وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي يجتمعون اليوم لمواجهة تدفقهم
الصباح الجديد – متابعة:
اعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن تركيا أصبحت مهربا رئيسيا للبشر، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغلهم لصرف النظر عن الملف السوري.
وقال ميتسوتاكيس في مؤتمر صحفي عقده امس الثلاثاء: “لا أزمة في أعداد اللاجئين على الحدود التركية اليونانية”، مؤكدا أن الرقم الذي يسوقه أردوغان حول عددهم هو أقل بكثير من الرقم الحقيقي.
وأضاف أن “أزمة المهاجرين على حدود اليونان مع تركيا تشكل تهديدا غير مباشر لحدود الاتحاد الأوروبي، ونأمل أن تكون الأزمة بمثابة دعوة لاستيقاظ أوروبا وتحمل مسؤولياتها”.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني عزم بلاده على حماية حدودها، محذرا المهاجرين من أن أثينا “ستردهم إذا حاولوا دخول البلاد بطريق غير مشروع”.
ودعا ميتسوتاكيس إلى اجتماع مجلس الأمن القومي في البلاد، فيما ذكرت السلطات اليونانية، أنها منعت زهاء 10 آلاف مهاجر من اجتياز الحدود مع تركيا.
ومن جهته، كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان بلغ حتى صباح الثلاثاء 130 ألفا و469 مهاجرا.
وبدأ تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا، منذ يوم الخميس الماضي، عقب إعلان أنقرة أنها “لن تعيق” حركة المهاجرين باتجاه أوروبا.
وكان أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي، أن “بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا”، مؤكدا أن تركيا لا طاقة لها في استيعاب موجة هجرة جديدة.
كما حذّر في وقت لاحق الاثنين الماضي، من أن “ملايين” المهاجرين واللاجئين سيتوجّهون قريبا إلى أوروبا، مثيرا ردودا حادة من قادة الاتحاد الأوروبي إزاء محاولاته ممارسة ضغوط عليهم للحصول على مزيد من المساعدات في النزاع السوري.
ومنذ أن قامت تركيا “بفتح أبوابها” الجمعة أمام اللاجئين والمهاجرين للتوجه إلى الاتحاد الأوروبي، يحتشد الالاف على الحدود التركية ما يثير المخاوف من موجة هجرة جديدة كما حدث في عام 2015.
واعتبرت المستشارة أنغيلا ميركل الخطوة التركية “غير مقبولة” فيما قال مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة مرغريتيس سخيناس أنه “لا يمكن لأحد أن يبتز أو يرهّب الاتحاد الأوروبي”.
وتزامن القرار الذي اتّخذته تركيا الجمعة بفتح حدودها مع أوروبا مع عملية عسكرية ضد النظام السوري تقوم بها في سوريا حيث تشتبك مع النظام السوري المدعوم من روسيا.
لكن تركيا التي تستقبل 3,5 ملايين لاجئ تسعى لمنع موجة لجوء جديدة من سوريا حيث تقوم قوات النظام، مدعومة بالطيران الحربي الروسي، بشن عملية عسكرية لاستعادة إدلب آخر معاقل المقاتلين.
وقال إردوغان إنه يأمل في التوصل لوقف إطلاق نار في سوريا عندما يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع.
وحذر بأنه على اوروبا تحمل حصتها من أزمة اللاجئين. وقال «بعدما فتحنا أبوابنا، وردتنا العديد من الاتصالات، قالوا لنا أغلقوا الأبواب. لكنني قلت لهم لقد تم الأمر، انتهى. الأبواب مفتوحة. وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء».
وقال إردوغان إن أعداد المهاجرين على الحدود اليونانية، وبينهم أفغان وسوريون وعراقيون، أكثر بكثير من الأرقام التي أعلنها المسؤولون والصحافيون، مضيفا أن الأرقام هناك وصلت إلى «مئات الآلاف» ه.
واضاف «سيتزايد العدد. قريبا هذا العدد سيصل الى الملايين».
وتفيد المشاهدات الميدانية لفرانس برس بأن هذه الأرقام مبالغ فيها. وكانت الأمم المتحدة قد أفادت بوجود 13 ألف شخص عند الحدود التركية اليونانية.
وبحسب السلطات اليونانية فقد تمكّن 1300 شخص من طالبي اللجوء من الوصول إلى جزرها يومي الأحد والإثنين. وقضى طفل الإثنين قبالة سواحل ليسبوس في غرق مركب كان يقل نحو خمسين مهاجرا.
والإثنين اتّهم إردوغان «العسكريين اليونانيين» بـ»قتل مهاجرين اثنين» وإصابة ثالث بجروح خطرة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأظهر تسجيل فيديو تشارك نشره مسؤول تركي ولم يمكن بالامكان التأكد منه من مصدر مستقل، مركبا مليئا بالمهاجرين وهم يتعرضون لإطلاق نار ومضايقات من عناصر خفر السواحل اليونانيون.
وفي اتصال الإثنين مع المستشارة الألمانية طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «تقاسم عبء» استقبال المهاجرين، وفق ما أعلنت الرئاسة التركية.
وكان من المقرر ان يتوجّه عدد من قادة مؤسسات هيئات الاتحاد الأوروبي إلى الحدود اليونانية لتفقّد الأوضاع.
واليوم الأربعاء، سيعقد وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل لمساعدة اليونان وبلغاريا على مواجهة تدفق المهاجرين.
وكانت وافقت تركيا في 2016 على منع اللاجئين من التوجه إلى أوروبا مقابل الحصول على مليارات اليورو من المساعدات، ويصر الاتحاد الأوروبي على أن تلتزم تركيا بالاتفاق.