء أن الآثار السلبية قد لا تستمر المدة التي استغرقتها تبعات الأزمة المالية الكبرى في 2008.
وقالوا إن “الوضع الحالي لا يقارن بشكل مباشر مع الأزمة المالية التي حدثت خلال العقد الماضي”.
لكن الاقتصاديين يبدون متشائمين إذ يرون أن ارتفاع معدل البطالة إلى 4,4 بالمئة في آذار قد لا يكون إلا مقدمة لما ينتظر البلاد اعتبارا من نيسان.
ويتوقع محللو مجموعة باركليز أن يبلغ عدد طالبي الوظائف الجدد الأسبوع المقبل 5,5 ملايين شخص. وقالوا “حسب تقديراتنا ومع أن الطلبات تباطأت بالمقارنة مع الأسبوع الذي سبق، أرقام البطالة تواصل صعودها”.