تظاهرات مؤيدة للحكومة ا
متابعة ـ الصباح الجديد:
اعلنت منظمة العفو الدولية امس الأول الاثنين إن 143 متظاهرا على الأقل قتلوا في إيران خلال الاحتجاجات التي أعقبت ارتفاع أسعار الوقود في 15 تشرين الثاني ، في حين تجمع الالاف في طهران تاييدا للحكومة وتنديدا بـ»اعمال الشغب».
وذكرت المنظمة، ومقرها لندن: «وفقا لتقارير موثوق بها ، عدد القتلى هو 143 شخصا على الاقل. وقد نجمت جميع الوفيات تقريبا عن استخدام الأسلحة النارية».
وتابعت إنها «تعتقد أن عدد القتلى أعلى بكثير» مشيرة الى ان التحقيقات حول ذلك ما زالت مستمرة.
وأفاد بيان منظمة العفو «إن مقاطع الفيديو التي تم التأكد منها تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار عمداً على متظاهرين غير مسلحين من مسافة قصيرة. وفي بعض الحالات، أطلقت النار على المتظاهرين أثناء فرارهم».
كما تظهر أن قوات الأمن أطلقت النار من فوق أسطح المنازل، موضحة أن الحملة نفذتها الشرطة والحرس الثوري والباسيج «وغيرهم».
وفي طهران، تجمع الآلاف من أنصار الحكومة الإيرانية في ميدان بالعاصمة طهران لإدانة أيام من «أعمال الشغب».
ولوحوا بالعلم الإيراني ورفعوا لافتات كتب عليها «الموت لأمريكا»، ووصلوا في مسيرة من جميع الاتجاهات باتجاه ميدان انقلاب في طهران.
وفي إعلان صادم قبل 10 أيام، رفعت إيران سعر البنزين بنسبة تصل إلى 200 في المئة، ما أدى إلى احتجاجات في جميع انحاء البلاد التي تضرر اقتصادها بشدة بسبب العقوبات الأميركية.
ويقول مسؤولون ايرانيون إن التظاهرات تحولت إلى العنف بسبب تدخل «بلطجية» مدعومين من انصار الملكية وأعداء إيران الرئيسيين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
وألقى اللواء حسين سلامي، رئيس الحرس الثوري الذي ساعد في إخماد الاضطرابات، كلمة امام الحشود التي ملأت الساحة والشوارع المجاورة.
وقال «لقد انتهت هذه الحرب … لقد هزمتم قوى الاستكبار»، في اشارة إلى اميركا.
وأضاف «لقد انهار العدو، واليوم خاب أمله بسبب حضوركم. لقد أطلقنا عليه رصاصة الرحمة».
«شعب ثوري»
في كلمته وجه اللواء سلامي تحذيرا إلى الولايات المتحدة وحليفاتها بريطانيا واسرائيل والسعودية.
وقال «لقد تلقيتم صفعة قوية على وجهكم … إذا تخطيتم الخطوط الحمر، سندمركم».
وتعالت هتافات «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل» بينما اشعل المحتشدون النار في العلم الأميركي.
وتم إرسال رسالة نصية قصيرة إلى المواطنين مساء الأحد الماضي تحضهم على المشاركة في التظاهرة، وسط انقطاع مستمر للإنترنت تم فرضه خلال الاضطرابات. ودعت الرسالة «شعب طهران الحكيم والثوري» إلى المشاركة في التظاهرة لإدانة «أعمال الشغب الأميركية الإسرائيلية».
وفرض قطع شبه تام للانترنت في ذروة الاضطرابات في الشارع في خطوة هدفت إلى الحد من انتشار تسجيلات الفيديو لاعمال العنف.
وقال «نتبلوكس»، وهو موقع يرصد الاضطرابات في شبكة الإنترنت في العالم، إن الاتصالات عادت إلى معظم أنحاء البلاد باستثناء شبكات الهاتف المحمول الخاصة.
واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في 15 تشرين الثاني ، بعد أن رفعت السلطات سعر البنزين في شكل مفاجئ بنسبة تصل إلى 200 في المئة.
وأغلقت الطرق السريعة وأُحرقت بنوك ومحطات وقود ونُهبت متاجر بعد أن تحولت التظاهرات إلى العنف وانتشرت في عشرات المدن والبلدات في أنحاء إيران.
وذكرت الحكومة ان رفع اسعار البنزين سيتيح لها دفع مبالغ مالية للمحتاجين في ايران حيث يعاني كثيرون من صعوبة العيش منذ أعادت واشنطن فرض عقوبات على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي في ايار الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان انه يشعر بالقلق ازاء تقارير تفيد بأن الذخيرة الحية التي تستخدمها قوات الأمن لقمع الاضطرابات تسببت في «عدد كبير من القتلى».
وكان نائب قائد الحرس الثوري قال الأحد إن إيران ستعاقب بشدة «المرتزقة» الذين اعتقلوا إثر موجة أعمال العنف في الشوارع.
وتابع في مؤتمر صحافي في طهران «لقد قبضنا على جميع العملاء والمرتزقة الذين قدموا اعترافات صريحة بأنهم كانوا مرتزقة لأميركا والمنافقين وآخرين».
ويصف المسؤولون الايرانيون بـ»المنافقين» جماعة «مجاهدي خلق» المعارضة التي تعتبرها طهران تنظيما «إرهابيا».
واضافة الى مجاهدي خلق، تلقي ايران بمسؤولية الاضطرابات على عائلة الشاه رضا بهلوي الذي اطاحت به الثورة الاسلامية في العام 1979.