الصباح الجديد – متابعة :
قال مسؤول في الخارجية الأميركية إن ديفيد ستيلويل، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون منطقة شرق آسيا، وجه «خطابا شديد اللهجة» للسفير الصيني لدى واشنطن كيو تيانكاي الذي اتخذ موقفا «دفاعيا واضحا». حيث استدعت الخارجية الأميركية السفير الصيني احتجاجا على تصريحات صينية ألمحت إلى أن الجيش الأميركي ربما يكون السبب في نشر فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية وسط تصاعد حدة التوترات بين البلدين بشأن مصدر انتشار الفيروس.
وأضاف أن الصين تسعى إلى التخفيف من وطأة الانتقادات الدولية الموجهة إليها لدورها في «انتشار الفيروس وإخفاء الأمر عن العالم».
وتابع: «نشر نظريات المؤامرة خطير ومثير للسخرية. ونحذر الحكومة (الصينية) من أننا لن نتسامح مع ذلك لحرصنا على صالح الشعب الصيني والعالم أجمع».
وعلى الرغم من تصاعد التوترات بين البلدين في هذا الشأن، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة بدور بكين في «تبادل المعلومات».
وردا على سؤال بشأن «الروايات الغريبة» التي جاءت على لسان بعض المسؤولين الصينيين، بدا ترامب وكأنه يحاول تبديد أي مخاوف في هذا الشأن. وقال الرئيس الأميركي إنه قرأ مقالا عن هذا الموضوع، لكنه يرى أن تلك المزاعم لا تعبر عن المناقشات المتبادلة بينه وبين الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأضاف ترامب، الذي وصف فيروس كورونا في خطاب وطني وجهه إلى الشعب الأمريكي الجمعة بأنه «فيروس أجنبي»: «إنهم يعلمون من أين جاء، وكلنا نعلم ذلك».
وبدأت التوترات بين واشنطن وبكين بسبب التصريحات بشأن منشأ فيروس كورونا بتغريدة للمتحدث باسم الخارجية الصينية زهاو ليجيانغ على تويتر تساءل فيها: «متى ظهرت أول حالة في الولايات المتحدة؟ ما هو عدد الحالات هناك؟ ما هي أسماء المستشفيات التي تتعامل مع تلك الحالات؟ ربما يكون الجيش الأميركي هو الذي أحضر الفيروس إلى ووهان. نرجو أن تتحلوا بالشفافية، وأن تنشروا ما لديكم من بيانات! وأعتقد أن الولايات المتحدة مدينة لنا بتفسير!»، وهي التغريدة التي نشرها زهاو باللغة الإنجليزية.
وتمثل التوترات الحالية الحلقة الأحدث من مسلسل الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة والصين التي تعكس تدهور العلاقات فيما بينهما في المدة الأخيرة بسبب مشكلات منها ما يتعلق بالشأن التجاري، وحقوق الملكية الفكرية، علاوة على مشكلات أخرى بين البلدين بسبب حرية الصحافة التي احتلت دائرة الضوء مع بداية تفشي فيروس كورونا. وجاءت تصريحات زهاو بعد أيام قليلة من تصريحات روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأميركي، قال فيها إن الصين كلفت العالم شهرين كان من الممكن أن يستغلهما في الاستعداد لمواجهة الفيروس.
وكانت مدينة ووهان الصينية هي نقطة انطلاق العدوى بفيروس كورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية «وباءً عالميا».
وأصاب الفيروس الجديد حوالي 127 ألف شخص على مستوى العالم، بينهم حوالي 81 ألفا في الصين. كما كان سببا في وفاة أكثر من خمسة آلاف شخص حتى الآن.
وواجهت الصين انتقادات مع بداية ظهور فيروس كورونا لمحاولتها إسكات بعض الأطباء الذين حذروا من الفيروس. لكنها منذ بداية يناير/ كانون الثاني الماضي بدأت تتخذ إجراءات شديدة الصرامة لاحتواء الفيروس، من بينها إغلاق مدينة ووهان وبعض المدن المجاورة لها في ولاية هوبي التي يبلغ عدد سكانها حوالي 60 مليون نسمة.
وأعرب مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركية، في وقت سابق عن استيائه حيال معوقات تواجه استجابة الولايات المتحدة للفيروس الجديد بسبب ما وصفه بأنه «بيانات غير وافية» من بكين. وأثار وعدد من السياسيين الأميركيين غضب بكين لاستعمالهم عبارة «فيروس ووهان» في الإشارة إلى فيروس كورونا.
كما وصف ترامب الفيروس بأنه «الفيروس الأجنبي الذي بدأ ظهوره في الصين».
واشنطن تستدعي السفير الصيني إثر تصريحات تلمح إلى علاقة «كورونا» بالجيش الأميركي
التعليقات مغلقة