المرحلة المقبلة تتطلب مضاعفة الجهود
بغداد ـ الصباح الجديد:
أرسلت استقالة رئيس اتحاد الكرة عبد الخالق مسعود وجميع أعضاء الاتحاد، أول أمس، إلى الاتحاد الدولي «فيفا»، بعد الاتفاق مع عدنان درجال، مقابل سحب الشكاوى ضد رئيس الاتحاد ونائبه.
وارتكب اتحاد الكرة خطأ كبيرا في محاولته الملتوية إبعاد عدد من المرشحين لرئاسة وعضوية الاتحاد، حيث أبعد عدنان درجال ممثل الزوراء عن الانتخابات، بعد التلاعب بأوراق ترشيحه، ما دفعه لمقاضاة الاتحاد محليا ودوليا.
واهتز اتحاد الكرة بعد حكم القضاء العراقي بالحبس لمدة عامين على اثنين من موظفيه بينهم أمين سر الاتحاد الدكتور صباح رضا، بالإضافة إلى الأمر بإلقاء القبض على رئيس الاتحاد ونائبه بعد اتهامهما بالتلاعب في النظام الداخلي واللوائح.
وقال مصدر ، إن اجتماع عقد بين أعضاء الاتحاد وعدنان درجال، في أربيل، بحضور وزير الشباب والرياضة أحمد رياض، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الرياضة إياد بنيان، ورئيس لجنة الشباب والرياضة النيابية عباس عليوي.. واضاف المصدر، أن الاجتماع انتهى باتفاق يفضي باستقالة جماعية لمجلس إدارة الاتحاد، في مقابل سحب كل الدعاوى القضائية ضد مجلس إدارة الاتحاد.
وأرسلت الاستقالات إلى الاتحاد الدولي، من أجل الاستفسار عن تشكيل هيئة مؤقتة تدير الاتحاد بالفترة المقبلة، واتباع السياقات القانونية التي ينص عليها الاتحاد الدولي.
وأشار المصدر، إلى أن ضغوطات كبيرة أجبرت عدنان درجال على قبول الاتفاق المبرم بضمانة رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية عباس عليوي، على أن يكون تطبيق سحب الشكاوى بشكل رسمي بعد رد الاتحاد الدولي لضمان انسيابية تطبيق الاتفاق بين الطرفين.
وبدأ حراك واسع داخل الهيئة العامة للاتحاد العراقي، لاختيار وترشيح أسماء الهيئة المؤقتة بعد استقالة مجلس الإدارة.. وقال مصدر من داخل الهيئة العامة في تصريحات صحفية، إن الحديث عن الهيئة المؤقتة يخص الجمعية العمومية وليس الفيفا أو الاتحاد الآسيوي.
وأوضح أن الهيئة العامة هي السلطة العليا في اتحاد الكرة، ويحق لها اختيار من يمثلها في التشكيل المؤقت.. ونوه «المسؤولية كبيرة، يجب على الهيئة العامة أن تقوم بواجبها بشكل مثالي وأن تتخلى عن المصالح الشخصية، وأن تعكس صورة مغايرة عن التي تكونت لدى الشارع الرياضي».
يشار إلى أن مجلس إدارة اتحاد الكرة، قدم استقالة جماعية، من أجل تسوية الأمور مع عدنان درجال، لإسقاط الشكاوى على رئيس الاتحاد العراقي ونائبه.
ويتساءل كثيرون عن مصير كرة القدم في العراق بعد الاستقالة، وكيف سترتب أمور الاتحاد، وهل سيتمكن عدنان درجال من المضي بمشروعه في ظل هذا الاتفاق، وتساؤلات أخرى ترتبط باستمرار الدوري واستحقاق المنتخب الوطني جميعها تحتاج إلى إجابات شافية.
قد يكون اتفاق أربيل هو الخطوة الأولى في طريق الخروج بخارطة طريق لإنهاء الأزمة، إلا أن صيغة الاستقالات وسبب الاستقالة أثار حالة من الجدل خشية تسببها في مشكلات جديدة من قبل الاتحاد الدولي، ليبدأ الحديث عن ضرورة توحيد صيغة الاستقالة الجماعية؛ لضمان قبولها تحضيرا للخطوة المقبلة.
والأزمة الأخرى تتمثل في تشكيل الهيئة المؤقتة، حال وافق الاتحاد الدولي على استقالة الاتحاد، فالجميع يسأل «من سيشكل الهيئة المؤقتة؟»
واختلفت الآراء حول الجهة المنوطة بتشكيل الهيئة المؤقتة، ففريق يرى أنها من صلاحية الاتحادين الدولي والآسيوي، وآخر يقول بترشيح من الطرفين عدنان درجال والاتحاد المستقيل، ورأي ثالث يرى أن تشكيل المؤقتة هو من صلاحية الهيئة العامة حصرا.
أول واجبات الهيئة المؤقتة، وفق ما تم الاتفاق عليه بين طرفي النزاع، هو استئناف الدوري بتاريخ العاشر من شهر شباط المقبل، من مرحلة واحدة، وبمشاركة إجبارية لأندية الممتاز، على أن يتم اعتماد نتائج الجولات الأربع الماضية.
كما ينتظر الهيئة المؤقتة تهيئة المنتخب الوطني لخوض جولة الإياب في تصفيات كأس العالم المرتقبة، وبالتالي سيتوجب عليها اعتماد لجان قادرة على القيام بعملها من دون أي تدخل.
المسؤولية الكبرى في هذه الأزمة تقع على عاتق الجمعية العمومية التي ستكون مطالبة بترك التكتلات، والنظر بعين الاعتبار لإنقاذ الكرة العراقية من مغبة التقاطعات وكيل الاتهامات والتركيز على تسيير الأمور بشكل إيجابي، والدخول للانتخابات بمصلحة عامة، واختيار مجلس إدارة جديد قادر على إعادة هيبة الكرة العراقية بعد سنوات من المشكلات الإدارية.